الشروق العربي
التبرك بالخرافات في الاعراس

عروس تخرج بقدمين حافيتين وأخرى تكسر البيض على رؤوس الحاضرين!

الشروق أونلاين
  • 8554
  • 0

إن حرص الكثير من الأسر على جلب النفع ودفع الضرر عن الأهل والأولاد جعل الكثير من الآباء مهووسين بهذا، دفعهم في العديد من الأحيان حتى إلى القيام بعادات وتقاليد في نظر الشرع أنها محرمة وشرك بالله، غير أن مثل هذه الأفعال بقيت مند زمن بعيد من الضروريات التي تأتي بالخير وتدفع الشر على حسب اعتقاد الكثير منهم، بالرغم من أن النفع والضر والخير وغيره من عند الله عز وجل، أردنا الحديث عن الكثير من الخرافات تتبعها اليوم، خاصة أمهاتنا عند خروج العروسة من بيت أبيها، أعمال تلامس أفعال الشرك من دون علم أو علم، لكنها أعراف وعادات توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل ومازالت إلى حد الساعة تنتشر انتشار الجهل بحدود الله.

عروس تخرج بقدمين حافيتين وأخرى تفجر البيض فوق رؤوس الحاضرين والمدعوين

تبدأ حكاية الهوس، حتى قبل زواج البنت وهي عازبة، لذا تجد الكثير من الأمهات يدفعن بهذه البنت إلى القيام بأعمال غريبة، لكنها طريقة لجلب العريس ودفع عين الحسود في نظرهن، تصل في بعض الولايات إلى أن تلبس هذه البنت جلد أضحية العيد “الهيدورة” والسير بها في أركان البيت، وأخرى لدفع الحسد والعزوبية تمنع البنت من النظر في المرآة المكسورة ولا تمشط شعرها في أوقات محددة من اليوم والليلة، أما من كان لها حظ وقوف عريس على باب أهلها، فهنا يبدأ الاستنفار الحق، في عدم الجلوس إلى العازبات من النساء، وكذا عدم الجلوس إلى بنات أعمامها، أما عندما تخرج من بيت أبيها في يوم زفافها فهذا شأن جلل، ففي بعض الأماكن في الجزائر، تخرج حافية القدمين، وتفسر الأمهات هذا أنه يوحي بأن هذه العروسة تدفع ضرر الطلاق مستقبلا، وأنها تصبر على كل المحن مع زوجها حتى وإن جاعت وتعرت قدماها كما هو الحال في يوم زفافها، وفيه أماكن أخرى ترمي المدعوين بالبيض عند خروجها من بيت أبيها ودخولها إلى بيت زوجها وهي بذلك قد فقأت عين الحسود ودفعت الضرر عنها بهذا الفعل.

الملح دواء للحسد… وغرس سكين أو إلصاق العجينة على الحائط دلالة على بقائها في بيت زوجها

 لا تخرج الكثيرات من العرائس من بيت الآباء إلا والأمهات يتبعنهن برمي الملح أمام الباب وأمام الناس، وهو اعتقاد في دفع عين الحسود التي لا تسود بهذا الفعل، خاصة في هذا اليوم، خصوصا من عين الفتيات من سنها والعازبات منهن، بالإضافة إلى هذا، فيهن من تحمل معها سكينا تغرسه في الحائط وفي مكان ببيت زوجها، وهو دلالة على أن العروسة باقية في هذا البيت ولن تبرحه مهما حاولت يد الفساد سواء من داخل البيت أو خارجه، أما في بعض الولايات في الشرق الجزائري فإن الأمهات يحضرن معهن خميرة الخبز ويحملنها معهن إلى بيت الزوج وأول ما تطأ قدما العروسة الباب تقوم بإلصاق هذه “العجينة” على الحائط في مكان عال لا تصل إليه يد الأطفال، ويبقى هناك معلقا، ظنا منهن أن الزوجة تبقى مرتبطة بزوجها حتى إلى مماتها، خاصة إذا جفت تلك “العجينة” وبقيت ملتصقة في ذلك المكان، فهي إذا بشرى للزوجة وأمها في استقامة هذا الزواج، فقد باركته هذه ” العجينة”، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

إن المقام لا يكفي لذكر كل العادات والتقاليد التي أصبحت اليوم وللأسف ضرورة ملحة في الكثير من مجالات حياتنا، من زواج وأفراح وعند الخروج والدخول، بالرغم من أن الواقع لم يثبت حقا أنها أفعال مباركة، فكم من عروس بقي ذلك السكين مغروسا في الحائط وهي لم تتم سنة واحدة في بيت زوجها، وكم من أخرى بقيت تلك “العجينة” معلقة على الحائط وهي عادت إلى بيت أبيها في الأشهر الأولى.

كان من الواجب علينا طلب صلاح الأهل والولد، والنفع ودفع الضرر بالدعاء لله، فالخير فيما اختاره الله، لكن الجهل مازال يطوق عقول الأمهات والآباء وحتى من هذا الجيل، وبالرغم من أن النصوص واضحة في الكثير من الأفعال، إلا أن الكثير منا طرق باب الشرك بالله من دون علم، كحال هذه العادات والتقاليد عند خروج العروسة من بيت أبيها.

 

مقالات ذات صلة