عمارة تسبّب في قنبلة موقوتة مع بلماضي ولم يعد رئيسا لـ”الفاف”

يؤكد عضو المكتب الفدرالي، عمار بهلول، في هذا الحوار الذي خص به “الشروق”، أن شرف الدين عمارة لم يعد رئيسا بلغة القانون، لأنه قدم استقالته وفق محضر تم الإمضاء عليه، مضيفا أن ما يقوم به عمارة حاليا خارج عن إطار القانون، مضيفا أن المادة التاسعة تحدد انتهاء عضويته في الفاف..

الذين يدعون إلى استقالة جماعية يريدون دخول كرتنا في مأزق دولي

مشيرا في السياق ذاته أن عمارة لعب بالنار حين تماطل في تلبية طلبات المدرب الوطني جمال بلماضي شهر جويلية من العام الماضي، ما تسبب في أزمة بين الطرفين، في الوقت الذي أكد أن ما يهم في الوقت الحالي هو ضرورة توظيف الجهود من أجل التحضير لجمعية انتخابية تسمح بعودة الاستقرار إلى بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.

بداية، ما تعليقك على وضعية الفاف، وهل فعلا استقال عمارة من رئاسة الاتحادية؟

أجيب عن سؤالك بموجب القانون، حيث إن المادة 9 تحدد انتهاء عضوية “الفاف” في الحالات التالية، حين الاستقالة وعند الإقصاء أو عند الوفاة أو عند عدم تجديد الانخراط تفصل عضويته حالا.. وعليه، نعتبر أن عمارة هو الذي استقال بإرادته وأعلن عنها ودونت في المحضر وفي الموقع وأعلن عنها، وأعتقد أن عضويته انتهت في ذلك الوقت، حيث لا يصح له الحديث باسم الاتحادية.

لكنه تراجع عن الاستقالة، ما تعليقك؟

أعتقد أن تصرفاته وكل ما يقوم به خارج عن القانون، عمارة لم يعد رئيسا للفاف من الناحية القانونية، حيث تنتظره مهمة واحدة فقط وهي تسليم المهام بينه وبين الرئيس بالنيابة محمد معوش.

هل نفهم من كلامك أن الفاف حاليا دون رئيس؟

الفاف برئيس بالنيابة، يقوم بعمله تحسبا للجمعية الانتخابية، وعليه يجب تطبيق القانون حتى يباشر مهامه بعد استقالة عمارة. وفي هذا الجانب، قررنا برمجة اجتماع يوم 11 أفريل لتحضير جمعية عامة انتخابية بمقر الاتحادية.

ما أهم النقاط التي سيتم دراستها؟

العمل على تحضير الجمعية العامة الانتخابية وتحديد تاريخها، واستدعاء اللجنة الخاصة بالترشيح لربط الرزنامة الخاصة بموعد الانتخابات بغية تسلم ملفات الترشيح.

هل سيعقد الاجتماع دون شرف الدين عمارة؟

المادة 9 من القانون الأساسي تؤكد ذلك، وهذا حين صرح بالاستقالة وحين ثبتت الاستقالة في جميع المستويات.

ما تعليقك على مراسلة وزارة الشباب والرياضة الخاصة بمنع ازدواجية المناصب؟

حتى ولو أن لها قراءة أخرى في هذه المرحلة، إلا أنني شخصيا اتخذت القرار للتكيف مع القانون بخصوص قضية الازدواجية، وعليه سأتخذ القرار المناسب، احتمال كبير أعود إلى رابطة عنابة الجهوية بحكم أنني رئيس لهذه الهيئة.

هناك من انتقد خيار عدم استقالة المكتب الفدرالي تزامنا مع استقالة رئيس الفاف، ما قولك في هذا الجانب؟

ليس هناك قانون يحدد نوعية الاستقالة هل هي فردية أم جماعية، ولم يشترط أيضا استقالة أعضاء المكتب بعد استقالة رئيس الفاف، حيث إن القانون يؤكد انه عند الاستقالة يجتمع المكتب الفدرالي في مدة أقصاها 15 يوم لتحضير جمعية عامة انتخابية لانتخاب رئيس يكمل العهدة المتبقية، حيث إن الاستقالة الجماعية أو الفردية تكون بإرادة الأعضاء وليست مدونة في القانون.

