-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صاحب الشيء.. ولا يعطيه

صاحب الشيء.. ولا يعطيه

أبسط مواطن، وهو يشاهد الطوابير الطويلة، في محطات الوقود بالعاصمة، وكان قد تابع نفس المشاهد في ولايات أخرى خلال الشهر المنقضي، سيتساءل ببراءة ومن حقه ذلك: “ماذا لو نفد النفط، أو لو كانت الجزائر بلدا مستوردا للمحروقات؟”

ومهما تكن الإجابة والتبريرات التي حاول المسؤولون تقديمها، من تهريب الوقود وشغف الناس بالتزوّد، تزامنا مع العطل الأسبوعية، والسعر المنخفض للبنزين في الجزائر، فإنها بعيدة عن الاستماع إليها أصلا، فما بالك بإقناع الشعب الذي يعرف أن المواطنين في أوربا الذين يقتنون النفط الجزائري، لا يقفون في الطوابير، وحتى البلدان المجاورة التي يهرّب إليها مافيا الوقود ثروة الجزائر، لا يعرفون هاته الندرة التي جففت الكثير من المحطات، في بلد يكاد يغرق في آبار البترول والغاز، وإذا كان المثل العربي يقول إن فاقد الشيء لا يعطيه، فإننا صرنا نرى فاقدي النفط في أوربا يعطونه لمواطنيهم، وأصحاب الشيء في الجزائر لا يقدرون أن يكونوا في مستوى العطاء، ولا نتحدث هنا عن الإساءة التي ستطال الجزائر عندما يشاهد الأجانب طوابير النفط أو ندرته في بلاد النفط.

لقد عجزت الجزائر شعبا ودولة، عن توفير الطعام المنتج بأيدينا للجزائريين، برغم مساحاتها الزراعية الشاسعة ومعدل التساقط المعتبر من الأمطار، في بلد هو العاشر عالميا من حيث المساحة، وعجزت عن إنتاج الوسائل الصناعية المنتجة بأيدينا للجزائريين، في بلد يكاد يكون كل شعبه من الشباب، وعجزت عن صناعة سياحية في بلد فسيفساء من الثلج والرمل والبحر والآثار، وهاهي الآن تلمّح إلى أنها قد تعجز حتى عن وضع هذه الهبة الربانية من النفط في خزانات مختلف المحطات التي تزوّد أربعة ملايين مركبة في الجزائر، وإذا كانت هذه حال النفط الذي يمنح الجزائر سنويا عشرات الملايير من الدولارات، فإن الرسالة يبدو أنها قد وصلت، عن حال القمح والحليب والسكر والدواء، الذي يأخذ من الجزائر سنويا عشرات الملايير. والمواطن البسيط لن يجد صعوبة في القيام بحساب بسيط، سيجرّه إلى أصفار سيحصل عليها في قادم السنوات، إن تواصلت هذه الوحدة العجيبة بين الشعب والدولة، على أن يكون العمل وبذل الجهد آخر اهتماماتنا.

لقد قال السيد الوزير الأول، إن الجزائر قد بنت سكنات لم تنجز مثيلا لها  عددا طبعا دول عديدة مجتمعة، ولكنه لم يقل لنا لماذا عاشت الجزائر عشرة آلاف احتجاج في عام واحد من أجل السكن؟ وقال لنا السيد وزير الطاقة إن مؤسسة نفطال تضخّ للمحطات الوقود ما لا تضخه عشرات الدول مجتمعة، ولكنه لم يقل لنا لماذا شاهدنا هاته الطوابير التي كانت بطول دولة؟ وسبق لوزير الرياضة أن قال لنا إن الملف الجزائري الذي تم تقديمه إلى هيئة عيسى حياتو هو الأكمل والأحسن، ولكنه لم يقل لنا إلى حد الآن لماذا تفوقت عليه الغابون، البلاد النفطية الصغيرة؟ وعندما يقول المسؤول نصف الجملة ويبتلع نصفها الثاني، فسنكون في حالة: صاحب الشيء.. ولا يعطيه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • somia

    ان عنوان مقالك صائب مئة بالمئة نحن في الجزائر مالك الشئ لا يعطيه وكدلك مالك الكرسي مايسمحش فيه بلد يحكمها الشياب مع ان اكثر من نصف سكانها شباب هده هي المهزلة

  • عبد الله

    باختصار وبكل بساطة شعب فاشل وحكومة فاشلة منذ الاستقلال وبكل المقاييس وعلى كل الأصعدة، لقد فقدت الأمل في هذه البلاد، الله المستعان.

  • شوشناق

    معندهم حتى علاقة فى التسيير والحكم ولا إستراتيجية ﻤﺤـﺩﺩﺓ ﻭﺍﻀـﺤﺔ!! راهم يتعلمو الحفافة فى رؤوس الياتمة راهم فرطسو البلاد تفرطيسة الله يعطينا الصبر

  • جنوبي غربي

    ألم تعلم سيدي الفاضل بأن الفقير أسخى على الأققر من الغني في بلادنا ألم تسمع بالشاب الذي جمع له من المالي أكثر مما يستحق من جيوب الفقراء لعلاجه بينما الدولة الغنية لم تستطع أن تبني مستشفى يأوي هؤلاء. صاحب الشيئ بخيل كالغني في بلادنا. ينهبون الأموال بختلاق فتاوى النهب باسم الشباب وهم شياب . باسم القانون المفصل من أجلهم و ليس لتشغيل الشباب. و لهذا عجزت و ليس الشعب لأن سياستها من أوصلت الشعب إلى ما وصل إليه.

  • حميد

    أزمة وكارثة بكل معنی المقاييس مشاكل في كل القطاعات فأين هي الدولة الاقليمية