الرأي

شينجيانغ الصين لها مستقبلٌ أكثر إشراقا

لي ليان خه
  • 926
  • 10

تقع منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم الصينية في شمال غرب الصين، وكان يطلق عليها اسم “المنطقة الغربية” في التاريخ الصيني القديم، وأصبحت جزءا من تراب الصين في عام 60 قبل الميلاد في عهد أسرة هان الإمبراطورية الصينية (206 ق. م- 220 م). وفي عهد أسرة تشينغ الإمبراطورية الصينية (1644م -1911م)، أعادت حكومة أسرة تشينغ تسمية “المنطقة الغربية” إلى شينجيانغ وأقامت فيها مقاطعة شينجيانغ بشكل رسمي. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، تظل حكومة الصين تطبق نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي في شينجيانغ نظرا إلى واقعها وتقليدها التاريخي حيث تتعايش قوميات مختلفة في هذا الأرض، وأصبحت شينجيانغ إحدى المناطق القومية ذاتية الحكم الصينية.

اليوم، يقيم في شينجيانغ أكثر من 25 مليون نسمة تتكون من 56 قومية ومن ضمنهم 10 قوميات معظم أبنائها يؤمنون بالإسلام مثل قومية ويغور، وقومية هوي، ويقارب عدد المسلمين في شينجيانغ 60% من إجمالي سكانها. من عام 2010 إلى عام 2018، زاد عدد السكان المقيمين الدائمين في شينجيانغ بـ3 ملايين و51 ألفا و800 شخص وتبلغ نسبة زيادته 13.99%، وعدد الأقليات القومية منها زاد بمليونين و874 ألف و900 شخص وتبلغ نسبة زيادته 22.14%، وزاد عدد سكان قومية الويغور مليونين و546 ألف و900 شخص وتبلغ نسبة زيادته 25.04%. من الواضح أن نسبة زيادة عدد سكان لقومية الويغور ليست أعلى من النسبة الإجمالية لسكان شينجيانغ ولعدد جميع الأقليات القومية في شينجيانغ فقط، بل أعلى بكثير من نسبة زيادة عدد سكان قومية هان في شينجيانغ وباعتبارها أكثر القوميات الصينية تعدادا.

قامت الحكومة المحلية في شينجيانغ بصياغة قوانين محلية وتحسينها وفقًا للدستور الصيني لحماية حرية المعتقد والدين لجميع أبناء القوميات المختلفة وحقوقهم لاستخدام وتطوير لغاتهم المنطوقة والمكتوبة ووراثة ثقافتهم التقليدية. أنشأت الحكومة المعهدَ الإسلامي في مدينة أورومتشي عاصمة شينجيانغ وفتحت له 8 فروع في أنحاء المنطقة، وتمت ترجمة الكتب الدينية مثل القرآن الكريمة ونشرها بـ4 لغات مثل الصينية والويغورية والكازاخستانية والقرغيزية، ويمكن للمسلمين من قوميات مختلفة زيارة المساجد وممارسة الأنشطة الدينية العادية مثل تلاوة وتعليم القرآن الكريم والصلاة والصيام والاحتفال بالأعياد الإسلامية في منازلهم.

حققت شينجيانغ إنجازات غير مسبوقة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين معيشة الشعب تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية. في الـ65 سنة الماضية منذ إقامة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، شهد الناتج المحلي الإجمالي لشينجيانغ زيادة بأكثر من 80 مرة، وفي الفترة من العام 2014 إلى العام 2019، زاد رقم نفس المؤشر من 919.59 مليار يوان صيني إلى1359.71 مليار يوان صيني بنسبة زيادة بلغت 7.2% للمتوسط السنوي (1 يوان صيني يساوي 20 دينارا جزائريا تقريبا)، وبلغ متوسط النمو السنوي 9.1% فيما يخص الدخل الفردي. واتخذت الحكومة المحلية في شينجيانغ سلسلة من السياسات والإجراءات في مجالات مختلفة مثل الخدمة الطبّية والضمان الاجتماعي والإسكان لتحسين معيشة الشعب ولقيت ترحيبا واسعا من قبل أبناء جميع القوميات في شينجيانغ الذين يعتقدون بأن شينجيانغ اليوم في أفضل فترة تاريخية للتنمية والازدهار.

