-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صحّ صيامكم.. لكن!

جمال لعلامي
  • 642
  • 1
صحّ صيامكم.. لكن!
ح.م

مستهترون ومغامرون خرجوا فرادى وجماعات من بيوتهم، وتمرّدوا على إجراءات الحجر المنزلي والصحي، بحجة أن رمضان على الأبواب وعليهم استقباله بأشهى المأكولات، وما لذّ وطاب من أطباق، ولذلك عادت الطوابير والتدافع والتزاحم، عبر الأسواق والمحلات والمراكز التجارية والقصّابات ومذابح الدواجن، وعمّت الزحمة الطرقات، والفوضى بالشوارع والمدن، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله!

اتفق الجميع، منذ البداية، أو على الأقلّ بعد أن اتضح بأن الأمر جلل، اتفقوا على أن الوباء يتم محاربته بالحجر والحظر والالتزام والانضباط وعدم التساهل، لكن الظاهر، أن البعض يعتقد بأن “الأزمة انتهت”، أو أن خرق التدابير الاستثنائية في المناسبات، لا يضرّ ولا ينفع، ولهذا خرج الناس كسائر الأيام، معتقدين أنهم في منآى عن الخطر، أو أنهم غير معنيين بالجائحة، وهذه “جياحة”!

صحيح أن وزارة الصحة، ومعها لجنة مراقبة تطور الوباء، والكثير من الخبراء والأطباء، قرأوا أرقام الإصابات والوفيات وحالات الشفاء، إيجابيا، وبدأوا يطمئنون الجزائريين بأن مرحلة الخطر مرّت بسلام، كما أن رئيس الجمهورية أكد يقينه بأننا سنتنفس الصعداء مع نهاية أفريل الجاري وسنخرج بحول الله من النفق، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال، رفع جزء من المواطنين للحجر من تلقاء أنفسهم ودون سابق إنذار!

لا ينبغي الوقوع في الأخطاء الجسيمة، التي وقعت فيها دول كبرى ومجتمعات أكثر تطوّرا، ففيروس “كوفيد 19″، مازال مجهول الهويّة وعمره الافتراضي، وهو ما يتطلب المزيد من اليقظة والحيطة، والحذر الدائم والمستمرّ، إلى أن يرفع عنا ربّ العالمين هذا الوباء والبلاء، بأقلّ الأضرار والخسائر، وتسمح الظروف إن آجلا أم عاجلا بالعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية!

المطلوب، المزيد من الوعي والمسؤولية، وإلاّ راحت المكاسب المحققة في “كيل الزيت”، وبدأنا المقاومة من جديد ومن الصفر، وهو السيناريو لا قدّر الله، الذي لا تريده الأغلبية المطلقة من الجزائريين، ولذلك، على الأقلية والكمشة “العاصية” المستهترة، أن تعود إلى رشدها، وتحمي نفسها ومن حولها، حتى لا تصبح نادمة على أفعال انتحارية وغير حضارية، لا يُمكنها أبدا أن تـُنجي الباخرة وركابها من أمواج الجائحة التي أغرقت أعتى السفن الدولية بما فيها “التيتانيك”!

نعم، القضية هي “قضية حياة أو موت”، والعبرة دون شك، في تعليق صلاة الجماعة بالمساجد، وتعليق صلاة التراويح خلال رمضان، شهر الرحمة والتوبة والغفران، وكذا تعليق العمرة والاعتكاف في المسجدين الحرام والنبوي، وكلها سوابق وقرارات مؤلمة أوردها العلماء والأئمة في سياق “صحة الأبدان قبل صحة الأديان”، الأمر الذي يستدعي من هؤلاء المغامرين، أن يحكّموا عقولهم وإنسانيتهم قبل تحكيم بطونهم وغرائزهم.. ومع ذلك، صحّ صيامنا وصيامكم، ورمضان كريم، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابن الجبل

    نعم ،مزيدا من التوعية ، ولا سيما في هذا الظرف بالذات . فالمسلم مطلوب منه ،أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ... وخاصة في هذا الشهر المبارك ، علينا جميعا أن نكثر من توعية الناس بخطورة وباء "كورونا " قبل أن يسقط الفاس على الراس . ونصير الى ماصارت اليه دول اوربا وأمريكا ، حيث نندم ولا ينفع الندم !.