-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ظاهرة التماطل في تسديد الدين.. بدايته أخوة ونهايته عداوة

صالح عزوز
  • 1852
  • 1
ظاهرة التماطل في تسديد الدين.. بدايته أخوة ونهايته عداوة
بريشة: فاتح بارة

أصبحت ظاهرة التماطل في إرجاع الدين، من بين الظواهر التي تفسد العلاقات بين الأفراد، بحيث انتشر هذا السلوك بشكل كبير، وكان السبب المباشر، في قطع العلاقات بين الأفراد، سواء كانوا أصدقاء أم إخوة من عائلة واحدة، بل كانت نتائجه في بعض الأحيان وخيمة، تصل حد القتل والاعتداء الجسدي.

لذا، أصبح الأفراد يدعون إلى عدم الثقة في من يستلف من عندك الأموال، ففي الأخير، سوف تصل معه إلى العداوة، وربما تكون الضحية بالرغم من أنك تطالب بحقك.

الحديث في هذه الظاهرة أصبح واجبا، لأن نتائجها على العلاقات بين الأفراد تجاوزت الحدود، ليس فقط في قطع العلاقة بينهم، لكن إلى أبعد من هذا، وهو الاعتداءات الجسدية، وتحول بذلك هذا السلوك من سلوك للخير والتكافل بين أفراد المجتمع، إلى وسيلة لقطع صلة الأرحام والصداقات بين الأشخاص. وهو ما نقف عليه اليوم في مجتمعنا، وتضاف بذلك هذه الظاهرة إلى العديد من الظواهر التي تحولت من وسيلة للخير في المجتمع إلى أخرى الشر.

نقف على العديد من العينات في المجتمع وقصص كثيرة، تروي كيف تحول التماطل في الدين في السنوات الأخيرة، بل وانتشرت بشكل رهيب، ونحصي العديد من التجاوزات التي وقعت نتيجة لعدم القدرة على سداد الدين، سواء عن قصد أم دون قصد، يقول جمال: “أصبح من الصعب أن تقرض مالا أو حتى أشياء أخرى للأفراد، ففي الأخير، سوف تصل معه إلى العداوة، أنا مثلا، حدثت معي هذه الظاهرة مرتين، واليوم أقسمت على عدم مساعدة أي شخص مهما كان، أعرف أنه لا يمكن الحكم على جميع الأفراد بنفس الحكم، ليس في هذه الظاهرة فحسب بل في كل الظواهر، لكن كما يقال شخص واحد يفسد الأمر على الجميع، وأصارحك، ربما سوف يقاطعني من أرفض إقراضه المال، وهذا أحسن من أن يقاطعني ومالي معه”.

لا يمكن الجزم بأن كل الأفراد يتماطلون في تسديد الدين، لكن للأسف غلب التماطل على الوفاء في هذه الظاهرة. لذا، أصبح الأشخاص يخافون من الوقوع في العداوة من أجل الحصول على أموالهم ممن أقرضوه لهم، وهو ما يؤكده سليم، الذي وصلت به الحال مع صديقه المقرب إلى عداوة تصل اليوم إلى السنة الخامسة، بعدما أقرضه المال من أجل شراء سيارة، ورغم أنه غير نوع السيارة مرتين إلا أنه لم يتذكر أن صديقه أقرضه المال في فترة ماضية، على حد قول سليم، ولما ذكره هذا الأخير بالمال الذي أقرضه إياه منذ أكثر من سنة، انزعج بل تجاوز لباقة الحديث معه، وهو ما أدخل الطرفين في مناوشات كلامية كادت تصل إلى الاعتداء الجسدي، لولا تدخل بعض العقلاء من الأصدقاء المشتركين بينهما.

من الصعب الحكم على كل الأفراد في كيفية سداد الدين، لكن للأسف ظاهرة التماطل غلبت اليوم. لذا، أصبح من الصعب كذلك إقراض المال حتى لأقرب الأفراد من الأصدقاء أو الأسرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • احمد

    هناك من لايملك مصدر دخل وتحت ضغوط معينة واحتياجات ضرورية يقترض اموالا كثيرة ليجد نفسه عاجزا عن الوفاء ومن يكون هذا حاله يحتاج الى مساعدة اقاربه وجيرانه واصدقائه في سبيل الله وهذا ماينبغي ان يكون في مثل هذه الحالة (وتعاونوا على البر والتقوى )