جواهر
عطل غير مدفوعة الأجر وغيابات بالجملة

عاملات يطلقن مناصبهن “مؤقتا” لكسب أرباح “الحلويات” في الصيف

رانية. م
  • 4503
  • 14
الأرشيف

انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة إقبال ربات البيوت على صنع الحلويات للأعراس وقاعات الأفراح في منازلهن، مقابل مبالغ مالية ضخمة، تشترطها “صانعة الحلويات المؤقتة” بحجة ارتفاع أسعار المواد الأولية ويدفعها الزبون تحت رحمة ربح الوقت وضمان الجودة والنوعية.

حمى الربح السريع والكبير الذي تحققه الحلويات والطلب المرتفع عليها صيفا خصوصا وأن شهر رمضان أوقف موسم الأعراس لشهر كامل، لينطلق مباشرة بعده، انتقلت عدواها من ربات البيوت إلى العاملات اللواتي وجدن في هذا النشاط مكسبا وربحا سريعا يحقق لهن في ظرف أيام ما يتقاضينه في أشهر عديدة، ما يدفعهن إلى أخذ عطلهن السنوية في هذه الفترة بالذات ولمن تعذر عليها الأمر، تلجأ إلى أخذ عطلة غير مدفوعة الأجر أو حتى عطلة مرضية، حيث أصبحت كل السبل متاحة للحصول على فترة محددة لصنع الحلويات وقبول الطلبيات التي تتقدم لها.

نسبة الأرباح المحققة في هذا المجال تقول السيدة “ح. ي” عاملة بمؤسسة عمومية، جعلتني افتح بيتي وأحوّله إلى شبه مخبزة، يتعاون فيها جميع الأفراد حتى الأولاد يجدون مهمة تسند إليهم، العمل هذا متعب جدا لكنه مربح، وحاجتي للمال والاستجابة لحاجيات ومتطلبات أطفالي، جعلاني استغل أدنى فرصة تتاح لي لأقوم بهذا العمل الإضافي، الظروف الصعبة هي التي دفعتني إلى ذلك، لكن الكسب الذي أجنيه وكذا الزبائن الذين يقصدونني في كل مرة، جعلاني أملك عملا موازيا  على وجه الخصوص في الصيف وكثيرا ما أستنجد بقريباتي وحتى الجارات من أجل مساعدتي، وأحيانا أعطيهن بعض المال في حين تفضل الأخريات تعلم الوصفات وتحضيرها بعد ذلك”.

إحدى الزبونات التي التقيناها عند السيدة المتحدثة، قالت “إن صنع الحلويات خارج المنزل خصوصا في موسم الأعراس، يريح صاحب العرس من تعب ووقت تحضيرها، لكنه مكلف للغاية وإيجاد الشخص الموثوق لضمان النظافة والنوعية يتطلب التنقل إلى منزل المعنية عن طريق وساطات بدل طلبها في محلات صنع الحلويات، إلا أن كثرة الطلب على هؤلاء جعلهن لا يختلفن عليهم، إذ أصبحن يهتمن أكثر بعدد الزبائن بدل النوعية، لكننا نضطر للمغامرة بسبب ضيق الوقت أو عدم وجود من تقوم بذلك في البيت”.

مقالات ذات صلة