-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عذر الاتحاد العالمي أقبح من ذنب الريسوني

بقلم: الشيخ التواتي بن التواتي
  • 1478
  • 0
عذر الاتحاد العالمي أقبح من ذنب الريسوني

حديثي معكم عمّا قُرئ لي في وسائل الإعلام فتوى صادرة عن رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين يعلن فيها الجهاد على الجزائر والزحف على حدودها، والعبد الضعيف من الدّاعين إلى لم الصف وجمع كلمة المسلمين وليس من طبعي القدح في العلماء وإن اختلفت معهم، ومما ساءني وحز في نفسي كثيرا رد الأمين العام لهذا الإتحاد فأقول له صدق من قال ( رب عذر أقبح من ذنب)، أما ردي على هذه الفتوى لابد من التساؤل: هل الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين هيئة عُلمائية هدفها جمع كلمة الأمة ووحدة صفها؟ تقوم بالنهوض بالأمة الإسلامية كأمة اختارها الله سبحانه وتعالى لقوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) ساعية لجمع صفوفها على اختلاف مذاهبها ونبذ الفرقة التي دبت بين أبنائها وهو ما أشرت إليه في الجلسة السابعة، فإذا كانت كذلك فلا شك أن أعضاءها جمع من علماء العالم الإسلامي قاطبة، وإذا كان هذا الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين هيئة سياسية تنتهج الإسلام فقط (ذات لون واحد)، فإذا كان أمرها كذلك فهي لاتستحق الرد.
أقول لهذا الشيخ الفاضل العالم في حدود علمه: إن إعلان الجهاد يكون بإجماع علماء الإسلام بالشروط التي يقرها العلماء ولايصح إعلان الجهاد على دولة مسلمة ولا على شعب مسلم قدم جحافل من الشهداء وقد شهد العالم بعددهم وكان في جهاده يسمى الجندي بالمجاهد، وصاحب هذه الكلمات كان مجاهدا ويعرف معنى الجهاد جيدا، ويسمى القتيل بالشهيد أيصح الجهاد في أرض الشهداء التي رسّمت حدودها بدمائهم.
كان أحرى وأولى به أن يعلن الجهاد في فلسطين.
كان أحرى وأولى به أن يعلن الجهاد في مسلمي الروهينغا.
كان أحرى وأولى به أن يعلن الجهاد في الدولة التي أساءت للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم بإسم حرية التعبير.
كان أحرى وأولى به أن يقف كالطود الشامخ ضد التطبيع وزيارة حاكم بني صهيون.
ولكن يبدو أنه سياسي يسير في ركاب الملك الذي عرف بعدائه للجزائر منذ القديم ومادام أنه يدعي أنه باحث في التاريخ فأذكر سماحته بالتالي:
إن الأمير عبد القادر الجزائري رحمه الله تعالى في جهاده ضد الاستعمار طلب المعونة من ملوك المغرب آنذاك فخذلوه.
وأن الثائر الشيخ بوعمامة لما أعلن الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي طلب المعونة من ملوك المغرب فخذلوه أيضا فمات كَمَدا في حدود المغرب واكتفي بهذين المثالين ومن أراد أن يستزيد فليقرأ التاريخ ومن قرأ التاريخ عرف أيها الباحث في التاريخ. وللحديث بقية…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!