-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سكتات قلبية وأزمات نفسية

عرائس 2020… ضحايا كورونا والضغط والعائلة

فاروق كداش
  • 6994
  • 4
عرائس 2020… ضحايا كورونا والضغط والعائلة
ح.م

عروس في زمن الجائحة، هي عروس قتلت أحلامها وتبخرت أمانيها، فحفل الزفاف حلم كل “العواتق” والثوب الأبيض أمنية كل العذروات في مخدع الحياة… وليلة العمر ستمسي ليلة الكر والفر بين إرضاء النفس وإرضاء الناس… الشروق العربي، ترصد يوميات عرائس في زمن أضحى الزواج فيه جنحة.

من القصص التي تدمع لها القلوب قبل العيون، قصة عروس في ربيعها الثالث والعشرين، كانت تحضر بنشاط وهمة لحفل زفافها، لكن المنية كانت أقرب إليها من حبل الوريد.. وفي عيادة طب الأسنان ببراقي، خرت قواها تعبا ونصبا… والسبب، سكتة قلبية في سن مبكرة، بسبب الضغط وكورونا، وربما الحالة النفسية المزرية في ظل الجائحة.

الغدر تحت أقدام عروس

من فواجع هذه السنة، قصة عروس أم البواقي، التي توفيت يوم زفافها، بسبب السحر، وحسب بعض الروايات، فإن إحداهن ممن في قلوبهن مرض، دخلت إلى غرفة تبديل ملابس العروس، وأغلقت قفل “كادنة” تحت قدميها، وبعد أن وصلت العروس إلى بيت زوجها، شعرت بدوار وأغمي عليها، وبعدها تدهورت حالتها شيئا فشيئا، فصاحت الأم وألحت على أخذها إلى المستشفى.. غير أن العريس ظن أنها حالة عابرة وستكون بعد أن تستريح على ما يرام، وحان موعد الحجر الصحي فعادت عائلتها إلى البيت… وبقيت مع زوجها، فانقلبت حالها، وأصبحت تتصرف تصرفات غريبة، ما أجبر الزوج على طلب راق شرعي. وبعد الرقية، صاحت: “لازم تموت”، فاتصل الراقي بأمها وأخبرها بأن تبحث عن كادنة فوق الخزانة ومفتاح تحت السرير وفتح القفل المغلق، فتفاجأت بوجودهما حقا… وهذه الرواية قصتها إحدى العارفات بحيثيات القضية، نرويها على ذمتها، لكن الحكاية تنتهي بوفاة العروس بعد معاناة طويلة… ألم تكف كورونا فتأتي حاسدة حاقدة تغتال فتاة في أجمل أيام حياتها… ما أقبحك من شيطانة.

زواج بلا زفاف

وبقيت الكثير من العرائس في حيرة من أمرهن، خاصة اللواتي كان لزاما عليهن الزواج بعد تحديد التاريخ وتأجيله أكثر من مرة من شهر مارس، فمنهن من تسأل نفسها كيف لها أن تتزوج وبعض عائلتها مرضى أو قد شيعوا أحد الأحباب قبل أيام وأسابيع… وما الجدوى من الفرح من دون صالة وديجي وزرنة وأم متزينة تقدم لها التهاني والتاوسة.. وما الفائدة من خواتم لن تراها القريبات تشبك في الأيادي… وما هذا العرس الذي لا يكثر فيه القيل والقال وفستان فلانة عريض وفلانة زاد وزنها وعلانة ماكياجها كارثة وكثير من أحاديث نسوية.. لا تفقهها إلا النمامات المحترفات.. وما هذا العرس الذي سيروى عنه أنه متعوس منحوس وأن العروس “ماعندهاش الزهر وتزوجت في عام كورونا”… وأخريات وجدن أنفسهن أمام ضغط كبير لاقتناء التروسو، بعد أن أغلقت الدكاكين والمراكز التجارية وحتى بعد فتحها لم يبق لهن بال أو خاطر للشراء والاختيار بعد أن كان شوبينغ العروس متعة لم تشعر بها إلا المتزوجات.

