جواهر
اكتشفت أنها ليست طفلتها بعد 3 سنوات من ولادتها

عائلة بن شبيرة تعثر على ابنتها الحقيقية التي تم استبدالها في مستشفى بارني

سمية سعادة
  • 11080
  • 12
ح.م

ماذا لو اكتشفت بعد سنوات من ولادتك أن أمك ليست هي أمك، وأن أباك ليس هو أباك، لأن المستشفى التي ولدت فيها سلمتك خطأ أو عن قصد لغير أهلك، كيف ستشعر حينها، وماذا ستفعل لتعود إلى أحضان أسرتك الحقيقية؟؟؟

هذا جزء من المقال الذي نشرناه قبل نحو6 أشهر حول عائلة بن شبيرة التي اكتشفت بعد ثلاث سنوات من ولادة ابنتها هبة أنها ليست ابنتها عندما قامت بالصدفة بتحليل دم الطفلة لتحضير وثائق جواز السفر، لتكتشف أن فصيلة دمها غير متطابقة مع فصيلتي الأب والأم، بما يعني أن مستشفى بارني بحسين داي الذي ولدت فيه سلمها بطريق الخطأ إلى عائلة أخرى غير عائلتها، لتبدأ رحلة البحث عن الابنة الحقيقية من طرف عائلة بن شبيرة التي لم يكن في نيتها أن”تستبدلها”مع ابنتهم هبة..

الطفلة الذكية التي قضت معهم 5سنوات والتي سكنت القلب والروح، وبعد معاناة شديدة وصبر طويل وانتظار مضني استطاع السيد رضوان وزوجته يسمينة الوصول إلى ابنتهما الحقيقية بفضل جهودهما المتواصلة ومساعدة الشرطة وبعض الأطباء من قسم الأطفال بمستشفى بارني، حيث قامت الأسرة بإبلاغ وكيل الجمهورية ليتم استدعاء العائلة التي ولدت لها ابنة قبل يوم واحد من ولادة هبة في نفس المستشفى، مع العلم أن هذه العائلة لم تكن في قائمة البحث التي شملت أربع عائلات ولد لهن مواليد من جنس أنثى بنفس التاريخ والمكان وتبين من تحاليل الحمض النووي أنه ولا واحدة منهن تنتمي إلى عائلة بن شبيرة.

كانت صدمة عنيفة تلك التي تلقتها الأسرة التي أخذت ابنة بن شبيرة خطأ من المستشفى، حيث تلقت فجأة استدعاء من طرف وكيل الجمهورية لمحكمة حسين داي الذي أبلغهم بضرورة إجراء تحاليل الحمض النووي لأنه من المتوقع أن تكون الطفلة التي كبرت بينهم ليست ابنتهم الحقيقية، وتبين فعلا من التحاليل أن الطفلة التي أصبحت تبلغ من العمر الآن 5 سنوات تنتمي إلى عائلة أخرى وهي عائلة بن شبيرة التي تنفست الصعداء وشعرت أن الجمرة التي كانت متقدة قد انطفأت في ذلك اليوم الذي التقت فيه بابنتها الحقيقية مثلما صرحت لنا السيدة يسمينة في مكالمة هاتفية، والتي قالت عن تلك اللحظة العصيبة إنها بمجرد أن رأت  نور الهدى، ابنتها التي ربتها العائلة التي أخذتها بطريق الخطأ، شدها نبض الأمومة إليها ولو كانت رأتها في الشارع من قبل لعرفت أنها ابنتها، ناهيك عن الشبه الكبير بينها وبين أخيها الصغير، في حين أن هبة تشبه كثيرا أخاها الصغير من العائلة الثانية، كما تشبه عمها الذي جاء برفقة أمها وأبيها الذي تأثر كثيرا لدرجة البكاء وهو يراها..

ورغم التشابه الكبير بين هبة وأهلها وتحاليل الحمض النووي التي أثبتت أنها ابنتهم، إلا أن عائلتها مازالت تحت الصدمة ولم تتقبل الفكرة بعد، ولكن يسمينه اعتبرت أن الصدمة التي تعرضت لها أسرتها حين علمت أن هبة ليست ابنتهم قبل سنتين أكبر بكثير من صدمة الأسرة الثانية، لأنه في اللحظة التي علمت فيها هذه الأخيرة بأن  نور الهدى ليست ابنتهم عرفت أن هبة هي الابنة الحقيقية، في حين أن عائلة بن شبيرة ظلت تبحث عن ابنتها لمدة سنتين وهي لا تعرف إن كانت ستجدها قد فارقت الحياة أو مصابة بإعاقة أو تعيش في ظروف سيئة، ولكن اللقاء الذي جمعهم بها هذه الأيام، بدّد كل المخاوف، خاصة وأن الطفلة كانت بحالة جيدة، غير أن ما يؤرقهم في الوقت الحالي هو كيف سيتم التعايش مع هذه الوضعية الجديدة، مع العلم أن كلتا العائلتين تريد الاحتفاظ بالبنت التي ربتها، كما ترغبان في اندماج العائلتين لتصبحا عائلة واحدة وهما اللتان تعلقتا تعلقا شديدا بهبة ونور الهدى وكانتا يعاملنهما طيلة هذه السنوات على أساس أنهما ابنتاهما الحقيقيتان ولازالتا كذلك، فيما سيتم مصارحة الطفلتين بالحقيقة عندما تبلغان من العمر 6 سنوات حسب ما أشارت عليهم به الأخصائية النفسانية.

هذه هي قصة هبة ونور الهدى التي تم استبدالهما بطريق الخطأ في مستشفى بارني عند ولادتهما قبل 5 سنوات لتواجه أسرتاهما اليوم ظروفا نفسية صعبة، فيما يبدو المستقبل أمامهما غامضا ومجهولا وليس بالإمكان التنبؤ بعواقبه في مثل هذه الظروف، فمتى تضع مستشفياتنا حدا للإهمال والتسيب اللذين يتحملان نتائجهما المواطن الجزائري البسيط؟.

مقالات ذات صلة