الرأي
ركن قضايا تربوية

علاقة التربية التقليدية بالعادات الخاطئة

خير الدين هني
  • 1416
  • 1

الأساليب الخاطئة، في فهم طرق التربية وتوجيه الأبناء والأطفال، كانت تُستقى من العادات الموروثة من الأعراف الاجتماعية، التي كرستها في الوعي الفردي والجمعي عوامل الجهل والفقر والتخلف والظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية، ومنها ما نسب إلى الدين من غير فهم لقواعد التأصيل الشرعي، والصحيح منها ما يؤخذ من المصار الموثوفة، وهي المصادر الصحيحة بأصولها ومناهج نقلها، وطرق توثيقها وتحقيقها، وهي وحدها من تعتبر مرجعا أوّليا في التأسيس لنظريات التربية وبناء المناهج وقواعد التوجيه، بما يحقق الأهداف والغايات التي تسعى التربية إلى بلوغها.

فاعتماد المصادر الدينية والعلمية، والثقافية والتربوية والنفسية والأعراف الاجتماعية الصحيحة في التأسيس للتربية، وأهداف المناهج ونظم التقويم وطرائق التدريس، هو ما يعالج مشكلات التربية والتعليم والتوجيه، ويعدّل الأخطاء التي ترتكب في التأديب والإرشاد، ويزيل عوائق التعلّم ومخرجات التعليم بمقاييسها غير المعيارية، وفي الوقت ذاته يتماشى التأسيس الصحيح المؤصّل، مع التمشيات الاجتماعية التي تستلزمها المرجعيات العليا، وهي المرجعيات المتوافقة مع انتظارات المجتمع وطموحاته البعيدة.

والمعالجة السليمة بأصولها الموثوقة، هي من ترسم خط السير نحو تحقيق الرّشد التربوي، وتوجّه الأبناء والأطفال بالتي هي أسلم وأحسن وأليَن وألطف، ولا ينبغي والحال هكذا، أن تستعمل الغلظة والقسوة والشدة، إلا عند الاقتضاء النادر حينما يصبح التوجيه باللين غير مجدٍ، فحينها يمكن استعمال طرق أخرى لها تأثير، منها تقييد حركتهم ولعبهم وخروجهم إلى الشارع للعب مع أترابهم، أو بعقوبات معنوية تحدُّ من نشاطهم، شريطة ألا تثقل عليهم وتتجاوز قدراتهم ومشاعرهم وعواطفهم.

وينبغي أن يرافقهم شيء من الأفعال، التي تدرّبهم على مهارة الصرامة في الانضباط، حتى لا تتميّع شخصياتهم بالدلال المفرط، ويخرجهم عن القواعد الأخلاقية والسلوكية، المنصوص عليها.

مقالات ذات صلة