الرأي

“عسّوا حوايجكم”!                      

جمال لعلامي
  • 718
  • 4
ح.م

من الطبيعي أن يحوم و”يعوم” طماعون وانتهازيون ووصوليون و”غمّاسون” بالمترشحين للرئاسيات وحتى التشريعيات والمحليات، كلما عادت المواعيد الانتخابية، وهدف هذا النوع من البشر و”البقر”، الاستفادة من غنائم لاحقة، قد لا تتحقق إلى الأبد، أو إلى أن تعود انتخابات جديدة، يعودون معها، في محاولة متجددة، طالما أن “مول الطبع ما ينطبع”!

المواطنون مثلما ينتظرون من المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية، مواجهة الأزمة بصدق وواقعية، وحلّ المشاكل والانشغالات وعدم تكرار الأخطاء والخطايا السابقة واقتلاع عقلية الفساد من الرؤوس والقوانين، فإنهم كذلك يتمنون اختفاء أولئك الذين يسبحون في كلّ البحار والمحيطات، ويأكلون من كلّ الصحون وعلى كلّ الموائد، و”يناضلون” مع أيّ أحد يعتقدون أن معه سيجنون ما يريدون من تفاح وموز وفواكه البحر!

المصيبة أن كثيرا من “المكروهين” والمنبوذين شعبيا، لا يستحون، ويعاودون الظهور كلما سمحت الفرصة، ومنهم من يحاول جاهدا قطف عناقيد العنب، دون ملل ولا كلل، وإذا لم يصلها يقول “قارس”(..)، ولذلك، فإن المترشحين الخمسة أمام فرصة تاريخية لتطهير محيطهم وتنظيف “الحاشية” والبطانة، بما قد يضرّ المتسابقين أنفسهم وينفّر الناخبين!

الذين يسيل لعابهم وتثار شهيتهم بشراهة، دون أن تتصاعد روائح الطبخة من “الكاسرونة”، يشاركون من حيث يدرون أو لا يدرون في التشويش على حظوظ هذا المترشح وذاك من مجموعة “الخمسة” التي يبدو أن جلها يتحرك مغمض العينين، لا يرى من يدور حوله، ومن يسبّح بحمده، ومن ينتظر جزاء وشكورا في حال النصر، وسيقفز إلى سفينة أخرى في حالة الهزيمة!

هذا النوع من “المساندين” و”المبايعين” و”المتعاطفين”، هم أنفسهم تقريبا الذين نطوا من البواخر الغارقة سابقا، وركبوا سفنا أخرى، وبقدرة قادر وتحت شعار “مات الملك عاش الملك” انتفعوا واغتنوا واستفادوا من حصانة و”فيتو” ضمنوا بهما الولاء، والطاعة ولو مؤقتا، وإلى غاية غرق السفينة وظهور سفينة أخرى توصلهم إلى برّ الأمان وتنجيهم وتتيح لهم الفرصة للإفلات بجلدهم ولحمهم وعظمهم من الحساب والعقاب!

المترشح الذي يفشل في انتقاء مقربيه ومستشاريه ورجال ثقته وأعينه التي تنقل له الحقيقة والواقع مثلما هما عليه حتى وإن كان مرّا، لا يُمكنه حتى في حال فوزه، أن يُنجح برنامجه ويُقنع الناس به قبل وبعد وأثناء تطبيقه، مثلما لا يُمكنه أن يضمن راحته وطمأنينته، طالما أن الكثير ممّن حوله كالفاسق الذي يأتي بالأخبار الكاذبة والمزيّفة!

على المترشحين أن ينتبهوا إلى تكرار “الخطيئة”، فيصبحوا على ما فعلوا من النادمين، وقد تكون فرصتهم الأخيرة، الـ21 يوما من الحملة التي عليها أن تجرف النطيحة والمتردية وما أكل السبع قبل أن يقول الصندوق كلمته!

مقالات ذات صلة