-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عارٌ يا نوابَ “بني وي وي”

حسين لقرع
  • 4564
  • 0
عارٌ يا نوابَ “بني وي وي”

إلى غاية أول أمس، كان هناك بصيصُ أمل في أن تثوب السلطة إلى رشدها وتخفض الزيادات التي قررتها في أسعار الوقود والكهرباء ومختلف الرسوم والضرائب، وتلغي المادتين 66 و71 من مشروع قانون المالية، أو أن يُقدِم نواب الأغلبية المصطَنعة على ذلك، من باب الانحياز إلى الشعب ولو مرة واحدة في عهدتهم، لكن الطرفين فوّتا على البلد فرصة تجنّب توترات اجتماعية تبدو قادمة في عام 2016.

والمحيّر أن السلطة تدرك أن الزيادات التي يحملها قانون المالية الجديد، ستجرّ بدورها زياداتٍ أخرى في أسعار النقل ومختلف المواد الفلاحية والاستهلاكية، وسيثقل ذلك كاهل ملايين المواطنين، وقد يؤلّب عليها الجبهة الاجتماعية المحتقنة أصلاً، ومع ذلك فرضت هذه الزيادات ببرود، رغم أنها كانت قادرة على تخفيضها واتّباع سياسة التدرّج في رفعها مستقبلاً.

الأمر نفسه ينطبق على المادة 66 التي تفتح المجال واسعا لذوي المال المشبوه لشراء الشركات العمومية دون تحديدٍ أو خطوط حمراء، ما يعني إمكانية فتح رأسمال شركات كبيرة للخواص، وفي هذا تراجعٌ عن التأميم وقاعدة 51 بالمائة، وعودة إلى فترة ما قبل 1971، والتراجع عن “الدولة الاجتماعية” التي جاء بها بيانُ أول نوفمبر وحافظت عليها السلطة طيلة 53 سنة. اليوم تغيّر الوضع وأصبحت المؤسسات التي توصف بـ”مفخرة البلاد” عرضة للبيع لأصحاب المال، وأضحت الجزائر تسير نحو الرأسمالية المتوحِّشة دون أي اكتراث بعواقب ذلك على الجبهة الاجتماعية، تُرى ما الذي أصاب الحكومة حتى أصبحت مجرد أداة في أيدي رجال المال الذين تغوّلوا بشكل غير مسبوق في بضع سنوات؟ وما الذي أصاب نواب جبهة التحرير، أو أغلبهم، حتى يوافقوا على بيع مؤسسات البلاد لذوي المال وعلى إفقار الجزائريين؟ ألا يزعم هؤلاء أنهم منتخبون شعبيا ولا صحّة لما يقال عن تزوير الانتخابات لصالحهم؟

لقد تظاهر الكثيرُ منهم بوقوفهم مع الشعب خلال عرض مشروع قانون المالية للنقاش، خلافاً لنواب “الأرندي” الذين كانوا صريحين منذ البداية، ولكن بمجرّد عرضه للتصويت، وافق عليه أغلبُهم، حتى المادة 71 التي تمنح وزير الأوليغارشيا صلاحية السطو على الميزانيات القطاعية وتحويلها كما يشاء دون العودة إلى النواب، وافقوا عليها، وكأنهم يستلذّون جلد الذات.

كان بإمكان نواب جبهة التحرير الوقوف على الأقلّ ضد تمرير مادتين أو ثلاث، لكن أغلبهم فضّل الخنوع المطلق للحكومة على حساب الشعب حفاظاً على مصالحه وطمعاً في عهدة ثانية تضمن له تقاعداً مريحاً، لقد فوّت نواب “بني وي وي”، باستثناء أقليةٍ منهم، فرصة إنقاذ البلاد من أزمة اجتماعية خطيرة في ظل الغلاء المنتظر لمجمل الأسعار في عام 2016، فضلاً عن إنقاذ مؤسَّساتها العمومية من أنياب رجال المال المشبوهين.

