الجزائر
الوالي المنتدب لشراقة أسدى تعليمات بترحيلهم شهر مارس الماضي

عائلات مجاورة لمحطة المسافرين بعين البنيان تنتظر ترحيلها منذ سنوات

منير ركاب
  • 575
  • 2
ح.م

خلّف حريق سوق دبي شهر مارس المنصرم موجة من الغضب لدى سكان شارع العقيد سي امحمد بمحطة المسافرين ببلدية عين البنيان في العاصمة، بعد تجاهل السلطات المحلية، طلب العائلات المتضرّرة، رغم إسداء الوالي المنتدب للدائرة الإدارية الشراقة، تعليمات وقتها، للمصالح البلدية بترحيلها، على غرار تنبيه الشرطة العلمية للسكان بإخلاء المكان المجاور للسوق، الذي سيشكل خطورة عليهم خاصة في فترة التقلبات الجوية.
قالت عائلتا كوشيت العمري، ومحداد لخضر، القاطنتين بالحي، في تصريح خصّت به “الشروق”، إن عمليات إعادة الإسكان التي باشرتها مصالح ولاية الجزائر منذ شهر جوان 2014، قد أثارت استياءهما، حيث تم إقصاؤهما من الاستفادة من السكنات الاجتماعية، وهما تنتظران ساعة الفرج منذ سنة 1994 تاريخ شغلهما للمكان، لبناء منزليهما القصديريين، جراء المعاناة التي عاشتهما، بسبب الضيق من جهة، وافتراش أرصفة الطرقات من جهة أخرى، دون أن تشفع لهما حالتاهما النفسية والاجتماعية المزرية، أمام المسؤولين المتعاقبين على المجلس البلدي لعين البنيان، ناهيك عن سلسلة الشكاوى، والاحتجاجات التي لم تثمر نتائجها، حيث لا تزال هاتين العائلاتين تنتظران دورهما في عمليات الترحيل، غير أن الخوف من الإقصاء وسياسة التهميش، والمصير المجهول، مشاكل أصبحت تلازمهما يوميا، ضف إلى ذلك، وجود عديد أحياء وأحواش البلدية، لم تمسهم عملية إعادة الإسكان إلى غاية اليوم.
من جهتها، عبّرت العائلات، في تصريحها، عن تخوّفها من عمليات الإقصاء خلال عملية الترحيل المقبلة رقم 26، مستغربة في الوقت نفسه، تجاهل السلطات المحلية لأوامر الوالي المنتدب للشراقة، الذي أمر بترحيل العائلات المتضررة، جراء الحريق المهول، الذي اندلع بسوق دبي، بتاريخ 6 مارس المنصرم، والذي لم يسجل أي خسائر بشرية باستثناء المادية فقط، ما أجبر العائلات المجاورة على مغادرة منازلها، واللجوء إلى الأقارب دون أن تجد السلطات المعنية، حلا لإعادة إسكانها، بعد الدمار الذي خلفه الحريق بالسوق، وبعض البنايات المجاورة.
من جهتها، أكدت عائلة كوشيت العمري، القاطنة بالحي، في فيديو مصوّر، متبوع بصور فوتوغرافية، لحالة سكنها، تم إرسالها إلى “الشروق”، أن عدم تحرك المسؤولين المحليين، زاد من معاناتها، محمّلة إياهم مسؤولية الوضع الراهن، داعية في الوقت نفسه، المنتخبين التدخل العاجل، وضمّها إلى قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي، خلال العملية رقم 26 المقبلة. هذا وعبّرت العائلات المتضررة، عن سخطها للسياسة المنتهجة للسلطات المحلية تجاه مطلبها الوحيد المتمثل في حقها في السكن، داعية رئيس البلدية إلى الاستماع لانشغالاتها وأخذ مطالبها محمّل الجد.
وكانت أزمة السكن، قد خلفت منذ سنة 2015، عديد الاحتجاجات ببلدية عين البنيان، آخرها اقتحام مقر البلدية، خلال العهدة السابقة، من طرف العائلات المقصية من السكن، وإضرام أب لأربعة أولاد النار في جسمه أمام رئيس البلدية، في الوقت الذي قال فيه المحتجون وقتها، إن قائمة السكن تضمنت الكثير من التلاعبات. من جهتها، ناشدت العائلات القاطنة شارع العقيد سي امحمد، المجاور لمحطة الحافلات بعين البنيان، والي العاصمة يوسف شرفة، التدخل لإنقاذها من حياة البؤس التي تعيشها منذ سنوات، بعد استحالة التواصل مع السلطات المحلية، التي تعلم بملفاتها دون أن تحرك ساكنا. وكانت الشروق، قد اتصلت برئيس بلدية عين البنيان هاتفيا، عديد المرات، لمحاولة الاستفسار عن حيثيات الملف، لتجد هاتف هذا الأخير مقفولا، لتبقى هذه العائلات تنتظر الفرج خلال عملية الترحيل المقبلة منها عائلتا كوشيت ومحداد الأكثر تضررا.

مقالات ذات صلة