-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عمرها 180 سنة.. قصة أقدم صورة فوتوغرافية لأسوار الجزائر

فاروق كداش
  • 4704
  • 1
عمرها 180 سنة.. قصة أقدم صورة فوتوغرافية لأسوار الجزائر

من المحزن، أن نسمع، ولكن الخبر حقيقي، أن أقدم صورة للجزائر العاصمة التي صورت بتقنية قديمة ونادرة حصلت عليها فرنسا، خلال مزاد أقيم قبل عشر سنوات، بالتحديد في جوان عام 2013. ما قصة هذه الصورة؟ ومن صورها؟ ولم هي نادرة؟ هل هي أول صورة التقطت في الجزائر؟ الشروق العربي تروي القصة وتلتقط الصورة.

هذه الصورة النادرة، تمثل أسوار الجزائر العاصمة، على تخوم القصبة، وهي من نوع داجيروتيب، تم سرقتها من قبل وزارة الثقافة والاتصال الفرنسية، بسعر 30 ألف يورو، في شركة مزادات سوثبي.
الصورة بمقاس 16 سنتيمترا على 12 سنتيمترا، التقطها شخص مجهول عام 1844، بتقنية تصوير فوتوغرافي كانت رائجة، واستمرت عشر سنوات فقط، وهي تقنية داجيروتيب، التي طورها لويس داجير عام 1839. وبالتالي، فإن تقنية التصوير تجعل صورة فريدة من نوعها، خاصة وأن الصور الناتجة عن هذه العملية عادة ما يكون من الصعب الحفاظ عليها.

يُعد هذا الرسم التوضيحي أكثر الشهادات الفوتوغرافية قدما، التي تم جمعها حتى الآن عن حال أسوار مدينة الجزائر العاصمة، قبل أن يعيد المستعمر الفرنسي بناءها على طريقته الأوروبية الأوسمانية. وقد تم العثور على هذه القطعة التاريخية في مجموعات الأرشيف الوطني الفرنسي، في إيكس أون بروفانس، وهو أمر سيئ للغاية. هذه الصورة جزء من تاريخ تراث بلادنا، سرقت من بين التحف والقطع النادرة التي هربتها فرنسا.

تاريخ التصوير في الجزائر

لكن هذه الصورة ليست الأولى التي صورت للجزائر بآلة تصوير داغير، عام 1840. طبعا، صاحب آلة داغير مجهول. صورة مسجد الجزائر على قطعة معدنية من نحاس. بعدها، بعشر سنوات، تأسس أول أستوديو تصوير في الجزائر، “أستوديو جيزار” بباب عزون، وقد استقر لوسيان جيزار السويسري في العاصمة، سنة 1850، بعدها بعامين، توفي، وأرملته جولي أكملت مسيرته، بالاشتراك مع جون بابتيست أنتوان سنة 1855.

وأول مصور محترف في الجزائر، اشتغل مع أستوديو جيزار، يدعى لويس هيبوليت. عام 1875، أنشأ جون جيزار أستوديو في 7 شارع باب عزون، واشتهر عند البورجوازية العاصمية، ويتجول في كل أنحاء الجزائر، حيث حقق موسوعة إثنية مصورة، قد تكون الأكثـر غنى في نهاية القرن التاسع عشر.

جون جيزار احتك بالجزائريين عن قرب، وصورهم بكثير من الاحترام. صوره أظهرت تنوع وأصالة الثقافة الجزائرية، ولم ينغمس في خيال المستشرقين الذين كانوا يصورون عالما أشبه بألف ليلة وليلة وحريم السلطان..

بعد انتشار البطاقة، نشر جون بين 4000 و6000 بطاقة بريدية عن الجزائر. قبل أن يموت في 1923، كان قد عبر في أحدى رسائله، عن حبه العميق للمسلمين الجزائريين، قائلا: “شيخا، كما هي حالي اليوم، إذا كان يتوجب علي تغيير جنسيتي، فسأبحث عن تحقيق هذا بين المسلمين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • فايزة 16

    ما شاء الله ....القصبة الاصيلة في الزمن الجميل