الجزائر
بعد قرارها بمنع الصلاة في المدارس

“صلاتي حياتي” تجتاح المدارس

آمال عيساوي
  • 5489
  • 28
ح.م

أثار قرار وزيرة التربية والتعليم الوطنية، نورية بن غبريط، الذي منعت من خلاله الصلاة في المؤسسات التربوية، بحجة أنّ المدارس للتعليم وليست للصلاة، جدلا واسعا وسط جميع فئات المجتمع من دون استثناء، الذين عبروا عن غضبهم من خلال شنّ حملات واسعة عبر “الفايسبوك” للمطالبة بإلغاء هذا القرار، الذي اعتبروه مساسا بأحد مقدسات الشريعة وأهم ركن من أركان الدين الإسلامي، وأطلقوا حملة تحت شعار “صلاتي حياتي” لجعلها تجتاح المدارس الإسلامية..

وأطلق فايسبوكيون حملة شرسة على الوزيرة بن غبريط عبر الفايسبوك عقب قرارها الأخير، الذي اعتبروه استخفافا كبيرا بفريضة الصلاة بعد أن اعتبرتها ممارسة من خلال قولها: “لي حب يدير هذيك الممارسة يديرها في الدار”، طالبوا من خلالها بوضع حدّ لبن غبريط التي اعتادت المساس بمقدسات الشريعة الإسلامية..

الصلاة جماعة في الأقسام والساحات تحديا لبن غبريط

وساهم في هذه الحملة مديرو بعض المؤسسات التربوية والأساتذة والتلاميذ أيضا، من خلال نشر صورهم عبر الفايسبوك، وهم يؤدون الصلاة وسط الأقسام، وذلك كرد مباشر على الوزيرة بن غبريط، كما اتفق غالبية الأساتذة في الفايسبوك، على تخصيص فترة يومية لتأدية فريضة الصلاة جماعة داخل القسم، تحت شعار “صلاتي هي حياتي” وجعلها تجتاح أغلب المدارس والمؤسسات..

وعبّر الفايسبوكيون أيضا عن سخطهم الشديد من قرارات الوزيرة، التي تصدرها في كل مرة وتمس بها بأصول الهوية الوطنية والدين الإسلامي، واعتبروها صادمة، خاصة أنها شجعت من قبل على رقصة “الواي واي” في المؤسسات التربوية، إذ صرحت بعد فيديو نشر قبل سنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويُظهر تلاميذ الابتدائي يرقصون رقصة “الواي واي” داخل القسم التربوي، قائلة” “هي شطحة جديدة تدخل في إطار الإبداع، لا بد من الاعتماد عليها في القضاء على العنف في الوسط المدرسي.” وهذا ما زاد من حدة غضب الأساتذة والأولياء والأئمة أيضا، الذين شاركوا بقوة في الحملة الفايسبوكية المقامة ضد الوزيرة.

شيهوب: على بن غبريط تقديم اعتذار رسمي إلى الشعب الجزائري

وصرّح رئيس التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية بوجمعة شيهوب لـ”الشروق”، بأن الوزيرة بن غبريط تمادت في تصريحاتها وقراراتها كذلك، وذكر أنها عوّدتهم منذ حملها للحقيبة الوزارية، على عدم احترام الثوابت الوطنية في المدرسة، مضيفا أنها تعودت على استهداف مواد الهوية الوطنية بدءا من محاولة حذف العلوم الإسلامية من المنظومة التربوية ولولا تحرك الأساتذة حسبه، وتدخل السلطات العليا، لوصلت إلى هدفها، وبعدها قرار حذف التربية الإسلامية من امتحانات إثبات المستوى، ثم نزع البسملة من الكتب المدرسية.

وأكد في هذا السياق شيهوب، أنّ الوزيرة بن غبريط تضع بقراراتها هذه قوانين الجمهورية تحت قدميها لا سيما برنامج رئيس الجمهورية الذي يعطي مكانة كبيرة للتربية الإسلامية، وتحدث شيهوب، عن القرار 778 المؤرخ بتاريخ 26 أكتوبر 1991، حيث تقول المادة 21 منه: “تُخصص المؤسسة التربوية قاعة للصلاة”، وكذا توجيهات المجلس الأعلى الإسلامي ومجلس الوزراء الذي أمضاه حسبه، رئيس الجمهورية الذي يقول: “صيانة وتعزيز مكانة التربية الإسلامية في المنظومة التربوية”.

وذكر محدثنا أنه لم يستغرب قرار بن غبريط، التي تجاوزت، كما جاء على لسانه، كل الحدود فاستخفت بالصلاة واعتبرتها مجرد ممارسة عادية، وهذا مناف للإسلام ولأخلاق الديانات الأخرى، التي تضع جميعها الصلاة من أكبر المقدسات التي يجب عدم المساس بها بأي شكل من الأشكال، كما شدّد شيهوب، على أنّ قرار وزيرة التربية بمنع الصلاة في المدارس، فيه استهانة بالديانات السماوية وعلى رأسها الدين الإسلامي، واستفزاز للأمة الإسلامية والشعب الجزائري وإهانة لأعظم ركن في الإسلام، وطالب في سياق ذي صلة الوزيرة، بتقديم اعتذار رسمي إلى الشعب الجزائري.

بن زينة: الوزيرة تتلاعب بمشاعر الجزائريين

من جهته، استنكر رئيس جمعية أولياء التلاميذ، علي بن زينة، تحويل الوزيرة بن غبريط للمدرسة، إلى مكان للتعليم والتعلم فقط، على الرغم من أنّ الدستور الجزائري جعل منها مؤسسة للتربية قبل التعليم، متسائلا عن عدم اتخاذها لقرار جعلها للتعليم والتعلم، عندما ظهرت رقصة “الواي واي” داخل الأقسام، وكذا حين إقامة حفلات صاخبة وسط المدارس التربوية، مشددا على أن بن غبريط تهدف إلى تفريغ المدرسة من القيم الدينية والوطنية.

مقالات ذات صلة