ما الذي يحول دون القيام باستقالة جماعية، وهل لها انعكاسات سلبية مثلا؟

المنتخب الوطني مستقل في التسيير ولن يتأثر بمشاكل “الفاف”

الاستقالة الجماعية تؤدي إلى فراغ في التسيير، وهذا يشكل خطرا قد يؤدي إلى تدخل “الفيفا”. يجب أن نفهم أن الذين يدعون إلى استقالة جماعية يريدون دخول كرتنا في مأزق دولي.

ألست متخوفا من تأثير مشاكل الاتحادية على التحديات الرسمية المقبلة التي تنتظر المنتخب الوطني؟

أقول بعد الإخفاق لابد من إعادة النظر في سياسة تسيير كرة القدم، أما المنتخب الوطني له استقلالية في مجال التسيير، فلا اعتقد أن هذا يؤثر، لأن المكتب الفدرالي كان بعيدا عن تسيير المنتخب الوطني منذ العهدة الماضية.

كيف ذلك؟

المنتخب يتواجد في رواق آخر، أمور المكتب لا تؤثر في المنتخب الوطني الذي له عناية كبيرة من الدولة الجزائرية، بدليل لقاء المدرب الوطني برئيس الجمهورية، وما يمكن قوله هو رئيس الفاف هو الوحيد الذي له علاقة مع المنتخب الوطني، أما بقية أعضاء المكتب فقد كانت لهم انشغالات أخرى.

هل تؤكد وجود خلاف كبير بين رئيس الفاف وبلماضي؟

لا يمكن أن أؤكد ذلك، لكن كان مقررا عقد لقاء بين رئيس الفاف والمدرب الوطني في جويلية من العام الماضي لتسوية بعض الأمور، وفي مقدمة ذلك تجديد عقود بعض الإطارات الإدارية للمنتخب الوطني، لكن كان هناك عدم استجابة الرئيس لطلب الناخب الوطني.

هل أثر ذلك سلبا بين الرجلين؟

طلبت من رئيس الفاف ضرورة الاستجابة لجميع طلبات الناخب الوطني لتفادي أي قنبلة موقوتة، وقد أرسلت له رسالة قلت له أنت تلعب بالنار، خصوصا وأن المنتخب الوطني يحظى براعية خاصة من الدولة الجزائرية، لكن يبدو أن هذا التماطل كانت له تأثيراته، حيث لم نشاهد أي اجتماع بين الرئيس والمدرب الوطني، كما لم يتطرق معنا إلى أي مسالة تخص المنتخب الوطني، فنحن الأعضاء كنا نسمع بمشاكل المنتخب الوطني من بعيد.

في الأخير، هل أنت متفائل بتجسيد الإطار القانوني خلال الاجتماع المقبل؟

منذ استقالة الرئيس ونحن نحتكم لقوانين الجمهورية، حيث أن هناك قوانين تفصل وأخرى تحسم، وما يهمنا هو الحرص على مصلحة الكرة الجزائرية وتفادي أي تأثيرات سلبية في هذا الجانب.

أخيرا، ما رأيك في المهزلة التحكيمية التي حدثت مؤخرا وكانت وراء إقصاء المنتخب الجزائري من المونديال؟

يوم 29 جانفي المنصرم ومباشرة بعد الاقصاء من كأس افريقيا الأخيرة التي لعبت بالكاميرون، تحدثت مع الرئيس بمكتبه وطلبت منه أن يمنحني التكفل بالتحكيم في المباراتين أمام المنتخب الكاميروني، وقلت له بالحرف الواحد، أنا مطلع على دواليب التحكيم، بدليل أنه في كأس افريقيا 2019، حيث تمكنا من تغيير حكم كان معينا لمواجهة ربع النهائي أمام كوت ديفوار، بالضغط على الرئيس السابق للكاف أحمد أحمد، بحضور الأمين العام للفاف محمد الساعد، وعضو المكتب الفيديرالي رشيد قاسمي.

كما أنشأنا خلية خاصة لمراقبة الحكام حتى لا يتعرض المنتخب للحقرة، زد على ذلك أملك التجربة بحكم أني محافظ لقاءات في الكاف، طلبت منه أن يكلفني بمقابلتي الكاميرون مجانيا، لحماية المنتخب الوطني، لكنه رفض، وقال لي أنا كذلك لدي مخطط وسأتكفل بذلك… وهنا السؤال المطروح لماذا هذا الرفض، في الوقت الذي كان عليه أن يمد يده لكل من يملك علاقات من أجل حماية المنتخب، وربما اعتمد على أشخاص أوهموه.. وهذه هي النتيجة.