-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في "حماس" باسم نعيم لـ"الشروق":

طوفان الأقصى افسد مخططات أمريكا لتتفرغ لصراعاتها مع روسيا والصين

طوفان الأقصى افسد مخططات أمريكا لتتفرغ لصراعاتها مع روسيا والصين
أرشيف
رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باسم نعيم

يتهم رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” باسم نعيم، الكيان الصهيوني بأنه المتسبب في تعطيل إتمام صفقة تبادل الأسرى، ويؤكد أن الصهاينة غير آبهين بحياة أسراهم.

كما يتهم القيادي الكبير في “حماس” في هذا الحوار مع “الشروق”، الإدارة الأمريكية بأنها شريك أساسي في حرب الإبادة بحق الفلسطينيين، حيث تخطى عداد الشهداء 13 ألفا غالبيتهم من الأطفال والنساء. ويشدد المتحدث أن الحركة أخذت علما بكل المخططات التي يتم التحضير لها بغية “قبر المقاومة”، ويبدي استياء من السلطة الفلسطينية ويقول بشأنها إنها حولت الاحتلال الصهيوني إلى “احتلال خمسة نجوم”.

ما يعيق التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار وإتمام جزء من صفقة تبادل الأسرى، وهل من اشتراطات محددة وضعتها الحركة لإتمام هذه الصفقة؟
الجهة أو الطرف الذي يعيق الاتفاق حتى هذه اللحظة هو مماطلة العدو الصهيوني، ويبدو أنه يحاول كسب المزيد من الوقت لفرض وقائع جديدة على الأرض، ولا يعبأ بحياة الأسرى كما يدعي في وسائل الإعلام، لأن كل النقاط التي يطرحها ليست جوهرية وإنما نقاط تقنية يمكن تجاوزها بسهولة.
الحركة تحدثت عن وقف إطلاق النار لعدة أيام تحديدا بين 5 أو 6 أيام، وفتح المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية لشمال وجنوب قطاع غزة، بما في ذلك الوقود والسماح للمواطنين بالحركة مقابل إطلاق سراح حوالي 50 من المحتجزين المدنيين من النساء والأطفال لدى المقاومة.

هل استمرار حرب الإبادة الصهيونية مرتبط بشكل وثيق بضوء أخضر أمريكي من بايدن؟
أمريكا هي من يعطي الضوء الأخضر. أمريكا هي التي تقود الحرب. فجنرالات الجيش الأمريكي جزء من القرارات وجزء من التخطيط والتنفيذ، والسلاح الأمريكي هو العنصر الأهم فيما يقوم به جيش الاحتلال، والذي يقتل أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ويقصف مستشفياتنا ومدارسنا ومساجدنا هو السلاح الأمريكي والطيران الأمريكي، إضافة إلى الدعم اللوجيستي.
هنالك قطار لوجيستي يحلق على مدار الساعة من القواعد العسكرية الأمريكية سواء في أوروبا أو البحر المتوسط وغيرها إلى الكيان الصهيوني في دعمه لهذا العدوان الغاشم على أهلنا في قطاع غزة، بالإضافة إلى الأموال الضخمة التي وُعد بها الكيان الصهيوني من لدن حليفه الأول أمريكا، وكما تم تداوله فقد تم اعتماد 14 مليار دولار لدعم الكيان الصهيوني في هذه الحرب.
أمريكا شريك أساسي في الحرب باعتبار أن هذه الحرب وما حدث في 7 أكتوبر تم تقديره أنه ليس تهديدا للكيان الصهيوني وإنما تهديد للمصالح الأمريكية في المنطلقة ولكل الترتيبات والتجهيزات التي أعدتها الإدارة الأمريكية في المنطلقة طوال العقود القادمة، هذه رغبة الإدارة الأمريكية للتفرغ للصراع مع روسيا والصين.

