ضعوا أقدامكم على الأرض يا خضر

ضمن المنتخب الجزائري رسميا مشاركته في كأس إفريقيا للأمم المقررة بالمغرب بعد سلسلة النتائج الإيجابية التي سجلها في التصفيات والأداء البطولي والمذهل لكتيبة المدرب الجديد كريستيان غوركوف، والتي أصبحت تجلب انتصارات متتالية من خارج الديار، عجز عن تحقيقها المدربون الوطنيون السابقون، الذين انهزموا مع منتخبات لا وجود لآثارها الكروية في القارة السمراء على غرار إفريقيا الوسطى والملاوي وحتى الغابون.

لقد أصبحنا في مدة وجيزة نحتل مراكز متقدمة في الترتيب العالمي للمنتخبات والأوائل في التأهل للمنافسة الإفريقية بعيدا عن الحسابات ومنتخبات تضم دروغبا وأديبايور وأحمد صلاح وآخرين يصنعون فرحة أكبر الأندية الإفريقية.

حقيقة منذ تأهلنا لكأس العالم بجنوب إفريقيا بجلبنا لاعبين جزائريين ينشطون في أوروبا، عملت هيئتنا الكروية مطولا للبحث عنهم بعدما فقدنا ألمع اللاعبين الذين صنعوا أمجاد الديكة الفرنسيين كزيدان وبن زيمة وناصري وغيرهم.. سياسة ورغم تناقضها مع البضاعة المحلية إلا أنها جلبت لبلدنا الريادة إفريقيا وحتى عالميا بمشاركة إيجابية في كأس العالم.. بعد فشل بطولتنا الوطنية، التي أصبحت لا تنتج سوى عنف ورشوة ودعاو قضائية وأنصار تائهين بين التنقل إلى الملعب لمشاهدة الرداءة أو البقاء أمام شاشة التلفاز مكبلين لمتابعة أحسن البطولات في العالم، مجبرين على شراء جهاز “بيين سبورت” والرضوخ لسياسة كروية لا دخل لهم فيها أمام فشل “اليتيمة” التي عجزت حتى عن شراء لقاءات الخضر وحرمان الأربعين مليون جزائري من مشاهدتهم واختيار القناة القطرية كبديل مجبرين عليه. 

لا جدوى حاليا من الوقوف عند الأطلال وسرد سلبياتنا الكروية، ولا تكفي كتب ولا مجلدات للحديث عن كرتنا اليتيمة، لأن الأمر يعرفه العام والخاص من وزارتنا إلى اتحاديتنا إلى كل الرابطات الجهوية والولائية، وحتى المواطن البسيط الذي يقطن في آخر شبر من وطننا الحبيب، ولا ننتظر إلا يوما مشرقا تجتمع فيه كل الفعاليات حول طاولة واحدة لوضع أسس جديدة تمكن رياضتنا وكرتنا من إعادة النظر في قوانينها وتسييرها وانطلاقة سليمة تحفظ ماء وجه الجزائر في المحافل الدولية. وكم نحن في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في المعالم الرياضية التي عادت إلى نقطة الصفر، من دون أن يتحرك المسؤولون لإيجاد حلول آنية ومستقبلية لداء أصابنا لم نجد له دواء رغم وجود أحسن وأكفإ الدكاترة والمختصين في بلدنا.

الحديث عن المنتخب الوطني الذي أصبح يتأهل بسهولة للمنافسات الإفريقية والدولية، وراءه من خطط لهذه النتائج منذ الإقصاء المر أمام المنتخب الغيني في وقت المدرب الفرنسي السابق كفالي، عندما أقسموا يومها أن يؤهلوا الجزائر بجلب الكفاءات الكروية من الخارج، لأن المسؤولين في بطولتنا عجزوا عن مد المنتخب الوطني ولو بلاعب واحد رغم أنهم يصرفون الملايير سنويا على لاعبين في الأصل لا يصلحون حتى للعب في الأقسام السفلى البطولات المحلية.

لا أريد الضغط على من يلعبون لـ”الخضر” في الوقت الحالي، ولكن عليهم أن يضعوا أقدامهم على الأرض ولا “يغرر” بهم لأنهم يدافعون نى بلدهم ومستقبلهم.. في انتظار تحرك المسؤولين الرياضيين في كل بقعة من الجزائر لإصلاح ما أفسدته المافيا الكروية.