-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عاشت الدولة..

عاشت الدولة..

تحولت خطابات الحملة الانتخابية في أغلب محطاتها إلى مجرد موعد لتصفية الحسابات الشخصية الضيقة على حساب الشعب المقهور الذي مازال بسذاجته أو فضوله يملأ ـ في بعض الأحيان ـ القاعات التي تنشط فيها التجمعات الشعبية علّه يجد ما يشفي غليله، ولكن هذا لم يحصل أبدا، فقد تحولت كل هذه المحطات المختلفة إلى منابر للرد على أقوال وتصريحات الساسة الكبار على بعضهم البعض.فها هو السيد عمارة بن يونس يوجه كلامه في معظم تجمعاته إلى الأمين العام للأفلان في قضية اعتماد حزبه من عدمه، ومازال زعيم الأفلان بدوره يرد على تصريحات أو يحيى حول ملف رفع الأجور، أما السيد أبو جرة لم يفوت فرصه الحملة حتى يلوك من جديد ملف الفساد مثل اللبان ويشرح موقفه من القضية، مؤكدا أن مثل هذه المسائل لا تحل عن طريق الخطابات السياسية رغم أنه دعا على المباشر إلى غلق هذا الملف نهائيا لأنه حل من طرف “المعاليم الكبار”.

إن هذا التنابز بالكلام بين هؤلاء ليس بالجديد ولا بالغريب، فكثيرا ما تكررت هذه السلوكات غير الحضارية على مسامع ومرأى الجميع، ولكن المستفز هنا أن هذه المهازل كلها تتم بأموال الشعب الجائع إلى لقمة كريمة، خاصة أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية منحت مبالغ مالية للأحزاب المشاركة في “الكرنفال” السياسي وقدر المبلغ بـ 400 مليون سنتيم لكل حزب، وبهذا وفرت الدولة فرجة للمواطن المخدوع بأمواله ـ فكل شيء بالمقابل ـ حتى السب والشتم، وهنا يبقى الخاسر الوحيد هو الشعب مادام المتنابزون يصفون حساباتهم “ويبردون” قلوبهم من منابر عليا وبأموال مجانية وأمام جمهور غفير، عاشت الدولة وعاش ممثلوها الأذكياء..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!