الرأي

طلاق الرئيس

عمار يزلي
  • 3406
  • 7

الرئيس، وهو ينهي عهدته الأخيرة، التي عهد بها لنفسه وتعهد أن يفي بالعهود التي عاهد بها من قبل، منذ عهد عاد وثمود والعهود التي من بعدهم، وجد نفسه يطلق “زوجاته” تباعا للتفرغ لخدمة الوطن على حد ما يراه، فالرجل، لا يستطيع أن يعدل بين النساء ولو حرص! لهذا بدأ يطلق كل مرة واحدة (وما أكثرهن)، لكي لا ينافسه في”السلطنة” لا “منا” ولا “فيس”، كان قد بدأ ببن فليس، الذي طلقه لأنه كان يخدم”أنسابه” أكثر مما يخلص إليه في عش “الكابيني” ثم رئاسة الحكومة، ثم طلق بن بيتور نفسه على اعتباره أن العصمة كانت بيده (ونادرا ما نجد العصمة بين يد المسؤولين عندنا!). ثم توالى التطليق، لينتهي مؤخرا بالاستغناء عن خدمات بن بوزيد، ووفاء “تومي” له وأيضا طول العهد بغلام الله، الذين عاشوا معه منذ زواجه الرئاسي.. ثم أخيرا..الشيخ الوقور بلخادم.

نمت وأنا أفكر في مآلات هذه الاستغناءات عن شخصيات، بدأت مقربة من الرئيس، وانتهت مبعدة كما تبعد العنزة عن التيس، لأجد نفسي أجري حوارا مع بلخادم: لماذا  أنهيت خدمات بلخادم، مع أنك كنت مقربا من الرئيس في “الاسم الشخصي وفي شخصية الاسم”؟، كنت رئيس حكومته مرتين فيما أذكر وأمينا عاما على حزبه؟ قال لي وهو يضحك: انتهى بوتفليقة ونظامه مع انقطاع الحبل السري بيني وبينه. لقد ولدت من جديد، لم أكن على وفاق معه خاصة خلال العهدة الرابعة العدو(ي)ة، لقد أعادني كمستشار فقط لأجل الانتخابات، سوف يفعل ذلك مع أويحيى ومع آخرين حتما، ترقبوا ذلك، قلت له: لكنك كنت الخادم المخلص والوفي، وكنت كظله، قال لي: كنت أؤدي الأمانة وأحفظ العهد وأصل الرحم..(كدت أقول له: أتريد ادعاء النبوة؟ انتهت النبوة عند خاتم المرسلين!)..

عملت بإخلاص وتفان لكن، أن أصبح “خادما” عند سيادته، عوض “مستشار” له، فهذا ما لا أقبله. حتى الزوجة، في نهاية عهدها، لا تريد أن تتحول إلى خادمة “تبدل ليكوش نتاع زوجها” وتعطيه الأدوية وتغسل له وتنقيه، وهو لا يكف عن الصراخ في وجهها ولا يتوقف عن الأوامر كمن لا يزال في شبابه، ماذا تفعل الزوجة “الصغيرة” نسبيا، قياسا به، بزوج مريض، مزعج، متكبر ومتغطرس، ولا يريد أن يرى نفسه عاجزا عن كل شيء؟..حتى عن أداء وظيفته كزوج وكرجل؟، فما بالك بالرئيس الذي هو  رئيس كل الناس رجالا ونساء!..هل فهمت السبب في الطلاق؟

قلت له: والله لم أفهم، لكن أعتقد أني فهمت: هذا طلاق بالثلاث، ولن تعود إليه حتى تتزوج غيره؟. حمس؟

وأفيق وأنا مازلت لم أفهم.

مقالات ذات صلة