-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ظاهرة انتشرت بين الناس.. الاستدانة من أجل الكماليات

صالح عزوز
  • 1882
  • 0
ظاهرة انتشرت بين الناس.. الاستدانة من أجل الكماليات
بريشة: فاتح بارة

تدفع الحاجة الكثير من الناس، اليوم، إلى الاستدانة، في ظل الظروف الصعبة، من غلاء الأسعار، وعدم توفرها في العديد من الأحيان.. وهو أمر طبيعي، فرضته المعطيات الجديدة في المجتمع.

غير أن غير الطبيعي، إن صح التعبير، هو الاستدانة من أجل شراء الكماليات، التي يمكن للفرد الاستغناء عن الكثير منها، وهو ليس مجبرا على شرائها، فكيف بأن يستدين من أجلها.. وهي ظاهرة، انتشرت عند العديد من الناس، إذ لا يمكن لهم ترك هذه الكماليات، حتى ولو كان ذلك على حساب جيوبهم.

من الطبيعي، أن يستعين الأخ بأخيه، من أجل شراء مستلزمات الحياة، خاصة المتعلقة بالأكل والشرب.. فلا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها. وهذا، عن طريق الاستدانة منه، بأموال محسوبة، أو بطرق أخرى، كأن يشتري هذه المستلزمات من دكانه أو محله، على أن يدفع هذا الدين عند حصوله على المال. غير أن الكثير من التجار، اليوم، يشتكون من ظاهرة الاستدانة من أجل الكماليات، وفي الغالب، تكون غير ضرورية، غير أن بعض الناس اعتادوا على هذا الأمر، منذ زمان بعيد، وأصبح بالنسبة إليهم من المستحيل الاستغناء عن هذه الكماليات، مهما كلف الأمر. وهذا، ما يوقعهم في حرج في الكثير من الأحيان.

لما رأى الكثير من التجار أنه لا ضرورة لفتح “الكريدي” أمام الزبائن الذين يريدون به الكماليات، أغلقوا الأبواب في وجه مثل هؤلاء الزبائن. وهذا، ما خلق مع الكثير منهم خلافات، وصلت إلى أن قاطعوا أصحاب هذه المحلات.. وهو ما يرويه “محمد”، صاحب محل، عن هذه الظاهرة، التي تفشت بين الكثير من الناس:

” نحن نعرف الظروف التي يمر بها العديد من الناس، وربما نحن كذلك نمر بنفس الظروف الصعبة، في ظل الغلاء الفاحش للمواد الغذائية، ولا حرج عندنا، حينما نتعامل مع الزبون بـ “الكريدي”، حتى وإن وقعنا في الكثير من المشاكل مع المتماطلين في تسديد هذا الدين. لكن، حينما وصل الأمر إلى أن يستدين الناس للكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، على الأقل مؤقتا، والبحث عن الضروريات، وحتى وإن كان بنسبة قليلة، وفي أيام معدودة، وليس في كل يوم، وبكميات كبيرة، وحينما اعترضنا على بعض الناس، للأسف، قاطعونا، ولم يسددوا حتى الدين السابق عندنا.. وهو أمر غريب، أي من أجل الكماليات غير الضرورية، تخلوا عن الضروريات، وذهبوا إلى تجار آخرين”.

هي ظاهرة انتشرت بين الناس، الاستدانة أو “الكريدي”، من أجل كماليات يمكن الاستغناء عنها، ولو مؤقتا، أو بكميات محدودة، لكنهم، يصرون عليها حتى ولو على حساب مزاحمة الضروريات

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!