يتم الترويج لمخططات لما بعد الحرب وتحديدا إنهاء تواجد الحركة من القطاع، ما واقعية هذا الطرح، وكيف تتعاملون مع هذا الخيار؟
بالنسبة لما يدور في الأروقة والغرف المغلقة وما يتسرب إلى الإعلام أحيانا حول واقع غزة بعد الحرب، وغزة ما بعد حماس والأطراف التي يمكن أن تشارك في إدارتها، اعتقد أنها جدية وحقيقية وموضوعة على طاولة صناع القرار في الغرب.
هذه الجهات التي تحاول مناقشة مآلات قطاع غزة، ترى في القطاع صداعا لها، وترى في المقاومة صداعا لها كذلك، حيث أنهم وضعوا هدفا وجب العمل عليه وهو إنهاء المقاومة أو تفكيكها أو تغيير الواقع السياسي والأمني والديموغرافي في غزة بما يحقق الأمن في جنوب القطاع.
نحن نعتقد يقينا أن هذه المخططات لن تبصر النور وسيحاولون بكل ما أوتوا من قوة لتحقيقها ولكن بحول الله سيفشلون في تحقيقها، فقد حاولوا مرارا في المواجهات السابقة ووضعوا هذه الأهداف وعلى رأسها القضاء على حماس ووقف إطلاق الصواريخ وإطلاق سراح الأسرى وفشلوا في تحقيق هذه الأهداف كلها، هذا أولا.
والآن نتكلم عن مقاومة شرسة وقوية تملك إمكانات لا تُقارن بالمواجهات السابقة من حيث الأفضلية، ونتحدث كذلك عن شعب فلسطيني يعي ويدرك تماما خطورة هذه المشاريع التي تستهدف مستقبله.
الأمر الثاني، أن هنالك موقفا عربيا متماسكا سواء الموقف المصري والمواقف الداعمة له في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وكثير من الأصوات الدولية التي تحذر من خطورة هذه المخططات باعتبار أن هذا الصراع هو صراع سياسي وأنه بدون إعطاء الفلسطينيين حقهم المشروع في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف وحق تقرير المصير والعودة لن تهدأ المنطقة ولن تستقر، بل بالعكس فإن هذه الخطوات والاستمرار في هذا العدوان ومحاولة فرض وقائع جديدة على الأرض قد يفجر الأمر إلى صراع إقليمي يمتد ليكون عالميا مما يهدد مصالح دول كثيرة في المنطقة وخارجها.
لذلك هنالك كوابح أخرى لن تسمح لهم بتمرير هذه المخططات بسهولة ولاسيما أن المشروع السياسي الذي راهن عليه الكثيرون منذ مؤتمر مدريد عام 1991 ثم اتفاق أوسلو في 1993 اثبت فشله الذريع، والشعب الفلسطيني لم يستسلم رغم الأثمان الباهظة التي دفعها على مدار العقود الماضية سواء في الانتفاضة الأولى أو الانتفاضة الثانية وفي كل المواجهات مع المحتل الصهيوني.

نذكر هنا أنه وحتى رئيس السلطة محمود عباس قدم نفسه ليكون الفاعل الرئيسي في غزة؟
بالنسبة للسلطة، السلطة كمشروع سياسي فشلت، وكمشروع إداري فشلت، وللأسف الشديد تحولت إلى جزء من المنظومة الأمنية للاحتلال، وحولت هذا الاحتلال إلى احتلال خمسة نجوم، وموقفها السلبي في هذا العدوان الغاشم الذي خلف آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين والدمار الهائل الذي أصاب البنى التحتية، السلطة كما قلت ساهمت في كبح جماح انطلاقة شعبنا في الضفة الغربية لمساندة غزة.
هم إن كانوا يراهنون على السلطة أو غيرها بالتأكيد يراهنون على خيول خاسرة جربوها مرات عديدة ولم تنجح، ومن ناحية أخرى على مدار السنوات الماضية أكدنا أن الشعب الفلسطيني لن يقبل إلا بقيادة تمثله تمثيلا حقيقيا تعبر عن طموحاته وتطلعاته وآماله ومشروعه الوطني الذي يرغب في أن يرى النور في أقرب فرصة.

هل تفكرون في مرحلة ما بعد الحرب وما هي الخيارات المتوفرة لديكم؟
نحن نفكر طبعا فيما هو قادم، لا يوجد إنسان يدخل معركة بهذا الحجم وحرب بهذا المستوى الكبير، وهذا الإنجاز الذي حققته المقاومة في السابع أكتوبر الماضي، ونحن نعرف أن ما حدث بعد ذلك هو محاولة للانتقام والانتقاص من هذا الإنجاز الكبير، وهذا الاختراق الاستراتيجي في مساحات الصراع مع العدو.
بالتأكيد نفكر أن هذه الحرب ستنتهي إن شاء الله عاجلا أم آجلا، وشعبنا الفلسطيني هو من يحدد مسارات هذه المعركة وما بعدها.
الآن الحراك يدور بشكل أساسي حول وقف العدوان وإغاثة الناس وإعادة الإعمار وتبييض السجون الصهيونية وفرض الشروط الفلسطينية على الاحتلال فيما يتعلق بالمقدسات، خاصة المسجد الأقصى، ثم أيضا التفكير أنه يجب أن يعود الملف الفلسطيني والقضية الفلسطينية بأن توضع على طاولة الجميع حتى تتحقق لشعبنا الفلسطيني حقوقه الأصلية، وأن يتخلص من الاحتلال وحقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف والعودة إن شاء الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!