-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن أي دستور نتكلم!!

‬فوزي أوصديق
  • 5567
  • 1
عن أي دستور نتكلم!!

الكل يعيش أحلام اليقظة…والكل يريد أن ينام..ولكن البعض لن يتركه الخلود للنوم دون أن يحقق أحلامه!!…

  • على خلفية هذا الواقع “المريب” من طرف جميع الأطراف المشاركة في الحوار في ظل انعدام الثقه المتبادلة، البعض منهم يتوهم أن الحوار “العميق” في ظل غياب الشخصيات،  والاحزاب “العميقة” سينجح،  وفي المقابل الأحزاب والشخصيات العميقة بدورها، متخوفة من الصيد المعد لها سلفا سماته التسويف والإقصاء، أو الاستمرارية غير المعلنة بالرموز والديكور القديم!!…
  • عن أي دستور نتكلم!!… وعن أي حوار معمق نتكلم في ظل غياب…الشفافية وآلياته من البداية، فالحوار،  -معذرة- الجاري هو حوار الطرشان، الكل يفلسف، ويتفلسف عن الحوار،  الدستور،  الثوابت..والكل يريد أن يقول أنه “الوحيد” الذي يملك العصى السحرية، وأنني احياناٌ لما أتابع المداخلات للأحزاب ،  والشخصيات الثقيلة على التلفزيون،  فإنني أتحسر،  وأتأسف لأننا للمرة الألف أخطأنا “مواعيدنا ” المصيرية مع التاريخ!! والأزمة لم تنته بعد!!… والارتجالية باقية!!…
  • فالدستور الذي لا يزول بزوال الرجال والمؤسسات التي لا تتغير بتغير السياسات والألوان، و”الصامد” في أداء خدمته العمومية، لن يصنع، أو يؤسس بهذه المنهجية المتبعة حالياٌ، ولكن بأساليب أخرى جربتها العديد من الدول، فاستطاعت أن تخرج من عنق الزجاجة، وأن تبني لنفسها مشروع “دولة-أمة” يحتوي في طياته على كل التناقضات، والاختلافات كعامل إثراء وتنوع، وليس كعامل إقصاء وتشرذم…
  • ونحن- شاهد على الحال -في جزائرنا، يبدو أن الطريق مازال شاقا، ولا ننتظر خروج النفق بانتهاء جولات الحوار الحالية!!…
  • فالحوار المعمق، يطبعه “اللاحوار المعمق” بالإقصاء للعديد من الشخصيات، والتوجهات الايديولوجية أو تهميش بعض الجميعات، وأنني لا أذكرها-حتى لا أحسب عليها، أوأتهم أنني أعمل لصالحها-، ولكن حوار اللاحوار الكارتوني تطبعه الأحزاب المجهرية، والشخصيات التي قد لا يعرفها المجتمع الجزائري وغير مؤثرة، ولكن في ظل سياسات التعويم، والإحصاءات الموجهة، لا يمكن أن ننتظر دستوراٌ، او عصا سحرية قد تغير من الواقع القانوني والدستوري الذي يطمح إليه كل جزائري!!…فالنتيجة من جنس العمل…
  • عن أي دستور نتكلم؟! فالإشكالية المطروحة والتي ستطرح مستقبلاٌ،  إن أردنا دستوراٌ يكون فيه الشعب مصدرا للسلطات حقيقياٌ، ويخلد لأصحابه لا يولد بالولادة القيصرية ولكن ولادة طبيعية باكتمال العدة.. فالوسيلة، والآليات، والسياسات ورفع التوصيات، ثم الكل ينتظر في غرفة الانتظار ما ستسفر عنه “رغابات الحكام”!!؛ فهذه الآلية مضى عليها الزمن، ومحل انتفاضة وردة في العديد من الدول العربية، لذلك إما نصنع التاريخ، أو نكتبه، ولنعتبر بما هو جار حولنا!!…
  • فالدستور والإصلاحات العميقة، تتقبل النقد أكثر من التطبيل…، تتقبل السماع للآخر أكثر من السماع للذات عبر واجهات متنوعة…، تتقبل العفو والصفح عن الكل دون استثناء..، يبدو أن هذا “الإطار العام” المرجعي معدوم من البداية، … ولذلك نريد دستوراٌ “يطرزه” الجميع، ويهندسه الكل، ويفصل على مقاس ستة وثلاثين مليون جزائري أو أزيد، وليس على مقاس شخص معين، أو لجنة فاقدة للشرعية، أو مجموعة عددية بعيدة عن أغلبية المجتمع!!…
  • هذه المواصفات، والانطباعات، هي انطباعات مستوحاة من تجارب العديد من الأمم، التي أرست ديمقراطية حقيقية، ودستورا عاكسا للأمة وطموحاتها، وأحلامها أصبحت مواكبة للتطور الحاصل فيها، وبدونها فهي”بريكولاج” أو عملية لصق فقط، قد تتبدد بتبدد اللاصق مع الزمن، وتعود بعد ذلك حليمة إلى عادتها القديمة وإلى وجهها القبيح!!
  • فهل وصلنا لقبول كل ذلك؟، وهل حان الوقت لنتكلم عن دستور حقيقي رغم الجرعة المرة أثناء الإعداد له، وإن شاء الله سيكون الشفاء حليفنا، وإن كان غير ذلك…فالأزمة معشعشة.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الجيلالي سرايري

    هي مجرد مشاورات وليست حوارا وطنيا والمعروف ان الاستشارة غير ملزمة فالسلطة في بلادنا تريد سماع اراء الاحزاب والشخصيات فقط ولا تحاورلايوجد نقاش ولا اخذ ولا رد وبالتالي فان النتيجة معروفة لاتغيير لا تغيير