-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عادات رمضانية 100 بالمئة جزائرية.. التشعبين ولوزيعة والفال

فاروق كداش
  • 1328
  • 0
عادات رمضانية 100 بالمئة جزائرية.. التشعبين ولوزيعة والفال
أرشيف

تتشابه بعض العادات والتقاليد العربية في رمضان، وتجتمع الأمة الإسلامية في تقديس هذا الشهر، ولكن لكل شعب عاداته الخاصة، والجزائر مهد التقاليد المبتكرة التي لا يشاطرها فيها أحد.. فلرمضان في العاصمة نكهة، وفي وهران طعم، وفي قسنطينة بهار، وفي الصحراء نفحة، وفي ربوع كل الوطن الحبيب رمضان لا يحلو إلا بما تركه لنا السلف والأجداد من عادات راسخة وتقاليد مباركة.

التشعبين، أو الشعبانية، عادة جزائرية بحتة، تختلف من منطقة إلى منطقة، في بعض التفاصيل.. غير أنها تشترك في كونها عادة للم الشمل وتجديد الوصال وإنهاء القطيعة.

في بعض مدن الشرق، الشعبانية هي عادة متأصلة، غير أنها قد شهدت في الآونة الأخيرة، نفورا.. وكان من دأب الفتاة المتزوجة العودة إلى بيت أهلها ليلة قبل رمضان، لتمضيتها مع عائلتها، وكأنها تعود إلى حضن الولادة من جديد، وكان المعتقد السائد، أنها بذلك ستنعم بعمر طويل.

ومن اسمها “التشعبينة”، يتضح أنها مشتقة من اسم شهر شعبان، ما يعني أن أهل هذه المناطق يقيمون احتفالات خاصة لتوديع شهر شعبان، في أيامه الأخيرة، واستقبال شهر الرحمة والمغفرة بطقوس مميزة، مستمدة من الموروث الثقافي والدين الإسلامي، تؤكد أن علاقة الجزائريين بالشهر الفضيل تبدأ مبكراً.

يقول البعض إنها مشابهة لعادة مسيحية، أو حتى عادة قديمة عند قريش، وهي “الاجتماع للطعام قبل رمضان لتوديع الأكل”، وتسمى عند المسيحيين بـ”التنحيس”.

التشعبية في غرداية مثلا، تعد وليمة قد يحضرها العشرات، يجتمعون لأكل الكسكسي، وعدم الحضور قد يحسب على الشخص بأنه خطأ لا يحتمل الصفح.

طهر على طهارة

الحمام قبل دخول رمضان، عادة جزائرية محضة. فرغم الطهارة، يتطهر مستقبلو رمضان أكثر فـأكثر، ينشدون النقاء الجسدي، الذي يتبعه نقاء الروح في هذا الشهر الجليل… ويعتبر الجزائريون رمضان ضيفا عزيزا، وينادونه باسم “سيدنا رمضان”.. لذا، يستقبلونه بالبياض في البيوت وبأوان جديدة.. وللون الأبيض رمزية كبيرة لدى العامة والخاصة. لذا، يعنون عناية خاصة بدهن البيوت وتبييض الجدران.

وكان للتفاؤل مكانة وجدانية في قلوب الأجداد، ويعتبرون كل شيء إيجابي فـألا حسنا، في حياتهم. وحتـى لعبة البوقالات الرمضانية، وإن اعتبرها البعض شركا، فهي تمنيات بغد أفضل ومستقبل أجمل، وللمرأة حياة عائلية مفحمة بالمودة والرحمة وبالذرية الصالحة.

صيام الطفل.. حدث في حدث

لصوم الطفل في الجزائر طقوس لا نجدها في البلدان الأخرى. فهي تجربة روحية فريدة من نوعها، تشاركه فيها كل العائلة، التي تحرص علـى حث الأطفال علـى صوم رمضان، وإن كان يوما من ثلاثين. وجرت العادة، أن يصوم الصغار في نصفية رمضان، ويقدم لهم مشروب تحلية أو شربات، مع وضع خاتم من ذهب أو فضة بداخله.. وهي عادة، المبتغـى منها ترسيخ الصيام في ذهن الطفل. وكذلك لها رمزية الذكرى الجميلة لأول يوم صيام.

من العادات الجزائرية المحضة، ختان الأطفال ليلة السابع العشرين، لما لهذا اليوم من قدسية وبركة وخير عميم.

الوزيعة.. اللحم للجميع

من العادات الأمازيغية التي تعزز صلة الرحم وأواصر المحبة والتـآخي وتجسد قيم التكافل الاجتماعي، “الوزيعة”، المعروفة في منطقة القبائل باسم “ثيمشراط”، التي تنتشر في تيزي وزو وبجاية وسطيف وبرج بوعريريج والأوراس، وكذلك منطقة ميزاب بالجنوب. وهي عادة لا تخص شهر رمضان فقط، بل تتعداه إلى الأعياد الدينية والمولد النبوي وعاشوراء.

وتبدأ الوزيعة بالتسجيل وجمع المال بمشاركة الجميع، ويحدد المبلغ مسبقا لشراء ثيران أو بقرات. تنحر الشاة وتوزع لحومها علـى الأسر بالتساوي.. وهذا ما تعنيه الوزيعة، أي التوزيع العادل.

زواج رمضان.. عرف جلفاوي بحت

من المعروف عن منطقة الجلفة، إقامة الشباب حفل زفافهم في ليلة السابع والعشرين من رمضان، طريقة الاحتفال مميزة بالغايطة والبندير النائلي، ممزوجة بالأناشيد والمدائح الدينية، لعظمة ليلة القدر.. وتسمى في المنطقة بـالقادرية، غير أن هذه العادة تراجعت في السنوات الأخيرة، وصار الشباب يختارون مواعيد أخرى للزواج، أكثر ملاءمة لمتطلبات العصر

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!