-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“صفعة” من وفاق سطيف

ياسين معلومي
  • 3256
  • 3
“صفعة” من وفاق سطيف

لا أحد كان يصدق قبل بداية الموسم الكروي، أن وفاق سطيف سيتوج بكأس رابطة الأبطال الإفريقية، وكأس السوبر الإفريقية، وتشريف الكرة الجزائرية قاريا، لإدراك بعض المسؤولين عن الكرة في الجزائر أن كل الأندية المشاركة في المنافسة القارية لهذا الموسم، ستخرج من الدور الأول، بسبب ضعف مستوى أنديتنا، وندرة لاعبين من المستوى الأول، ما دفع باتحاديتنا “الموقرة” لاستيراد لاعبين من الخارج، لتدعيم مختلف المنتخبات الوطنية، غير أن اللاعب المحلي أثبت للجميع قدرته على تجاوز الصعاب والمحن، والتتويج بلقبين إفريقيين في مدة قصيرة، أمور تجبر المسؤولين عن الكرة الجزائرية إلى مراجعة حساباتهم، وإعطاء الفرصة مستقبلا لخريجي بطولتنا، لإثبات أنهم حقا يستطيعون تشريف الألوان الوطنية في المنافسات القارية والدولية، لو تمنح لهم نفس الفرصة، ونفس الإمكانات التي تعطى للاعبين المحترفين، الذين قبلوا تقمص الألوان الوطنية، بعدما فشلوا في تقمص زي “الوطن الثاني” الذي ولدوا فيه.

لقد استطاع فريق وفاق سطيف أن يتربع على عرش القارة السمراء بلاعبين شبان، بعثوا برسائل مشفرة إلى المدرب الوطني، كريستيان غوركوف، مؤكدين له أن اللاعب المحلي بإمكانه الدفاع عن الألوان الوطنية، وربما أحسن من بعض المحترفين الذين أثبتوا محدوديتهم، فأين الفرق بين مبولحي وخضايرية، وبين ميقاتلي وماندي، وبين لحسن ودلهوم.. ولا حتى بين لاعبي وسط ميدان وهجوم الوفاق ووسط “الخضر” وخط هجومه..؟، وإن كان البعض يرى أني مبالغ في طرحي، فيكفي أن أذكر أن الوفاق جلب أغلى الكؤوس الإفريقية للجزائر، في وقت عجز فيه الثنائي براهيمي وفيغولي، الاستثناء الإيجابي الوحيد في التشكيلة الوطنية، مقارنة بلاعبي الوفاق.

عندما كان يسلم عيسى حياتو وبعض أعضاء مكتبه التنفيذي الميداليات والكأس إلى لاعبي الوفاق السطايفي، وجدت نفسي ومن حولي نتحدث عن إخفاق “الخضر” في كأس إفريقيا الأخيرة، والكيفية التي أقصينا بها أمام أفيال كوت ديفوار، وكيف لم يقحم المدرب غوركوف اللاعب جابو، وذكرنا الإمكانات الكبيرة التي وضعتها دولتنا تحت تصرف المنتخب الوطني، بالمقابل هناك الكيفية التي استطاع بها المدرب الشاب خير الدين ماضوي، الذي  لم يبلغ الأربعين بعد، التتويج مرتين أمام عمالقة القارة الإفريقية، وبلقاءات صعبة أمام منافسين أقوياء، وفي أدغال إفريقيا، وبإمكانات قليلة جدا مقارنة، بما يحصل عليه لاعبو المنتخب الوطني، وما يوفر له من إمكانات خمس نجوم، ما يجعلنا ربما نشك في السياسة المنتهجة حاليا في المنتخبات الوطنية، ولو أنها أتت بثمارها “المونديالية”، وفشلت “إفريقيا”، لأن إفريقيا ليست كأوروبا، التي تربى فيها لاعبو المنتخب الوطني، فهي تحتاج إلى “أبنائها”، وهنا أخص بالذكر اللاعبين المحليين، الذين يطالبون بالثقة فقط ليصنعوا ما صنعه لاعبو وفاق سطيف قاريا..

صحيح أن هناك نقائصَ ومشاكلَ ومتاعبَ لا تعد وتحصى في كرتنا المحلية، لكن ذلك لا يقصي المواهب والقدرات، التي يتوفر عليها لاعبونا ومدربونا، كما هو الحال بالنسبة إلى زملاء بلعميري والمدرب ماضوي، وليس من العيب على غوركوف أن ينظر في “المرآة العاكسة” أحيانا ليرى ما تركه خلفه، عله يستفيد منه مستقبلا في المنتخب الوطني، الذي هو بحاجة ماسة لكل لاعبيه، بدل “اللهث” وراء لاعب واحد، لن يمنحنا كأس إفريقيا ولا كأس العالم، يخطط لمستقبله “الشخصي” أكثر من أي شيء آخر، حتى لو كان بلده الأصلي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • kadercapable

    يا كاتب المقال يبدو انك لست تعي ما تقول فخدايرية وبلعميري لاعبان مغتربان من خريجي المدارس الكروية الفرنسية

  • نصروالجزائري

    تتويج الوفاق لايعني ان البطولة المحلية بخير وهي التي يحكمها الفساد والمحسوبية والتهميش ومتى تطهرت وتوفرت لها الارادة والامكانيات والضمائر الحية والمحبة لخير هدا الوطن فلا خوف بعدها وعندها يمكن ان تعود الامور الى نصابها ويصبح لافرق بين محلي ومغترف مادام الاحتراف هوالكفاءة هما الحكم فالمواهب الرياضية والكروية تعج بها بلادنا والحمدلله

  • HACENE ZITOUNI

    انها عقدة النقص ياستاذ. من يسيرون الفدرالية لا يحبون اللاعب المحلي ولايرغبون في استدائهم للفريق الوطني. وهؤلاء الاشخاص الذين فرضوا قبضتهم على الفدرالية يستغلون الوضع الراهن لانهم يستفيدون ماديا من ابعاد المحليين وجلب اللاعبين من الخارج. ونتساءل ماذا فعل ابراهيمي وفاغولي وغيرهما في كاس افريقيا للامم. فشل ذريع فنيا وبدنيا واهانة للكرة الجزائرية. عقدة النقص وهي في الحقيقة عقدة التخلف لان الجزائر وصلت الى القمة في الثمانيينات و تاهلت للمنافسات الدولية قبل مجيء اللاعبين من الخارج.