عقلية الغبن
لأنّ نبيل بن طالب يلعب لنادي توتنهام الانجليزي، أو كون رياض محرز ينشط مع لايستر ولو في الدرجة الثانية، فإنّ ذلك يسترعي اهتمام مسؤولي الكرة في الجزائر، بينما لو فعل أي لاعب محلي الأعاجيب ببلاده، فذلك ليس بشفيع !، فأي غبن هذا؟
ما يحدث في جزائر الألفينيات، سبق لنا معايشته قبل عقود، ولعلّ الجميع يتذكر كيف أنّ مواهب عديدة مثل صادمي، بن الطيب، زرقان، عجيسة، أمقران، مكسي، مايدي، مزياني، بوكار، بلخطوات، كشاملي وغيرهم جرى القفز عليهم لصالح شبّال، بن مبروك، مجادي، سنجاق، معطر، حركوك، خيراط، بلاّل، وطبعا كانت الحجة الجاهزة أيام سعدان، روغوف ولموي هي امتلاك هؤلاء لصفة محترفين، والغريب أنّ يزيد سنجاق على سبيل المثال لا الحصر وصل ساعات قليلة قبل مواجهة الجزائر – السودان في 9 جويلية 1987 بعنابة ووجد نفسه أساسيا !
ما حصل في الثمانينيات، تكرّر في التسعينيات ومطلع الألفينيات، حيث دأبت الاتحادية آنذاك على اللهث وراء بن عربية، بلماضي، حمداني، رمضان، سليمي وغيرهم، مع أنّ الاهتمام كان ينبغي أن يحظى به كل من ماتام، بن زرقة، مراكشي، مصابيح، بوكساسة، بتاج، باجي، علي موسى، خياط والقائمة تطول.
الآن، جماعة الحاج تجترّ الخطايا ذاتها، فلأنّ زين الدين فرحات يلعب بالجزائر فهو خارج الحسابات، رغم أنّه أفضل ظهير أيمن، تماما مثل حشود، بن العمري، شافعي، قورمي، مادوني، على سبيل المثال لا الحصر، وطبعا يرتضي ساسة المستديرة استيراد منتوج المدرسة الفرنسية، وحتى الأخير صار محلّ مفاضلة، لأنّه كيف يفسّر روراوة اهتمامها ببن طالب وبن زية، وتعاميها عن عبيد الذي يصنع الأيام الجميلة لباناثينايكوس، وكذا يوسف بلايلي، أم لكونهما ينشطان في اليونان وتونس؟
مستقبل الكرة الجزائرية لا ينبغي أن يبقى رهينة ما ينجبه الفرنسيون، بل بإعادة إحياء المدارس الكروية الجزائرية العريقة، كنصر حسين داي، أولمبي العناصر، رائد القبة، جمعية وهران وعاصمة الهضاب العليا بنواديها الكثيرة، وكل من يتابع كأس إفريقيا للمحليين المتواصلة حاليا بجنوب إفريقيا، يدرك ما وصل إليه الآخرون بمقابل إفلاسنا نحن، مع أنّ الجزائر تملك كثير من زيدان، بن زيمة، ناصري، لكنهم في الظلّ ينتظرون من يأخذ بأياديهم … فقط.