-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عندما يصبح الفوز على بوركينا فاسو حدث السنة

عندما يصبح الفوز على بوركينا فاسو حدث السنة

دأبت العديد من الصحف والقنوات والإذاعات الجزائرية، على تقليد، جرد أهم الأحداث الوطنية في الجزائر خلال السنة. وفي الوقت الذي اختفى رئيس الجمهورية عن صناعة صور التدشينات ووضع حجر أساس مختلف المشاريع، طغى تأهل المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى كأس العالم على أحداث أكثر من ثلاثمئة وستين يوما، تكفي لبناء أمّة، خاصة أن السماء لم تبخل على البلاد يغيثها النفطي، كما هو حال السنوات “الخضر” السابقة. ورغم أن التأهل إلى كأس العالم جاء هذه المرة بهدف فاقد للفن والجمال، إلا أن بداية مختلف الحصص ومختلف المقالات ونهايتها كانت مزينة بهذا التأهل، الذي قد يمتد ليجعل أيضا، أهم حدث في الجزائر هو المشاركة في كأس العالم سنة 2014.

 

وعندما يصبح أهم حدث في بلاد مساحتها أكثر من مليوني كيلومتر مربع، وعدد سكانها قارب الأربعين مليون نسمة، وثروتها المالية في حدود المائتي مليار دولار هو هدف في مرمى بوركينا فاسو، فإننا سنكون قد أسأنا إلى لعبة القدم التي حولناها إلى لعبة العقل والقلب، حتى عجز مليون ونصف مليون طالب وأكثر من عشرين مليون عامل عن تقديم إنجاز واحد، يمكننا سرده ضمن إنجازات الجزائر خلال سنة كانت مليئة بالاحتجاجات وبسوء الأداء السياسي الذي يوحي أن سنة 2014، قد لا يكون فيها، لا إنجاز الأذهان ولا إنجاز الأقدام.

في اليابان، حافظت جامعة طوكيو على مركزها الأول آسيويا، وقدمت خلال السنة الأخيرة، أكثر من أربعة آلاف اختراع، دخل عالم الإنتاج وأيضا التصدير إلى الخارج. وفي أندونيسيا تمكنت مصانع الباخرات التجارية والسياحية خلال السنة الحالية من تصدير منتجاتها إلى أوربا والولايات المتحدة الأمريكية. وفي أوكرانيا تم الاحتفال بتمكن البلاد من تصدّر السياحة في أوربا. كما أعلنت البرازيل اكتفاءها الذاتي في الغذاء لأول مرة في تاريخها. ولا أحد تحدث عن تأهل منتخب بلاده إلى كأس العالم أو احتضان بلاده لمنافسة كروية كإنجاز الموسم، في الوقت الذي نصرّ نحن على  اجترار أحداث مباراة كرة مضغناها في منتصف شهر نوفمبر الماضي، وجعلناها بريق أمل، لأن يكون إنجاز السنة القادمة هو التأهل إلى الدور الثاني من منافسة كأس العالم. 

الذين يطالبون بالنظر إلى نصف الكأس الجزائري المملوء، هم أنفسهم صاروا يساهمون في إفراغ الكأس من القطرات التي تبقت فيها، وتهشيم زجاجها، فهم تارة يدافعون عن الصفر، ويصرون على أنه رقم موجب، وتارة أخرى يبحثون عن أرقام وهمية ليملؤوا بها المسامع والأبصار، في الوقت الذي شارف العام على النهاية. ولا أحد سأل وزارة التعليم العالي عن إنتاجها الفكري خلال عام وليس رقم مليون ونصف مليون طالب وستين جامعة وثلاثمئة إقامة جامعية، أو سأل وزارة الفلاحة عن إنتاجها الفلاحي، أو وزارة الصناعة عن منتجاتها الجديدة؟  

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!