رياضة

“عربي” على رأس الفيفا…

ياسين معلومي
  • 3589
  • 0

قبل أقل من شهر سيتعرف العالم على خليفة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتير، وسيحتدم الصراع بين خمسة مترشحين وهم: العربيان علي بن الحسين الأردني وسلمان بن إبراهيم آل خليفة البحريني، الفرنسي جيروم شامبين والسويسري جياني إنفانتينو والجنوب إفريقي توكيو سيكسويل.

الرئيس الجديد للفيفا الذي سينتخب أواخر شهر فيفري، تنتظره مهمة تطهير المحيط الكروي العالمي من الرشوة التي طالت كرة القدم وأفقدتها نكهتها المعهودة، وأصبح أصحاب المال والجاه يسيطرون على الرياضة الأكثر شعبية في العالم ويجنون من ورائها ملايير الدولارات، يبيعون ويشترون حقوق البث التلفزيوني لأقوى وأحسن المنافسات الدولية دون حسيب ولا رقيب. وكم هم كثير في مختلف القارات، الذين شكلوا مع نافذين في الهيئات الدولية لوبيات تتحكم في الجلد المنفوخ على حساب المناصرين والمشجعين المساكين، الذين يصرفون أموالا طائلة لمشاهدة المحافل الكروية الدولية.

الذين يعرفون خبايا انتخابات الاتحادات الدولية الرياضية، خاصة هيئة بحجم الاتحاد الدولي لكرة القدم، يدركون أن الرئيس الجديد سيصرف ملايين الدولارات من أجل إقناع أعضاء الجمعية العامة للحصول على أصواتهم، تمنح له من النافذين ليصبحوا بعد اعتلائه عرش الفيفا “صناع القرارات المهمة” وكم هي كثيرة، بداية بتحديد أماكن إجراء المنافسات المهمة ككأس العالم ومختلف الكؤوس القارية، وكيفية الاستفادة من المال لسنوات عديدة، ومن حقوق البث التلفزيوني وأمور أخرى لا تعرف تفاصيلها إلا بعد مرور عقد من الزمن.

كعربي من شمال إفريقيا، أضم صوتي إلى كل من يعمل ويجتهد على اعتلاء سواء الأردني علي بن الحسين أم البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة عرش الفيفا، لكن الأمر صعب جدا خاصة عندما تتحالف الاتحادات الكروية فيما بينها، لتمكين أحد المرشحين وبطريقة غير نزيهة على حساب المرشحين الآخرين، ولا مجال لانتظار “الصندوق” لمعرفة الفائز بهذا المنصب الذي يفوق في أهميته أعلى المناصب السياسية في كل بلدان العالم.

عندما يجتمع من يقررون جنسية ولون الرئيس الجديد للفيفا، فإنهم سيرفضون رفضا قاطعا أن يتولى عربي مسلم رئاسة الفيفا، ولن يحدث ذلك لأسباب يعرفها المتتبعون للشؤون الدولية.

 لا غرابة إن اعتلى السويسري جياني إنفانتينو رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي بدأ حملته الانتخابية من الجزائر، لأنه يحظى بتدعيم كبير من مختلف الشخصيات والهيئات والاتحادات الكروية، وهو تلميذ الداهية ميشال بلاتيني ورئيسه السابق جوزيف بلاتير.. فكل التقارير تؤكد أنه الأوفر حظا، خاصة أنه يملك دعما من قارته الأوروبية، التي تضم جمعيتها العمومية 53 عضوا من أصل 209 عضو المشكلين للقائمة الانتخابية التي تختار “المعلم” الجديد للكرة العالمية.. السويسري يسير بخطى ثابتة وهو ينتظر دعما حتى ولو كان سريا، بعد أن ضمن أصوات المنتخبين في أمريكا اللاتينية.

أعرف أن المناصب الحساسة في العالم يفوز بها الأوربيون، على حساب كفاءات القارات الأخرى، ما يهمنا كعرب هو المزاحمة والوقوف الند للند لأعداء العرب والإسلام، والفائز دائما تحدده الورقة الخضراء ولا يهم من يقدمها.

مقالات ذات صلة