-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عادة جديدة.. السهر على المثلجات خارجا في الليالي الصيفية

نسيبة علال
  • 945
  • 0
عادة جديدة.. السهر على المثلجات خارجا في الليالي الصيفية

حل فصل الصيف، وبدأت مظاهره تتجلى بوضوح، شوارع شبه خالية صباحا وعند الظهيرة، وأمسيات تعج بالباحثين عن نسمات باردة وفضاءات محترمة للترفيه والتسلية بعد يوم حار، قد تتوفر الكثير منها في العاصمة والمدن الكبرى، لكنها تقتصر في قاعات المثلجات، لدى المدن الداخلية والبعيدة عن الساحل.

متنفس ينسيهم غياب المرافق

تفتقر أغلب المدن والأحياء الجزائرية إلى أماكن للترفيه والتسلية، يمكن أن ترتادها العائلات في فصل الصيف، هروبا من الحر والضيق ونقص المحتويات على شاشات التلفاز، فلا قاعات سينما، ولا مساحات خضراء مهيأة، ولا حتى فضاءات للعب والفرجة تنظم عروضا، فقط بعض قاعات المثلجات التي أصبحت الوجهة رقم واحد لأغلب العائلات الجزائرية، لكونها أماكن محترمة، تخلو من الغناء الصاخب، وتوفر خدمات محترمة بما يتوافق وميزانية الأسرة الجزائرية. يقول السيد لطفي، موظف، لا يملك سيارة: “أنا ممتن لأصحاب هذه الفكرة، حيث ومنذ افتتاح قاعات المثلجات، أصبح لدينا وجهة ترفيهية، أصطحب إليها زوجتي ووالدتي وأبنائي الثلاثة، نترجل كل سهرة تقريبا حول محل جديد، بعضها يوفر ألعابا للأطفال بمبالغ رمزية، يقضون فيها بعض الوقت بينما نتبادل أطراف الحديث، ونتناول المثلجات والعصائر المنعشة، الأمر بالنسبة إلي كالخلاص من عقوبة صعبة، فقد كان علي في السنوات الفارطة كراء أو استلاف سيارة للتنقل 30 كلم على الأقل، للترويح عن أسرتي، بتكاليف أكثر بكثير”.

محلات تغير نشاطها بحثا عن ربح أوفر

في حدود شهر جوان، يمكنك أن تلاحظ أن الكثير من باعة الحلويات والأكل الخفيف، وحتى بعض المقاهي، قد انقلبت بصفة قانونية أو غيرها، إلى قاعات لتقديم مختلف أنواع المثلجات والمرطبات.. موضة أخذت في الانتشار خلال السنوات الأخيرة، وحين تفطن التجار إلى ربحها المضمون، باتوا يتفننون في ديكورات محالهم ويبدعون في ما يقدمونه من خدمات، كمثال عن ذلك مدينة البليدة، أين خرجت الشروق العربي في جولة مسائية إلى بعض الشوارع الرئيسية، هذه الأخيرة لا يخلو الواحد منها من ثلاث إلى أربع قاعات مثلجات، بعضها يستغل أصحابها الرصيف المحاذي لصف طاولات وكراسي تجتمع بها العائلات والأصدقاء من مختلف الجنسين، يتسامرون حول أكواب المثلجات إلى ساعات متأخرة من الليل، مقابل أسعار معقولة وفي متناول الجميع.

فتيات وسيدات يزاحمن الشباب على طاولات المثلجات

قبل سنوات قليلة، لم يكن من الشائع مشاهدة مجموعات نسائية تتسكع في الشوارع، خلال ساعات متأخرة من الليل، دون رفيق رجل، أمر بتنا نشهده بشدة خاصة في موسم الاصطياف، حتى في مدن داخلية معروفة بالحرمة ومحافظة أهلها، تعدى الأمر ذلك إلى اجتماعات نسائية في قاعات الشاي والمثلجات، ومواعيد مسائية حتى منتصف الليل.. تقول السيدة زهرة، من تيارت، 54 سنة: “اعتدت أن أخرج مع بناتي بعد العشاء، نتناول المثلجات ونجلس في الهواء الطلق، ندردش أو نتواصل عبر الإنترنت، هروبا من حرارة البيت.. أحيانا، نلتقي جاراتنا في قاعة بالحي، تماما كما يفعل الرجال في المقاهي. أعتقد أننا، كسيدات، نقضي يوما في الطبخ ومشاغل البيت، من حقنا الاستمتاع بساعات من الراحة في الهواء الطلق، مع أننا نتعرض لبعض المضايقات أحيانا، فالرجال لا يعجبهم أن نزاحمهم على أماكن الترفيه”. على العكس من هذا، تؤكد وفاء، 25 سنة، طالبة جامعية من البليدة، أن السهرات الصيفية لها نكهة خاصة في حيها ببوفاريك، حيث تلتقي بجاراتها أو صديقاتها أو بنات عمها، في إحدى قاعات المثلجات المفتوحة على الشارع، مرتين كل أسبوع تقريبا: “لا أحد ينزعج منا أو يضايقنا، على العكس، يسمح لنا الشباب باختيار طاولة في الزاوية، وأحيانا، يتنازلون عن دورهم في اقتناء المثلجات والعصائر لصالحنا، نعامل باحترام كبير، فالجميع يعرف أن هذه الفضاءات هي متنفسنا الوحيد لمن لا يملك سيارة للتنقل إلى العاصمة والمدن الساحلية.. لذا، تسمح أغلب العائلات بذلك”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!