إغماء وهذيان في ليلة العرسان

سألنا إحدى العرائس القريبات، طبعا لن نذكر اسمها، التي أكدت لنا بنبرة كلها امتعاض، أنها أجلت عرسها إلى العام المقبل، حتى تنتهي الجائحة إلى الأبد: “أريد أن أعيش كل تفاصيل العرس، لا أن أزف كالغريبة، لا يرافقني أحد، وبدل أن أكون أميرة أضع كمامة تخفي ابتسامتي في يوم كهذا”. واسترسلت تقول: “لقد حدث هذا مع صديقتي التي أجبرت على إتمام مراسيم العرس، بعد أن حجزت كل شيء، ولكنها اكتفت بزفة صغيرة إلى بيت زوجها… كان الضغط كبيرا عليها إلى درجة أنها مرضت أسبوعا كاملا، والتزمت الفراش والحمد لله كان زوجها متفهما”… وتذكر لمياء قصة حدثت لقريبتها في بدايات كورونا، حين كان كل شيء جاهزا للعرس، غير أن عمتها مرضت بالفيروس قبل ثلاثة أيام من موعد الزفاف… لقد أثر فيها ذلك أيما تأثير، وانشغل بالها بعمتها، وبأن تكون كل عائلتها معرضة للعدوى، ولم تتمالك نفسها ليلة الزفاف، فانتابتها موجة بكاء شديدة، غير أن زوجها لم يكن على نفس القدر من التفهم، وككل رجل متخلف، ظنها مسحورة أو شيئا من هذا القبيل”.

في المقابل، تحدت الكثير من العائلات الحجر الصحي والتعليمات، فدفعت الثمن غاليا.. فالكثير من ضحايا كورونا كانوا أصلا ضحايا حفلات الزفاف الطائشة، التي لم تحترم قواعد السلامة… ويبقى ضغط العائلة كبيرا، خاصة لبعض الذين يضطرون إلى حضور الأعراس، وإلا سيعاتبون ويخاصمون إلى الأبد، خاصة إن كانت صلة القرابة قوية… وبين أشجار الزقوم أحيانا، تنمو زهرات البنفسج والياسمين، وينمو معها الحب الصافي، الذي لا يعترف ببروتوكولات المجتمع، ويجمع على سنة الله قلوبا تحابت في الحلال، وارتبطت في الحلال بمراسم بسيطة بالكمامات وغيرها من إجراءات السلامة… فلهؤلاء نرفع قبعاتنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • جزء من حياتي انتهى

    والجزء الاخر لم يبدأ بعد الجزء الذي يخنزل كل شيء
    انه الاسوء نظرت امي في عينايا وقالت
    ليست انتي من تقربي لاخيك فالهوة تتسع امامك كوني تحت رجله وذوقي الذل قبل ان تذوقيه فالانسان الذي لا احد يقبل ان يقترب منه جسر معلق للسقوط انت الان ليس لكي وجهة ولا طريق مبهمة لا تودين العمل ولا الاجتهاد ولا حتى الوصول الى مرتبة معينة تحبسين انفاسك لتتنمري وهكذا لن احميك ابدا ولا انا امك ولا انت ابنتي ابتعدي تفوه قلت لها انه عرقل حياتي كسر تاريخ ذهبي وجدته امامي فادخلت نفسي في فرضية وكان الحليف الاكيد والوحيد فشل ذريع

  • جزء من حياتي انتهى

    والجزء الاخر لم يبدأ بعد الجزء الذي يخنزل كل شيء
    انه الاسوء

  • الشيء المضحك

    لا شيء يستحق الحضور غياب جماعي احسن
    المهم الزواج اليسير الذي يجمع قلب لن يموت الف مرة بعد ذلك وهو يعيش كل لحظة بلحظة تطورات الوضع في الشرق الاوسط

  • الانسان السوي لا يحتاج للزواج

    لان الفجور سيقوي غريزته والتقوى ستعفه عن الوقوع في الحرام فيظهر عليه خلق التدين من خلال هجرانه لطبيعة اصبحت مركزية الفرد فيها ومكانته تدعو لمشاركة الناس في شرك يخلط عليهم قانون الاتباع والمنهج الصحيح ترك ذلك كله