-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وصفهم بالخصوم السياسيين داعيًا لعدم التصويت عليهم

عميد مسجد باريس يستنفر المسلمين ضدّ اليمين المتطرف في فرنسا

محمد مسلم
  • 1212
  • 0
عميد مسجد باريس يستنفر المسلمين ضدّ اليمين المتطرف في فرنسا
أرشيف
عميد مسجد باريس، الجزائري شمس الدين حفيز

تحسبا لانتخابات البرلمان الأوروبي، المرتقبة في التاسع من شهر جوان المقبل، دعا عميد مسجد باريس، الجزائري شمس الدين حفيز، أبناء الجالية المسلمة في فرنسا، إلى المشاركة بقوة في هذه الانتخابات، وشدد على ضرورة معاقبة اليمين الفرنسي المتطرف عبر صناديق الاقتراع، بحرمانه من الحصول على أصواتهم، بسبب مواقفه العدائية ضد المسلمين الفرنسيين.
وفي تغريدة له على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، خاطب حفيز المسلمين الفرنسيين قائلا: “مشاركة المسلمين في الانتخابات، تعتبر إجابة على اللاتسامح والتمييز”، وهو يشير هنا إلى سياسات ومواقف اليمين التقليدي واليمين المتطرف، ولاسيما حزبا “التجمع الوطني” أو الجبهة الوطنية بزعامة عائلة لوبان، وجرو الصهيونية في فرنسا، “إيرك زمور”، رئيس “الاسترداد”، وهو حزب يميني أكثر تطرفا حديث النشأة.
وقال عميد مسجد باريس في رسالة مطولة: “يثير صعود اليمين المتطرف، الذي يعد بالفوز في هذه الانتخابات، مخاوف جدية. تاريخيًا، غالبًا ما ارتبطت الحركات اليمينية المتطرفة بسياسات الإقصاء والتمييز والانقسام. وقد تكون العواقب بالنسبة للمسلمين وخيمة بشكل خاص، وتتراوح من زيادة أفعال الإسلاموفوبيا والتمييز إلى تعزيز القوانين التقييدية التي تستهدف الممارسات الدينية والثقافية”.
وبالنسبة لشمس الدين حفيز، فإن “مثل هذا النصر (المزعوم) يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية، وتعزيز الصور النمطية السلبية وزيادة تهميش هذا المجتمع، وبالتالي المساس بالمبادئ الأساسية للحرية والمساواة والأخوة. ومن الأهمية بمكان أن يحشد المواطنون جهودهم للدفاع عن مجتمع شامل يحترم حقوق الجميع”.
ويشدد الرجل الأول في مسجد باريس على حتمية انخراط الجالية المسلمة في الانتخابات المقبلة بقوة: “فرنسا وطننا. وباعتبارنا مواطنين فرنسيين مسلمين، فمن الضروري أن نتذكر أن مشاركتنا في الانتخابات الوطنية والأوروبية ليست مجرد حق غير قابل للتصرف، بل إنها مسؤولية مدنية ذات أهمية قصوى”.
ويحذر: “مثل العديد من مواطنينا، ابتعد العديد من المسلمين في فرنسا عن السياسة، بعد أن خاب أملهم بسبب الوعود الكاذبة والآمال المخيبة للآمال. ومع ذلك، في السياق الحالي، من الأهمية بمكان أن نقوم بالتعبئة. إن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد بادرة ديمقراطية، بل هي تأكيد لمكانتنا ودورنا في المجتمع الفرنسي”.
ويلفت عميد مسجد باريس الانتباه إلى أن “التصويت في الأنظمة الديمقراطية يعد حقًا أساسيًا لجميع المواطنين. وبالنسبة للمسلمين في فرنسا، فإن هذا الحق مصحوب بواجب: وهو المساعدة في تشكيل مستقبل أمتنا. ومن خلال ممارسة هذا الحق، لدينا الفرصة للتأثير على السياسات والقادة الذين سيحددون اتجاهات مجتمعنا. إن التزامنا السياسي هو شهادة على رغبتنا في المشاركة الفعالة والبناءة في حياة بلدنا”.
ولم يفته التذكير بأن “الإسلام يشجعنا على أن نكون مواطنين فاعلين، وأن نعمل من أجل الصالح العام. وفي هذا الصدد، أود أن أدعوكم إلى استكشاف التحالف الأساسي بين الإسلام والديمقراطية منذ ظهوره. وهذا المفهوم المعروف اليوم بالديمقراطية يجد ترجمته في مبدأ الشورى”، الذي أكدت عليه النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة، كآلية من آليات إدارة الشؤون السياسية، التي يجب أن تقوم على “تعزيز الخير ومحاربة الشر. ومن خلال التصويت، يمكننا دعم السياسات والمرشحين الذين يدافعون عن الصالح العام ويحاربون الظلم والفساد، وفقًا للمبادئ الإسلامية”.
وهاجم عميد مسجد باريس ما وصفها “الحركات التي تعلن انتماءها إلى الإسلام، وتتسم بروح من الانعزال والطائفية الضيقة”، والتي تزعم، كما قال، أن المسلم لا يستطيع أن ينتخب غير المسلم. وقال: “نراهم، بمساعدة مقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، ينصبون أنفسهم كدعاة فخريين، وينشرون جهلهم إلى الصغار ويتلاعبون بحماستهم الدينية. إن هذه الخطابات التبسيطية والخاطئة تهدف إلى زرع الشك وصرف شبابنا عن مبادئ الإسلام الحقيقية”.
وانتقد حفيز هؤلاء الذين وصفهم بـ”الدعاة الزائفون، الذين لا يحصلون على تدريب ديني جاد في كثير من الأحيان، ضعف الشباب لنشر أفكار تفرق بدلا من أن توحد. إنهم يغذون مناخاً من عدم الثقة والرفض تجاه المؤسسات الديمقراطية، بدعوى أن المشاركة السياسية تتعارض مع العقيدة الإسلامية. لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة”.
وتوعد عميد مسجد باريس هذه الفئة قائلا: “الأمر متروك لنا، نحن المسؤولين عن المؤسسات الدينية، الذين نعتمد على أئمة ذوي تدريب متين، لمحاربة هؤلاء الجهلة، ولفت انتباه الشباب الفرنسي المسلم إلى هذه الأخطاء، سواء بقصد أو بغير قصد. وعلينا مسؤولية أن نتذكر أن الإسلام، بعيد عن الدعوة إلى العزلة، يشجع أتباعه على المشاركة بنشاط في المجتمع الذي يعيشون فيه. ومن الضروري أن نظهر أن إيماننا لا يمنعنا من المشاركة الكاملة في الحياة المدنية، بل على العكس تماما”.
وخلص أخيرا إلى أن الإسلام “يرى أن المشاركة المدنية والسياسية لا تتوافق مع المبادئ الإسلامية فحسب، بل إنها ضرورية أيضًا للمسلمين لتقديم مساهمة إيجابية في المجتمع. وهم يعتبرون المشاركة الانتخابية وسيلة لتعزيز العدالة والدفاع عن حقوق الأقليات والعمل من أجل الصالح العام”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!