الجزائر
إقبال كبير على المساجد والعلامة الكاملة للإجراءات الصحية

صلاة الفجر تحولت إلى “جمعة” والتراويح أغلقت الشوارع

بلقاسم حوام
  • 4681
  • 9

شهدت الأيام الأولى من الشهر الفضيل إقبالا كبيرا للجزائريين على المساجد، حيث باتت فريضة الفجر تنافس صلاة الجمعة من حيث جموع المصلين، واكتسح رواد التراويح الشوارع والطرقات، وكان لهذه الشعيرة هذا العام طعم واشتياق خاص بعد منعها العام الماضي..

زينت أصوات المآذن التي صدحت بقرآن التراويح الأحياء والمدن، وكان لها هذا العام إحساس ميزه الاشتياق والحنين، بعدما أبكت رمضان الماضي عبارة المؤذن بصوته الحزين: “الصلاة في بيوتكم” الجزائريين الذين منعهم الوباء حتى من دخول المساجد وإقامة الجماعة.

عودة الجزائريين لأداء صلاة التراويح هذا العام لم تكن عادية، وكانت وفق إجراءات صحية صارمة، ميزها التباعد وارتداء الكمامة ومنع الأطفال من دخول بيوت الله، وكعادتهم ضرب المصلون أروع الأمثلة في احترام البروتوكول الصحي والوعي بضرورة احترام حرمة المساجد والأرواح، خاصة في ظل معايشة الجزائر لوباء كورونا الذي بدأت حالات إصاباته ترتفع، ما يهدد مستقبلا بعودة الحجر وغلق المساجد، وهو السيناريو الذي يخشى المصلون تكراره ما جعلهم حريصين على احترام البروتوكول الصحي..

ارتياح لتخفيف التراويح ومنع الأطفال والأكل في المساجد

عبر كبار السن والمرضى وحتى التجار والموظفون عن ارتياحهم لتخفيف صلاة التراويح هذا العام، التي لم تتعد 30 دقيقية، حسب تعليمات وزارة الشؤون الدينية، أين قرأ الإمام حزبا واحدا خلال ثماني ركعات بدل حزبين، على عكس ما كان قائما خلال الأعوام السابقة.

وأبى المسنون إلا الصلاة في المساجد وفق احترام البروتوكول الصحي، ووجدوا أنفسهم ولأول مرة قادرين على أداء جميع ركعات التراويح بعد تخفيفها، ومن التجار من استطاع أداء الصلاة وفتح متجره بعد ذلك، وحتى العمال الذين يضطرون للاستيقاظ باكرا لم يفوتوا هذا العام التراويح التي تقلصت مدتها من ساعة إلى 30 دقيقة..

ولقي إجراء منع الأكل في المسجد ارتياحا كبيرا وسط المصلين، حيث بقيت الأفرشة نظيفة على عكس الأعوام الماضية أين كانت توزع المأكولات والمشروبات بين المصلين، ما كان يتسبب في فوضى قبيل صلاة المغرب وتتناثر بقايا الطعام داخل بيوت الله.

الإفطار و”كسر الصيام” خارج المسجد

ولجأ زوار بيوت الله هذا العام إلى الإفطار و”تكسير الصيام” خارج المسجد، أين بادر المحسنون إلى وضع كل ما لذ وطاب من تمر ولبن وحلويات وماء.. على مداخل المساجد، وكان المصلون يفطرون ثم يدخلون لأداء صلاة المغرب، وهو الأمر الذي أشاد به الأئمة الذين شكروا التزام المصلين بعدم إدخالهم الأكل داخل المسجد.

ولأول مرة، صلى الجزائريون التراويح دون صراخ وبكاء ولعب الأطفال، الذين لطالما شوشوا على خشوع المصلين وأغضبوا حتى الأئمة، حيث كان بعض المصلين يصطحبون معهم أطفالا أقل من خمس سنوات، أي الذين لا يدركون حرمة وخشوع المسجد، ما كان يتسبب في مناوشات بين المصلين.

مقالات ذات صلة