-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أشواق رمضانية

عندما تتحرّك فطرة الخير في النّفوس

سلطان بركاني
  • 2496
  • 0
عندما تتحرّك فطرة الخير في النّفوس

يومان ويحلّ علينا ضيف عزيز هو رمضان، شهر التّوبة والمغفرة والعتق من النّيران. ضيف عزيز كريم تحنّ إليه النّفوس وتشتاق إليه الأرواح وتنشرح له الصّدور، يحسّ فيه العبد المؤمن بأنّه في أمسّ الحاجة إلى الاهتمام بدار البقاء وتطهير قلبه من التعلّق بدار الفناء. يجد فيه للصّيام لذّة وللصّلاة حلاوة وللدّعاء والذّكر وقراءة القرآن رقّة وخشوعا.. خاصّة عند ساعة الإفطار، وساعة الفراغ من صلاة القيام.. حين يحسّ المؤمن أنّه ما صام ولا قام إلا لله وطلبا لمرضاته جلّ في علاه.

ليالي رمضان وأيامه هي أسعد اللّيالي والأيام لمن صام يبتغي وجه الله وحافظ على الصّلاة والقيام، ونهى النّفس عن الذّنوب والآثام، وأحسّ بأنّه يزداد قربا من الله ذي الجلال والإكرام.

كم من عباد لله أسلموا وأعتقوا من النّار في رمضان.. كم من تائب منيب استقام على دين الله كانت بدايته لحظة صدق مع حلول شهر رمضان.. كم من عبد مؤمن هو الآن في قبره ينعّم ويعرض عليه مقامه في الجنّة غدوا وعشيا، أعتق من النّار في يوم من أيام رمضان التي عاشها في هذه الحياة.

إنّه شهر تتحرّك فيه نياط كثير من القلوب، وتدبّ الحياة في كثير من الأرواح.. كثير هم أولئك الذين يحسّون مع اقتراب شهر رمضان بداعٍ يدعوهم للعودة إلى الله، بشيء في دواخلهم يدعوهم للتّوبة إلى مولاهم جلّ في علاه، إلى إصلاح أحوالهم وتنظيم أوقاتهم، وبدء صفحات جديدة في حياتهم.

إنّها فطرة الخير التي تنتفض في داخل كلّ عبد مؤمن في هذا الشّهر، وتدعوه للعودة إلى أصله الطيّب، ووالله لو أحسن استغلال هذا الدّاعي في نفسه، وصدق مع الله، ودعاه جلّ في علاه، أن يأخذ بيده إلى حيث طاعته ورضاه، لأصبح إنسانا آخر بإذن الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!