-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عكس الطريقة الأمريكية

الشروق أونلاين
  • 2542
  • 0
عكس الطريقة الأمريكية

كمال منصاري

عضو بارز في شبكة تنظيم القاعدة هو منذ سنة في قبضة الأمن الجزائري و من المنتظر أن يقف عن قريب أمام العدالة. الخبر قد يثير زوبعة إعلامية قد تصل قاعات تحرير الصحافة الأمريكية و حتى مكتب جورج بوش الذي سيكون نائما وقت نشر الخبر نظرا لاختلاف التوقيت بين الجزائر و البيت الأبيض .بوبكر بولغيث المكنى أبو ياسر الجزائري كان المسؤول التجاري لتنظيم القاعدة أي احد المسؤولين الكبار في “الهيكل الإداري” لشبكة أسامة بن لادن العالمية و أحد المطلعين على أمواله و مصاريف أي ما يشتريه التنظيم حتى بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان أي انه رجل ليس مقرب من بن لادن فحسب بل ضريح أسراره و هو ما يبين أهمية المراكز القيادية التي بلغها الجزائريون في التنظيمات المسلحة العالمية.
و الغريب أن هذا الرجل كان من المقربين من رئيس المخابرات الباكستانية الاسبق و وسيطا بينه و بين بن لادن لكن الأغرب من ذلك أنه هذا القيادي موجودا في قبضة الأمن الجزائري بعد أن سلمته باكستان للجزائر خريف سنة 2006 ضمن فوج ضم العديد ممن وصفوا بالانتماء الى القاعدة ثم رحلوا الى الجزائر في اطار المصالحة الوطنية .
و لو وقع أبو ياسر في أيدي السلطات الأمريكية لقامت بالتهويل و الابتهاج و ربما وضفته الإدارة كورقة سياسية لتبيض صورتها في مجال مكافحة الإرهاب و كان لا محالة ستمكن من قبضوا عليه من الاستفادة من ترقيات و مزايا كما كانت ستسمح للرئيس جورج بوش فرصة تحسين سمعته المتدهورة إزاء الزاي العام الامريكي و لربما أيضا كانت ستمكن الجمهوريين من الفوز في انتخابات الكونغرس الأخيرة. و قد وظفت الإدارة الأمريكية حتى الكذب لتحسين صورتها او فرض سياستها في مجال الارهاب حتي عندما يتم القبض على مسؤولين صغار في القاعدة او الابرياء مثل اولئك المعتقلين في غوانتانامو.
أما في الجزائر فقضية تواجده في أيدي الأمن مرت دون تهويل و دون أن ينتهز أي مسؤول سياسيا فرصة لتوظيفها لصالحه او لصالح غيره. فالامر جرى في سرية كما هو مطلوب من مصالح الأمن أي عكس الطريقة الامريكية .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!