عبد المجيد شيخي: الأرشيف الجزائري الحقيقي مازال حبيس أدراج المخازن الفرنسية

أكد المدير العام لمركز الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي أن عملية استرجاع الأرشيف الجزائري الموجود لدى دول أجنبية يجب أن تؤخذ بحذر شديد، لأن الحديث عن الأهمية أمر نسبي لا يمكن تقييمه بسهولة، وما حدث هو الحصول على نسخ من هنا وهناك…

• وفي هذه  الحالة لا يمكن الحديث عن عملية استرجاع، فالأرشيف الموجود في تركيا مثلا هو أرشيف تركي، تملكه تركيا ولكنه يهم تاريخ الجزائر، ومن الأهمية بما كان أن نحصل على نسخ منه،  لنسد شيئا من الفراغ الموجود في تاريخنا، والعمل مع تركيا سائر في الاتجاه المطلوب والتعاون مع الأرشيف التركي مثمر جدا، ونفس الشيء يمكن أن نقوله بالنسبة لإسبانيا مثلا، ولو أن تعاوننا المشترك لا يزال في أولى خطواته.
• أما بالنسبة للأرشيف الجزائري الموجود في فرنسا، هذه الأخيرة التي أعادت بعض الأرشيفات لمؤسسة التلفزيون الجزائري، غير أن أهمية هذه الأرشيفات تكمن في أنها استرجعت وفقط، أما أهميتها التاريخية فهي ضئيلة جدا لأنها لا تخص ما ننتظره الباحثين من وثائق سياسية وإدارية يمكن أن تثري الأرصدة والبحث العلمي وتوسيع المعرفة التاريخية، وهذا النوع من الأرشيف مازال حبيس الاعتقال في المخازن الفرنسية.
• وأضاف عبد المجيد شيخي في حوار خص به العدد الأخير من مجلة الجيش “صحيح أننا وقعنا مذكرة تعاون في هذا الشأن مع الأرشيف الفرنسي ولكن التنفيذ لا زال ينتظر أن تتوفر النوايا الحسنة لدى الطرف الآخر والجزائر تبذل مساعي حثيثة لتذليل الصعاب واسترجاع أرشيفها”
• ويحتفظ مركز الأرشيف الوطني على رصيد هائل من الصور الحقيقية القديمة باختلاف أنواعها ويعود معظمها إلى بداية القرن العشرين، منها صور خاصة بالأحياء القديمة في الجزائر، وصور الطابعات الحجرية، بالإضافة إلى رصيد حصري من صور حرب التحرير الوطني والفترة الإستعمارية، يتعدى 5000 صورة، وكذا ألبومات خاصة لشخصيات تاريخية وطنية وأجنبية فعلى الصعيد السياسي، حيث عادة ما يستقبل المركز أرصدة من الصور على شكل هبات تقدمها شخصيات وطنية وثورية لتصبح بذلك جزءا من الأرشيف الوطني الجزائري، كما تحمل خزانة الأفلام بين رفوفها ما لا يقل عن 6000 فيلم لمختلف الأحداث والوقائع والأشرطة الوثائقية التاريخية والمعاصرة سواء وطنية كانت أو أجنبية، كما يحتوي في قاعة حفظ الخرائط على رسومات وخرائط نادرة لبعض مناطق الجزائر وما جاورها، والتي يعود تاريخها إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، وتتوفر خزانة الخرائط على أكثر من 3000 خريطة خاصة بالجزائر وبعض مناطق العالم.
• ويتضمن رصيد الثورة التحريرية أكثر من 427 قطعة أرشيف خاصة بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية و14 قطعة خاصة بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية، و140 ملف خاص بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، كلها وثائق خاصة بالفترة ما بين 1956 و1962 .
• أما رصيد الأرشيف الخاص فيتضمن 278 رسالة تبرع بها الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري تخص الفترة الممتدة ما بين 1952 و1964، و321 وثيقة تبرع بها وزير الخارجية السابق محمد بجاوي الذي كان مستشارا  قانونيا لحزب جبهة التحرير الوطني ثم لدى الحكومة المؤقتة للجمهورية في الفترة الممتدة ما بين 1956 – 1962، وخبيرا للوفد الجزائري خلال مفاوضات إيفيان و لوجران من أجل إستقلال الجزائر  في الفترة الممتدة ما بين 1961 -1962، ومدير ديوان رئيس المجلس الوطني التأسيسي الجزائري انطلاقا من سنة 1962 قبل أن يتقلد مناصب عديدة في حكومية وديبلوماسية في الدولة الجزائرية.