جبهة التحرير التي قادت الشعب إلى تحرير الجزائر بثورةٍ تاريخية، تتحوّل الآن إلى مجرد جاريةٍ للسلطة ولرجال المال، ودفاعاً عن هؤلاء، يقوم بعضُ نوابها ونائباتها بضرب نواب المعارضة.. لو عاد بن بولعيد وعميروش وبن مهيدي وغيرُهم من قادة الثورة الكبار الذين فجّروها باسم جبهة التحرير لما تردّدوا لحظة في لعنها ودعوة الجزائريين إلى التبرّؤ منها ومن نواب “بني وي وي” الذين قبلوا بوضع البلاد على كفّ عفريت بموافقتهم على إفقار الجزائريين وبيع البلد لرجال المال المشبوهين، وقد كان بوسعهم الرفض ولو أدى ذلك إلى عدم ترشيحهم لعهدةٍ برلمانية ثانية بعد عامين من الآن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • ALGERIA WAKE UP

    "جبهة التحرير الوطني" هي حركة وإطار نضالي ضد الاستعمار جمع مختلف أطياف الحركة الوطنية قبل الاستقلال، أما (حزب) جبهة التحرير الوطني فهو حزب ذو توجه اشتراكي عقد مؤتمره التأسيسي في أفريل 1964، وهو شيء آخر تماما. خ.و

  • بدون اسم

    ان الانسان اذ ينشأ في بيئة اجتماعية معينة ويظل قابعا فيا لا يفارقها ذهنيا نراه يؤمن بصحة ما فيها من معتقدات وتقاليد وقيم فهو يعتقد اعتقادا جازما انها خير ما يمكن ان يكون في الدنيا كلها وان ليس هناك ما هو أفضل منها وهوا كلما فكر وتأمل لا يستطيع ان يخرج من إطار هذا الاعتقاد الجازم ان العقائد التي ينشأ عليها قد تكون سخيفة ولكنها في نظره معقولة جدا وهو يتعجب لماذا لا يؤمن بها المخالفون مثلما يؤمن هو بها ولا يدري ان المخالفين يتعجبون ويتساءلون مثله. (ألن تنطبق عليك هذا القول)

  • غريب الديار

    انت تتكلم عن التقشف الزلازل و النوازل كان المفروض يعطوا المثل و لكي لا يتكلم المزلوط خفض انت من نفقات الحكومة يرضي الشعب بالتقشف اما ان تبقي الحكومة و نوام البرمائيون كل همهم رواتبهم و يبذرون في المال العام و انت جاي تعاكس في الاستاذ حسين علي كلمة وي وي نعم انهم كذالك حتي رئيس الحكومة يتباهى بلغة المستعمر و ىحتقر لغة القرآن انهم فعلا ابناء الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوى وى

  • بدون اسم

    إنك لن تجني من الشوك العنب،الشعب هو الذي سمح لمثل هؤلاء الأشخاص أن يكونو نوابا عنه،نحن كشعب ومن حيث السلوك السياسي نعاني من سلبية قاتلة،لو كان أي نائب يشعر أن هناك قاعدة شعبية قادرة على محاسبته أو عزله أو عدم التجديد له في العهدة القادمة هل كان سيزكي مثل هكذا قانون،هو يعلم ويدرك أن مصيره ومصالحه مرتبطة بالسلطة وأصحاب القرار فلماذا يعارض توجهاتها إذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • صالح الجزائري

    يا استاذي الكريم جبهة العربي بن مهيدي ورفاقه ماتت سنة 1962.

  • حسبنا الله

    يا ليتهم بني وي وي
    والله غلبيتهم
    أصولهم يهودية
    ولذا يسنون قوانين لحماية الدعارة
    والمرءة الفاسقة
    واستراد الخمور
    لعنة الله عليهم
    راتبهم الشهري حرام و حرام و حرام
    لأنهم لم ينتخبه الشعب
    ولم ينتخب حت على من نصبهم
    والذي مثلهم ماله من حرام
    ومن كان ماله من حرام
    فالنار أولى به كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

  • صالح/الجزائر

    بومدين ، رحمه الله ، رغم الخصومة السياسية التي كانت بينهما عبر الولاية التاريخية الرابعة ، عبر ال FFS ، وعبر انقلاب 1967 .
    الرئيس الفرنسي الأسبق، فاليري جيسكار ديستان، على حق عندما صرح أن " الجزائر لم تستطع تعويض الرئيس الراحل هواري بومدين برجل في حجمه " .
    الجزائر التي كانت قبلة لأحرار لعالم يراد لها أن تتحول لا قدر الله إلى ... .
    لقد عاث الرئيس الروسي السابق ومحيطه ( ابنته ... ) في روسيا فسادا قبل مجيء السيد بوتين الذي أعاد لها قوتها وهيبتها .
    نتمنى استيقاظ الضمائر في الجزائر قبل فوات الأو

