الرأي

عرب اليهود

عمار يزلي
  • 3639
  • 0

أمام ما يحدث على مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي والمسيحي في القدس المحتلة، ومن تحضير حثيث لتخريب الوضع الأمني المخرب أصلا في القطاع وفي غزة بسبب حفنة من المتطرفين لا يغلون كثيرا عن متطرفي حكومة الكيان نفسه، لم أجد غير الاستنجاد بالتراث التاريخي للمستقبل في المنطقة!

فاليهود، كالمسيحيين الإنجليكان، يعملون جاهدين منذ سنوات على تحضير الأرضية لعودة المسيح (بالنسبة إلى المسيحيين) وعودة “الميسياح” (المسيح الدجال) بالنسبة إلى اليهود الذين رأوا في المسيح عليه السلام “دجالا” وينتظرون المخلص الحقيق الذي سيظهر بظهور البقرة الصفراء التي ستذبح على مذبح “هيكل سليمان” الثالث (بعد أن هدم الهيكل مرتين، وهما المذكورتان في القرآن الكريم: في عهد لملك البابلي “نبوخند نصر” ثم في عهد الإمبراطور الروماني “تيتوس”). كل العمل والعمليات في الأقصى هي محاولة لتخريبه لإعادة بناء الهيكل المزعوم في نفس المكان الموجود في الأقصى.

الصمت العربي والتصدي للعملية من طرف مرابطي القدس وحدهم، سيزيد من غطرسة العدو والنهاية سيكون حتما مآلها عاجلا أم آجلا: صدام عنيف بين مليار مسلم وحفنة من الأراذل المدعومين من طرف قوى الظلم والاستكبار العالمي، لكن النهاية لن تكون لصالحهم.. وهذا في تاريخ كتبنا الدينية والتراثية وحتى في كتبهم التي تقول بنهاية دولة إسرائيل الزائلة حتما.

نمت على هذا الصمت المحتشم والاستنجاد بمجلس الأمن، كأن مجلس الأمن ليس هو ذراع إسرائيل، لأجد نفسي أنا هو زعيم المسلمين وقد زرت القدس والتقيت بالمرابطين هناك ورحت أقول لهم: واش تديروا بالقدس؟ خليوهم الله يعطيهم الخلا، يبنيوا الهيكل! واش هو الهيكل؟ مسجد نتاعهم. نحن عندنا المسجد الحرام، خليهم هما أولاد الحرام يهدموا الأقصى باش تتهنى القرعة من حك الراس! سوف يبنون لكم مساكن فاخرة بعيدة عنه ومسجدا، واتركوا عنكم قبة الصخرة. سخروا مني أيما سخرية ورموني بالحجارة وقذائف النعال، وخرجت هاربا تحت حماية قوات الشرطة الإسرائيلية الباسلة، التي راحت تقنص كل قاذف للحجارة ورماة المولوطوف بعد أن حصلت على الترخيص من أعلى سلطة تشريعية. كل هذا وأنا أنادي في مكبر الصوت المسلمين المستنفرين: لا تعتدوا على الشرطة، هي هنا في خدمتكم. اتركوا العنف والإرهاب وتعاملوا باللين وضبط النفس. أنتم مسلمون تقولون لا إله إلا الله، فكيف تعتدون على الناس بالحجارة، “أنعلوا” الشيطان! (فلعنوني بالنعال واللعان معا!).

بعدها خطبت في الكنيست وصليت أمام حائط المبكى وبكيت حتى بكوا رثاء لحالي وأنا أقول لهم: لا تبنوا الهيكل اليوم، يرحم بوكم وإلا والله لقامت القيامة من غد! هؤلاء منا مجانين، سيأكلونكم ويأكلوننا معكم! أحنا كنا دائما معكم، لكن الله غالب! الله معهم!

وأفيق وأنا أنتف ما تبقى من شعر في رأس زوجتي!

مقالات ذات صلة