ومع الأسف الشديد، بعض السياسيين في بلدان قليلة وبعض وسائل الإعلام الغربية يتجاهلون كـ”العمى الانتقائي” الحقائق والأرقام المذكورة أعلاه منذ فترة، ويوجِّهون اتهامات لا أساس لها ضد الصين باستغلال القضايا المتعلقة بشينجيانغ، ونشروا الكثير من الأخبار المزيفة بهدف تضليل الرأي العام الدولي وتحريك الفتن في الصين وعرقلة تنميتها. إن القضايا المتعلقة بشينجيانغ ليست قضايا القومية أو الدين، ناهيك عن قضايا حقوق الإنسان، بل قضايا مكافحة الإرهاب والتطرُّف والانفصال. في ظل مواجهة التهديد الخطير من الإرهاب والتطرُّف، اتخذت الحكومة المحلية في شينجيانغ وفقا للقانون سلسلة من الإجراءات بما في ذلك إنشاء مراكز تعليم وتدريب المهارات المهنية لمكافحة الإرهاب والتطرّف، ونجحت في تحسين الوضع الأمني في شينجيانغ. تعدُّ هذه المراكز مدارس من أجل القضاء على التطرّف، ويمكن للمتدربين تعلم اللغة الوطنية الصينية والمعرفة القانونية والمهارات المهنية وكيفية القضاء على التطرُّف، مما ساعدهم على تحقيق التوظيف المستقرّ وتحسين معيشتهم، وإنشاء هذه المراكز يتفق مع مبادئ وروح استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وغيرها من قرارات مكافحة الإرهاب، ولا يوجد فرقٌ جوهري بينها وبين إجراء “الإصلاحية المجتمعية” الذي تنفذه الولايات المتحدة، ومشروع DDP (Desistance and Disengagement Programme) في المملكة المتحدة، وكلها محاولاتٌ مفيدة لمقاومة الإرهاب ومنع التطرف. في أكتوبر العام 2019، تخرَّج جميع المتدربين من المراكز بشينجيانغ.

وبفضل هذه الإجراءات التي نفذتها الحكومة المحلية في شينجيانغ، لم تشهد شينجيانغ أيَّ حادثة إرهابية لمدة 4 سنوات متتالية، ويمكن للجماهير هناك التسوُّق في البازارات والتنزُّه مع أطفالهم في الحدائق وممارسة الأنشطة التجارية بدون قلق وخوف وهم يعيشون بأكثر أمان وسعادة. وأكثر من ذلك، زاد عدد السياح إلى شينجيانغ بشكل ملحوظ، في العام 2019، استقبلت شينجيانغ 213 مليون سائح من داخل الصين وخارجها بنسبة زيادة بلغت 42% عن السنة الماضية، ويتجاوز دخل السياحة 55 مليار دولار أمريكي.

إن العدالة والإنصاف في قلب الناس. منذ نهاية عام 2018، زار شينجيانغ أكثر من 70 فريقا يتكون من مسؤولي الأمم المتحدة وسفراء الدول الأخرى في الصين، والممثلين الدائمين لبعض البلدان في جنيف، والمراسلين والجماعات الدينية، ويبلغ أعضاؤُها أكثر من 1000 شخص من أزيد من 100 دولة، ولقد شهدوا بعيونهم ازدهار واستقرار شينجيانغ، وأشادوا بخبرة شينجيانغ في مجال مكافحة الإرهاب والتطرُّف. في يوليو 2020، ألقت 46 دولة بما في ذلك ما يقرب من 20 دولة عربية خطابا مشتركا حول القضايا المتعلقة بشينجيانغ في الدورة الرابعة والأربعين لاجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما ألقت 48 دولة في أكتوبر 2020 خطابا مشتركا حول نفس الموضوع في اجتماع اللجنة الاجتماعية والإنسانية والثقافية التابع للدورة الخامسة والسبعين لجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعربت هذه الدول في الخطابين عن دعمها لموقف الصين في القضايا المتعلقة بشينجيانغ وقدَّمت تقييمها الإيجابي لتطوُّر حقوق الإنسان وإنجازات مكافحة الإرهاب والتطرُّف في شينجيانغ، وحثت على التوقف عن استغلال الإشاعات لتوجيه اتهامات بلا أساس ضد الصين. وترحب الصين بمزيد من الأشخاص ذوي الموقف الموضوعي والعادل لزيارة شينجيانغ للتعرُّف على واقعها ثم نشر قصصها الحقيقية للعالم.

شينجيانغ جزءٌ من الصين، وسوف تبني الصين هذه المنطقة بشكل أفضل. وتحدونا ثقة تامة بأن شينجيانغ في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ومع جهد دؤوب من أبناء جميع القوميات يعيشون فيها ومساعدات من مناطق أخرى بالبلاد، سوف تتقدم نحو اتجاه الوحدة والانسجام والازدهار والتنمية وحياة الشعب السعيدة والآمنة وبيئة طبيعية جميلة، وتحقق مستقبلا أكثر إشراقا.

مقالات ذات صلة