-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الإقبال مازال محتشما ولا مبرر للعزوف

طاقم طبي من عشرة أفراد لتلقيح شخص واحد ضد كورونا

ب. عيسى
  • 1518
  • 0
طاقم طبي من عشرة أفراد لتلقيح شخص واحد ضد كورونا
أرشيف

تواصلت الأحد، حملة “حان الوقت للتلقيح ضد كورونا”، في العديد من الولايات بتوفير كل المستلزمات الطبية والتنظيمية، التي لا نراها في مكان استشفائي آخر، سواء لدى القطاع العام أو الخاص، ولكن من دون تجاوب كبير من المواطنين، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، بالرغم من أن شهر جوان الحالي حسب مختصين، قد شهد تضاعف أرقام كورونا بثلاث مرات في غالبية المدن الكبرى مقارنة بشهر ماي، كما أن عدد الوفيات والإصابات فيه فاقت ما تم تسجيله في شهر جوان من السنة الماضية والذي تمت تسميته بالشهر الأسود.

وكعينة عن التناقض ما بين الإمكانات البشرية والمادية المسخرة وعزوف الناس، تواجدنا أمس في قاعة برشاش الخاصة بالرياضة الجماعية بقسنطينة، حيث يتم استقبال الوافد بترحاب لا نجده حتى لدى مضيفات الطائرات عندنا، ويتم تحويله بعد التأكد من حيازته لبطاقة تعريف وبلوغه الخمسين سنة فما فوق، إلى قاعة فسيحة، فيها ما لا يقل عن ثلاث سيدات، يسألن بلطف عن تاريخه المرضي، وعن تاريخ أيضا إصابته بفيروس كورونا، حيث لا يجب أن تقل الفترة عن ثلاثة أشهر، وعن الأدوية التي يتعاطاها، ويضعن طالب اللقاح في جو نفسي مريح قبل تحويله إلى سيدات متمرسات في إعطاء الحقنة في أجواء باسمة ومريحة في قاعة مكيّفة عكس ما هو حادث في الخارج، إذ قاربت درجة الحرارة الأربعين مئوية.

وبعد تلقي الحقنة يتم تحويل طالبها، إلى قاعة مراقبة فيها ثلاث سيدات تقمن بعدّ نصف ساعة من الزمن، من دخوله القاعة، بتتبع حالته الصحية خلال ثلاثين دقيقة، ورصد ما قد يعتريه من ألم أو غثيان أو ارتفاع في درجة الحرارة، ثم يغادر القاعة بعد أن يكون قد تسلم بطاقة فيها موعد الجرعة الثانية والذي يكون بعد شهرين بالتمام والكمال، وفي نفس القاعة بنفس اللقاح الذي كان أمس في قسنطينة أسترازينيكا الإنجليزي، والغريب أن السيدة التي تقدم اللقاح تمنح طالبه معلومات وفيرة علمية وعامة عن لقاح استرازينيكا وعن تاريخ البلاد التي تنتجه علميا وطبيا، كما أن الجو الذي تمنحه ثلاث طبيبات في قاعة المراقبة الأخيرة يضع طالب اللقاح في راحة فيأخذ الكثير من النصائح التي تحذره من الاستغناء عن الكمامة قبل مرور فترة من الجرعة الثانية، وتنصحه بشرب دواء “الباراسيتامول” في حالة ارتفاع درجة حرارة جسمه في اليوم الذي يلي تعاطيه للحقنة، فتجده يتجاذب الحديث مع الطبيبات في شؤون عامة بعيدا عن وباء كورونا.

إحدى طبيبات المركز قالت للشرق، بأن اللقاح سيكون أمرا واقعا في القريب العاجل، وعندما تفتح كامل القنصليات الأجنبية أبوابها باستقبال طلبات التأشيرة سيكثر طالبو اللقاح وسيسابقون الزمن، لأن جواز سفر كورونا الذي تسير عليه دول الاتحاد الأوروبي سيتم تطبيقه في كل بلاد العالم، وسيكون أي جزائري مسافر لأداء مناسك العمرة أو الحج أو سائح في تونس أو تركيا او زائر لأقاربه في فرنسا وبلجيكا وعددهم بالملايين مطالبين بوثيقة تثبت تلقيهم للقاح من فيروس كورونا وبجرعتين، وسيكون الفارق كبير جدا بين طالب لقاح يجد نفسه أمام عشر طبيبات وممرضات يعملن في هدوء، وبين اللهفة على اللقاح في قادم الأيام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!