جواهر

شيطنة المرأة!

جواهر الشروق
  • 8321
  • 0

يتخذ الكثير من الناس المرأة فاكهة أحاديثهم “يتلذذون” بشيطنتها ويطلقون العنان لألسنتهم السليطة، فلا يدعون صفة مشينة إلا نعتوها بها، ويتناسون بذلك فضل أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم عليهم وحجّتهم في ذلك “عليهم لا علينا”.. كل واحد يقذف عرض الآخر ويستبيح حرماته.

المرأة بعين هؤلاء موسطاشة، مسترجلة، ناقصة عقل ودين، مخلوقة من ضلع أعوج، مشعوذة وساحرة، كيدها عظيم، وهي أكثر أهل النار وغيرها من الصفات المخزية ومعاول الهدم التي يقصف بها الرجال نصفهم الآخر، وهي كلها صفات تضمر الحقد والكره والعداوة والبغضاء.. أحيانا تكون حقا يراد به باطل، فيحشرون المرأة في كل المواضيع ويحملونها المسؤولية وينسبون إليها كل فشلهم و”بلاويهم”.

للأسف الشديد أمثال هؤلاء يتناسون كثيرا من الصور الجميلة التي رسمها ديننا الحنيف للمرأة وأنه كرّمها بوضع الجنة تحت أقدامها وبجعلها طريق الرجل إلى الجنة سواء تعلق الأمر بأمه أو ابنته فأي قول بعد هذا.

إلصاق التهم بالآخرين هي أكثر ما يفلح فيه أمثال هؤلاء فإذا ما تحدثوا عن البطالة قالوا أن خروج المرأة للعمل هو ما حرمهم من العمل وأنها استولت على مناصبهم، منكرين لها الكفاءة والخبرة، بل تجدهم يطعنونها في شرفها ويتهمونها بأن التبرج والتفسخ هما تأشيرتها لنيل المنصب ونادرا ما توجه انتقادات لهؤلاء المسؤولين الذين يتبعون غرائزهم في التعيين والترقية والإقالة.

إن تحدثنا عن تربية الأولاد في البيت ينأون بأنفسهم عن كل مسؤولية ويجعلون التربية مهمة أساسية للمرأة وحدها لكن هيهات فاليد الواحدة لاتصفق أبدا فدور الأب مكمل لدور الأم ولو كانت الأسرة تبنى بواحد منهما فقط لما أسست على مبدأ التزاوج.

وقس على ذلك بقية الأمور والميادين فعندما تبدع المرأة وترتقي تتهم وترشق بأشنع الانتقادات وعندما تفشل يشمت فيها ويقال أنها أرادت أن تلبس جلدا غير جلدها، حتى في البيت عندما ينجح الأبناء ينسب الرجل نجاحهم إليه ويتفاخر بأنهم من دمه ونسبه وجيناته وسرعان ما يتناسى كل هذا إن هم فشلوا فينسبون إلى أمّهم ويقال لهم “تربية أمك” أو “واش تستنى من تربية امرأة”.

الشيطنة التي يحاول البعض سبغ المرأة بها تنم عن مرض عضال ينخر نفوس هؤلاء فبعض الرجال ينافسون النساء في النميمة والغيبة ويرمونها بما فيهم من عيوب وبدل أن يقوموها وينصفوها أهانوها وذلوها. 

لكل من يشيطن المرأة أقول أن الموسطاشات وناقصات العقل والدين هؤلاء.. هن من ربينهم وجعلن منهم قادة يسيرون ويحكمون ويتجرأون عليهن، وأقول أنهن فعلا أخطأن عندما انتظرن منهم اعترافا أو تقديرا، فيا عجباً لمن ربّت طفلاً ألقمته بأطراف البنان.. علمته الرماية كل يومٍ فلما اشتد ساعده رماها!.

مقالات ذات صلة