عجز الأطباء عن علاجه وشُفي بالكتابة

استقبل قبل أيام المعهد الفرنسي بوهران، حالة نادرة لكاتب مخضرم، يدعى “بن كريمي كريم”، كان يعاني من أمراض نفسية بعد تعرضه لعدة صدمات اجتماعية قوية، جعلته يدخل في حالة فراغ رهيب وإحباط، عجز الأطباء عن علاجه، لكن بفضل الكتابة تماثل تدريجيا للشفاء، وبالعكس تماما، واصل نجاحه وصار إطارا اليوم في إحدى المؤسسات البنكية، القصة رواها الكاتب العاصمي الذي تلقى دعوة رسمية من المعهد، بمناسبة البيع بالتوقيع لكتابه الشهير المعنون “لا نشفى بسهولة من طفولتنا”.
وبحسب ما صرحت به نور وفاء، التي تشغل منصب أستاذة مكونة بالمعهد الفرنسي، وفي نفس الوقت كمنشطة ثقافية، فإن المبادرة جاءت في إطار برنامج “المقهى الأدبي”، الذي ينظم فعالياته المعهد بين الفينة والأخرى، وقد ارتأت هذه المرة دعوة تجربة فريدة في الكتابة، نجح بكل اقتدار في نقل حياته ومعاناته ثم شفائه عبر صفحات كتاب، الأمر الذي جعله يسلط الضوء على ما عاشه من لحظات عصيبة في حياته، بدأت بفقدانه للجد السند، الذي كان رفيق دربه ومعينه وصديقه الذي لا يفارقه، ثم بعدها توفيت شقيقته التي كان يحبها كثيرا، ليلحق بهم الوالد، وأخيرا طبيبه الشخصي الذي كان يعالجه، ما جعله يدخل في حالة من الإحباط الشديد، الذي أبقاه لأشهر في العزلة، والأخطر من كل ذلك، أن كل جهود الأطباء في إنقاذه وعلاجه باءت بالفشل، وحتى يئس الجميع من حالته الغريبة، فتح الكاتب “بن كريمي” صفحة جديدة تحمل الكثير من التفاؤل والتحدي، بل بالعكس صنع طريقا للنجاح والتألق، بدليل كتابه الأخير الذي جمع عصارة حياة طفولته المريرة، الذي عرضه للبيع بالتوقيع خلال اختتام المقهى الأدبي، بحضور لافت لمجموعة من الكتاب والشعراء والمشرفين على المعهد، زيادة على مجموعة من الطلبة والتلاميذ الشغوفين بحب المطالعة والاحتكاك بالكتاب المتميزين.