عادل بن عيسى للشروق:هكذا هرب17لاعبا في كرة القدم من قبضة كتائب القذافي
فجّر لاعبون ليبيون قنبلة من العيار الثقيل عندما أعلنوا انضمامهم إلى الثوار، في صفعة دعائية كبيرة عرت نهائيا النظام الليبي، الذي سخّر كرة القدم لخدمة مصالحه وتلميع صورته، آخرها كان عندما واجه المنتخب الليبي بداية الشهر الجاري في تصفيات كأس إفريقيا للأمم أمام جزر القمر بمالي وفاز بثلاثية نظيفة، ما اعتبره نظام القذافي آنذاك انتصارا له أكد به “السير العادي” للحياة بليبيا، واتسعت رقعة المعارضين لنظام معمر القذافي إلى الرياضيين ولاعبي كرة القدم، الذين ذاقوا مرارة بطش الوالد والابن الساعدي (الذي ترأس الاتحاد الليبي لكرة القدم) لسنوات عديدة، بعد أن أعلن بداية الأسبوع الجاري سبعة عشر لاعبا انشقاقهم عن نظام العقيد الليبي والتحاقهم بصفوف الثوار، يتقدمهم المدير الفني السابق لأهلي طرابلس عادل بن عيسى، واللاعبون الدوليون خالد شلبي، جمعة قطيط، سمير الوهج، أسامة عبد السلام وأحمد كراوع، حيث التحق هؤلاء بالجبهة الغربية مرورا بتونس، التي تسللوا إليها تباعا بحجة العلاج هربا من بطش ووحشية ممارسات النظام الليبي منذ قيام الثورة، وبحثا عن الحرية التي لم يتذوقوا طعمها خلال أربعة عقود من حكم القذافي، وتعد هذه الخطوة مكسبا هاما للمعارضة الليبية على خلفية وزن نجوم اللاعبين في توجيه الرأي العام.
- وقال أمس عادل بن عيسى مهندس انشقاق لاعبي كرة القدم الليبيين عن نظام العقيد، في اتصال هاتفي مع “الشروق” إن فكرة الالتحاق بصفوف الثوار تجسدت لديهم مباشرة بعد قيام الثورة وأن التخطيط للهروب من ليبيا تم التحضير له منذ أكثر من شهرين، “التحاقنا بصفوف الثوار كان طبيعيا ومنتظرا..موقفنا من الثورة كان واضحا، حيث ساندنا الثوار من أجل إسقاط النظام الجائر..بدأنا التخطيط لفكرة الالتحاق بالثوار منذ أكثر من شهرين، حيث اتفقت مع اللاعب خالد الشبلي على الانضمام للثوار بالجبهة الغربية مرورا بتونس، وفي أول خطوة غادرنا طرابلس متوجهين إلى تونس بحجة العلاج وهذا لدواع أمنية حتى لا يتم الكشف عن خطتنا، وبعدما دخلنا تونس باشرنا الاتصالات مع عدة لاعبين آخرين، كما اتصل آخرون بنا وقاموا بنفس الخطوات، حيث غادروا طرابلس إلى تونس تباعا بحجة العلاج أو زيارة عائلاتهم، وبعد أن اجتمعنا أعلنا انضمامنا رسميا إلى صفوف الثوار، كما التحقنا بهم في الجبهة الغربية..”. قال مدير الكرة السابق بنادي أهلي طرابلس الليبي، مضيفا بأنه تم اللجوء إلى خيار الانتقال والسفر الفردي لدواع أمنية بحتة حتى لا يتمكن النظام الليبي من كشف خطتهم.
لاعبون من العيار الثقيل سيلتحقون بنا
وفي نفس السياق أكد مدير الكرة لنادي أهلي طرابلس، الذي سبق له العمل مع المدرب الجزائري نورالدين سعدي، لـ”الشروق” إمكانية التحاق لاعبين دوليين آخرين بصفوف الثوار قريبا، “لازلنا في اتصال مع بعض اللاعبين الآخرين الذين ينوون الانضمام لصفوف الثوار، وسيلتحقون قريبا بنا..العملية تسير في الطريق الصحيح، خاصة أن العديد من اللاعبين لديهم موقف معارض للنظام ويتطلعون للحرية..” قال عادل بن عيسى.
المنتخب الليبي الحالي يمثل طرابلس فقط
من جهة أخرى نفى بن عيسى الفكرة التي يروج لها النظام الليبي، والقاضية بأن اللاعبين المنشقين عن النظام لا يمثلون المنتخب الليبي، وبأنهم يمثلون مدينة وقبيلة معينة، قائلا: “اللاعبون الذين انشقوا عن النظام دافعوا عن ألوان المنتخب الليبي لأربعة عقود كاملة، كما أنهم يمثلون عدة مدن ليبية، وما يروج له النظام لا أساس له من الصحة..بل أن المنتخب الليبي الحالي هو الذي لا يمثل ليبيا بل هو ممثل لمدينة واحدة وهي طرابلس..نحن نبحث عن الحرية والقبلية موجودة في ذهن النظام فقط..”.
سنزور كل المناطق التي يسيطر عليها الثوار
إلى ذلك ثمن عادل بن عيسى موقف الثوار وسكان المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، الذين استقبلوا بحفاوة لاعبي المنتخب الليبي، على وجه الخصوص سكان جبل نافوسة، مضيفا بأن كل اللاعبين سيقومون بزيارة كل المناطق التي يسيطر عليها الثوار قريبا، “أشكر سكان جبل نافوسة على استقبالهم الكبير لنا، وأعتذر من سكان المدن والمناطق الأخرى التي تنتظر زيارتنا، والتي تعذر علينا التنقل إليها بسبب ضيق الوقت، خاصة سكان مدينة كابا الذين أعدوا ترتيبات لحضورنا جنازة أحد شهداء الثورة، لكن نعدهم بالزيارة خلال أسبوعين..” قال مدير الكرة السابق لنادي أهلي طرابلس.
38 رياضيا ”انقلبوا” على القذافي
من جهة أخرى أكد أمس عبد الناصر السعداوي أحد أكبر مسؤولي الثوار بالجبهة الغربية في اتصال هاتفي مع “الشروق” أن 38 رياضيا أعلنوا انضمامهم الرسمي للثوار، “لقد سجلنا انضمام 38 رياضيا بصفوف الثوار في نالوت، الزنتان والجبهة الغربية، وهذا من عدة رياضات، فإلى جانب كرة القدم هناك الكاراتي، الكونكفو وكرة الطائرة، كما هناك لاعبي كرة قدم آخرين سينضمون قريبا لصفوف الثورة، الأمر الذي يرشح عدد الرياضيين المساندين للثوار إلى الارتفاع..” قال السعداوي.