-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن ألعاب البحر المتوسط 

عن ألعاب البحر المتوسط 

بالرغم من أن بلدا بحجم الجزائر، بمساحته وكثافة ساكنيه وثرواته وتاريخه وجغرافياته، من المفروض أن يسعى إلى احتضان منافسات من حجم الألعاب الأولمبية أو كأس العالم لكرة القدم، أو بطولات العالم في مختلف الرياضات الجماعية والفردية، إلا أننا ملزمون بأن نلحق بقطار الرياضة من أجل أن نصل، لتفادي عدم الوصول، من خلال إنجاح دورة ألعاب البحر المتوسط في مدينة وهران بعد بضعة أيام، حتى نبني عليها دوراتٍ وبطولات تعيد الجزائر إلى مركزها الريادي على المستويين الإفريقي والمتوسطي، وهي التي احتضنت ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1975 أي بعد ثلاث عشرة سنة فقط من استقلالها وحققت خلالها نجاحا كبيرا تمثل في بنية رياضية تحتية من أعلى طراز، مازالت إلى حد الآن هي ما ينقذ الجزائر من بعض المشاكل، وعلى رأسها ملعب الخامس من جويلية الذي كان في بداية سبعينيات القرن الماضي عندما تم تدشينه، أحد أكبر وأفخم ملاعب العالم، ناهيك عن قاعة حرشة وخاصة القاعة متعددة الرياضات التي جعلت رئيس الوفد اليوغوسلافي في ذلك الوقت، يقرّ بأن الجزائر رفعت السقف عاليا، ومن الصعب على مدينة سبليت المرشحة لاحتضان ألعاب 1979 المتوسطية أن تكون في مستوى ما قدّمته وما امتلكته الجزائر.

لن نزعم أن ألعاب البحر المتوسط ذات قيمة فنية كبيرة، فلم يحدث وأن تحطّم فيها رقمٌ قياسي أو شارك فيها بطلٌ عالمي كبير مع استثناءات نادرة، ولن نزعم أن الألعاب المتوسطية تلقى متابعة كبيرة، حتى في البلدان المتوسطية، ولا يمكن لهذه الألعاب أن تلعب دورا إشهاريا للسياحة مثلا، ولكنها مع ذلك هي “بروفة” حقيقية لتحديات كبيرة، قد تطلقها الجزائر في المستقبل القريب، ولِمَ لا السعي إلى تقديم ملف تنظيم كأس العالم في أقرب الدورات، بعد أن صار إنجاز مركّب ضخم لا يكلف أكثر من سنة واحدة لدى بعض بلدان المعمورة، مستغلّين في ذلك الراحة المالية التي تعيشها الجزائر، والمرشحة لمزيد من البحبوحة، بعد أن تستغل مزيدا من الثروات الباطنية والسطحية من غاز وذهب وحديد وطاقة شمسية، وأيضا هذه الصحوة التي ظهرت في بعض القطاعات وصارت تبشّر بتحسُّن تدريجي للوضع العامّ.

يجب ألا يكون نجاح ألعاب المتوسط في وهران مقبولا أو حسنا، فعلى الجميع أن يسعوا إلى تحقيق العلامة الكاملة، وأن نتفق على أن وهران هي بداية فقط، لجعل كل الولايات الجزائرية، أو على الأقل الكبيرة منها، صالحة لأن تكون عواصم عالمية في الثقافة والرياضة والسياحة على مدار أيام السنة، وليس لمدة أسبوعين فقط، وأن تبقى وهران ما بعد ألعاب المتوسط مواصِلة لتطوُّرها، وقوية برياضتها ونظيفة ومنظمة كما هو الحال حاليا، حتى لا تتكرر مهازل بعض التظاهرات التي كانت تعيد المدينة إلى سباتها بمجرد أن يتم انتهاء تلك التظاهرة أو ذاك المهرجان، كما كان حال تيمقاد وجميلة مع مهرجاناتها، وحال قسنطينة وتلمسان مع تظاهرتي عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، فقدَرُ “البحر” هذه المرة ألا يكون رمادي اللون ومتوسط الحجم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!