  • مواطن

    "Après moi le Déluge"أنا مقبل على الموت كما ترون.لقد سمحت لكم جميعا أو من كان أذكى من غيره أن تنهبوا ميزانية الدولة وأن تلتهموا دون حق أموال الخزينة العمومية فأتيتم على كل شيء.فمنكم من ساق إلى خارج كل ما تمكن السطو عليه ومنكم من بنا العمارات بعدما كان يسكن الأكواخ ومنكم من تلاعب بالملايير وهو لم يعرف الحساب وكثر منكم من زور الشهادات فأصبح دكتورا وهو لا يعرف القراءة ومنكم من أصبح مسؤولا بالدولة بعد أن اشترى الجنسية الرخيصة.بعد كل هذا الإجرام تبكون على حالكم ولم يصب من جبينكم عرق ولا بذلتم جهدا؟حح

  • صالح/الجزائر

    وللمزمرين ، وللمتهمين بالاستحواذ على ملايير الفلاحة لم يعد يقبلها حتى المتحف ، حتى ولو كان " متحف المجاهد " .
    الصراع لم يعد على " الانتصار أو الاستشهاد " ، على " البناء والتشييد " ، على " الدولة التي لا تزول بزوال الرجل " ... ، الصراع أضحى على الدينار والدولار وبقية الامتيازات ، التي لا تختلف في مضمونها كثيرا عن الامتيازات التي كان القياد وأسيادهم الكولون ينعمون بها .
    المجاهد الحقيقي ، لخضر بورقعة ، أطال الله في عمره ، في حوار مع الشرق tv يتمنى في الظروف الراهنة عودة الرئيس الراحل هواري

  • صالح/الجزائر

    1)- عن أية جبهة تحرير تتكلم ، يا هذا ؟
    الجبهة التي أسسها ودافع عنها وعن مبادئها الأبطال ، من كان شعارهم " إما النصر وإما الاستشهاد " ، والتي حررت ، وحرروا بها ، البلاد والعباد ، ماتت منذ عقود ، منذ موت أو تهميش الجبهويين ( من المجاهدين ) الحقيقيين وبروز الجبهويين (من المجاهدين المزيفين ) التايوانيين .
    لو بقيت " الجبهة " جبهة لما تخلى عنها " سي الطيب الوطني " ، رحمه الله ، ودا الحسين ، أطال الله في عمره ، مباشرة بعد الاستقلال رغم طغين نجمها الساطع .
    " الجبهة " ، التي أصبحت مركبا للدرابكة و

  • فضيلة

    المحزن في الأمر أن يتم بيع الجزائر في الشهر الذي قامت فيه ثورة التحرير من الاستعمار للخلاص من الجوع و الفقر و الاستبداد، هؤلاء الذين صوتوا على المشروع لا حسّ لديهم و لا نخوة و لا شرف، أما الذين صاغوا القانون و فكروا فيه لابدّ أنهم تلقوا ضماناتهم من أصحاب الشكارة....حسبنا الله و نعم الوكيل فيهم...أما هذا الشعب فلو أعدموه في ساحات القتال لما تحرّك و لما دافع عن نفسه و حقوقه،( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين )

  • الطيب

    المشكل في الجزائر أنّ الذهنيات التي تتحكم في رقابنا من مخلفات القرن الماضي فهؤلاء جهلاً أو احتيلاً قالوا : الزيادة في الأسعار لا تمس المواطن البسيط ! السؤال : تمس من !؟ قالوا :الزيادة في أسعار االكهرباء و الوقود و غيرهما ستمس المؤسسات فقط !!و لكن المؤسسات التي ترتفع تكاليفها من هذه الزيادات و كذا ضرائبها كيف لها أن تحصل مدخولها و فوائدها !؟ أكيد هي أمام 3 خيارات :1-إما أن ترفع أسعار منتجاها و هو المساس بالقدرة الشرائية !! أو2 - تسريح عددمن العمال و تشجيع البطالة !! أو 3-مصيرها الإفلاس والغلق !!

  • مواطن فقط

    نريد منك اقتراح بديل عن التقشف .بدل طرح العبارات الجاهزة ( بني ويو ...الاغلبية المصطنعة ...الانحياز الى الشعب ....) انهيار اسعار النفط جاء كما تاتي النوازل الطبيعية ( زلزال..فياضانات ....) و على الجميع التجند لمواجهتها وبالاخص النخبة التي اولى لها ان تقف مع صاحب القرار لانها اعلم من غيرها باستحالة وجود بديل للتقشف . لكن النخب مسكونة بتملق الشعب و دغدغته لذا فهي تترقب الفرص لنقل مصداقية السلطة الى ذواتها و ان على حساب استقرار البلاد و امنها