الرأي

عرب النكسة

عمار يزلي
  • 2748
  • 5

بسبب ما تعيشه المنطقة العربية في المشرق وفي الجنوب (اليمن “السعيد” الذي “في الشقاوة ينعم”)، ومحاولات الجيران الذين تدخلوا في الستينات في هذا البلد المنقسم وقتها، (ولايزال) على أمره بين شمال وجنوب (عندما دعمت المملكة العربية السعودية الشمال، فيما دعمت مصر الناصرية اليمن الجنوبية من أجل تغليب التوجه الاشتراكي القومي على التوجه “الإسلامي ـ الأمريكي”)، وجدت نفسي أعيش حالة انفصام في الشخصية: أنا ضد الشيعة الزيدية من الحوثيين، ولكني في نفس الوقت ضد القوى المهيمنة بعد “الثورة” على “علي عبد الله (غير) صالح”، والتي أتت بقوى مقربة من قوى التيار الإخواني في مصر! وكان علي كـ”مصر السيسي” أن “أتحلّف” مع الحوثيين من أجل ضرب استقرار اليمن ذي التوجه الإخواني. نفس ما أقوم به في ليبيا رفقة بعض القوى الإقليمية الخليجية التي لا تحب الإخوان ولا تريد لهم بقاءً في المنطقة العربية ولا في العالم (الإمارات والمملكة). وهذا ما دفعنا إلى تدعيم الحوثيين (الذين لا نحبهم، لا في الله ولا في “عبد الملك”)، على اعتبار “القاعدة” العسكرية: “عدو الصديق عدو، وعدو العدو صديق”.

وجدت نفسي إزاء هذا الوضع أعود إلى هزيمة العرب مع إسرائيل في 67! وقتها، سمعت المطرب السودانيعبد الله الخليفةالمشهور بأغنيةإزيّكم؟ أنا لي زمان ما شفتكم، يدخل في حوار مع مطربين من مصر وتونس والمغرب والجزائر بشأن الوضع العربي ودخول مصر والعرب في حرب خاسرة ضد الكيان الصهيوني! يوم اشترى المصريون أسلحة فاسدة تطلق إلى الخلف! فكانت الكارثة، وكانت النكسة التي لازالت مصر ومعها العرب، يعيشون تبعات نكستها إلى اليوم، بأن قدّست مصر اتفاقياتكامب ديفيد” (النصر النصر، جاءت سينا وراحت مصر!) وأعلت شأن إسرائيل وهددت حماس والمقاومة، ومعها دول الجوار الخليجية لإجبار المقاومة على الرضوخ والقبول بالتنازلات لصالح العدوّ/ الصديق، خوفا من الصديق/العدو! سمعتعبد الله الخليفةيقول لعبد الحليم حافظ بعد الهزيمة النكراء: “إزيّكم؟، فيرد عليه عبد الحليم: “زيّ الهواء يا حبيبي.. زيّ الهواء!”.. ثم يضيف إليه مرددا أغنيته الشهيرة: “توبة.. توبة.. توبة” (إن كنت ححارب ثاني!). عندها يتدخل أحد المطربين التونسيين: “آش داك للواد يا  زيتونة؟” (..حتى خسرت الحرب). يسكت الجميع ولا أحد يرد، فينطق من بعيد عبد الوهاب الدكالي من المغرب: “ما أنا إلا بشر..ع ندي قلب ونظر، وأنت كلك خطر“! فما كان على رابح درياسة من الجزائر، إلا أن أعلن رفض هذه الهزيمة، وطالب بتحريك القوى العسكرية لسحق الصهاينة في حرب أكتوبر 73: “أعطيلوا الزلاميط أعطيلوا“.

 

وأفيق وأنا أحترق مثل عود ثقاب.. بجوار برميل بارود!  

مقالات ذات صلة