-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن إنصاف جمعية العلماء من شباب الباحثين الجزائريين

حسن خليفة
  • 525
  • 0
عن إنصاف جمعية العلماء من شباب الباحثين الجزائريين

ما أكثرَ ما تطفو على السطح، بين الفينة والأخرى، تلك الأصوات النشاز، في جوقة بغيضة، تردّدُ، ، مجموعة، من الأباطيل والتخرّصات، على إيقاع الكذب والبهتان،، تبتغي الإساءة، لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وتقبيح صورتها، وتشويه سمعتها.
ويكون ذلك عادة بمحاولة “إثبات” بعض الأفكار والتصوّرات، ومنها : أنه ليس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين،، أي دور أو أي جهد في العمل الوطني عامة، وفي الثورة التحريرية المجيدة خاصة .
لقد، ردَّد ذلك سياسيون وأشباه سياسيين ، وأشباههم من الكُتاب والإعلاميين والمؤرخين .. وسواهم …
وما أجمل أن يأتي تكذيب هؤلاء المتخرصين القوّالين دون دليل ولا حجة ولا برهان من أكثر من طرف
1- من مجاهدين شهدوا الثورة؛
2- وكتّاب ومؤرخين؛
3- ومن أكاديميين ذوي علم وخبرة، وأهل بحث وتنقيب وتحليل، وأطروحاتهم المخطوطة والمطبوعة، تزيد عن المائة، وستزيد مع الوقت، ومع انكشاف المزيد من الحقائق والوقائع التاريخية.
4- كما أن ثمة باحثين في بداياتهم وطلبة دكتوراه..وهم كثرة كاثرة، يزداد عديدها ويكبر حجمها مع الوقت، لديهم هذا الاهتمام بالبحث والتنقيب وكشف وبيان الحقائق في موضوع جمعية العلماء وأدوارها خلال العقود الماضية من تاريخ الوطن (من بدايات القرن العشرين ومطالعه إلى الاستقلال).
يثبتَ ذلك، أن الجمعية مكفولة الحقّ مصونة الجانب فيما يتصل بتاريخها وجهودها وجهادها، ولعل أسرار الإخلاص لله تعالى من علمائها المجاهدين، وعمل أعلامها ودعاتها وأساتذتها، بنزاهة ورسالية وصدق، واستفراغ جهد مع الصدق والإحسان، هو الذي عاد عليها بهذا الحفظ وصيانة الحقيقة … “والله لا يضيع أجر المحسنين”.
تلك هي خلاصة، متابعتي، لملتقى “الشيخ محمد البشير الإبراهيمي” الدولي الرابع الذي احتضنته كلية الآداب واللغة (برج بوعريريج) على مدار يومين كبيرين كاملين، بمشاركة أكثر من 80 باحث وباحثة من جامعات الوطن المختلفة، في موضوع رائع كبيرحمل عنوان:
“الثقافة الوطنية وتقويض الخطاب الكولونيالي: المنطلقات والنتائج”.
إنه مما يمكن لأي باحث نزيه، ودارس متحرّ للصدق والأمانة أن يستخلصه من، أشغال ذلك الملتقى أن الجمعية هي الرابح، الأكبر، ومع ربحها ربح للجزائر كلها.
وإن المستنطق، لعناوين المحاضرات والمداخلات وما أكثرها فضلا عن مضامينها وأفكارها، يتأكد بشكل قاطع، ويعلم علم اليقين أن كل الجهود التي تريد أن “تشوّش” على الجمعية وتلصق، التُّهم بها، وتقزّم جهودها في الحركة الوطنية (إصلاحا ونهوضا وجهادا وكفاحا، وصولا إلى الثورة) …كل تلك الجهود ذهبت وستذهب أكثرفي المستقبل، ، أدراج الرياح، وستكون بلا أي قيمة علمية أو معرفية.
وقد يسأل سائل هنا، لماذا وكيف؟
والجواب الذي هو أشبه بصفعة لخصوم الجمعية، بل فلنقل لخصوم الإسلام والجزائر.
الجواب:
أن الرأي الغالب، في مخابر ومراكز، البحث في الجامعات الوطنية، وعند عموم الباحثين والأساتذة، أن جمعية العلماء هي صانعة النهضة الوطنية في كثير من مجالاتها، وهي التي هيأت، البيئة، وزرعت، بذور الخير والصلاح، بل صنعت الوعي وشيّدت مصانع الرجال والنساء العاملين والعاملات للوطن.
جاء، ذلك بإجماع المشاركين في الملتقى الضخم الراقي الذي رعته جامعة برج بوعريريج (جامعة محمد البشير الإبراهيمي).
والحقّ أقول : إن ذلك انتصار للحق وانتصار للجمعية التي تجد من بعض الحاقدين إصرارا على، ممارسة التدليس والكذب بوقاحة وفجور، وكل همّهم أن يعملوا على ترسيخ فكرة “أن الجمعية لم تشارك في الثورة” ..فجاء من يقول لهم : إن الجمعية لم يقتصر عملها على المشاركة في الثورة، وإنما هي التي هيأت للثورة المجيدة، وهي التي زرعت بذورها في عقول ونفوس وقلوب الجزائريين والجزائريات، بجهودها التي امتدت على مدار أكثرمن، أربعين عاما.
كانت، كلمات مستشار الجمهورية الأستاذ عبد المجيد شيخي، وكلمة المؤرخ الكبير د.محمد العربي الزبيري، وكلمة المجاهد عبد الله عثامنية، وكلمة الأستاذ عمار بن خروف، وكلمة الأستاذ حسين عبد الستار وكلمة البروفيسور محمد الأمين بلغيث .
كما كانت مداخلات غيرهم من المشاركين تؤكد جميعها على، “عمق” القناعة العلمية ورسوخها بخصوص جهود وجهاد، جمعية العلماء الذي تنوّع ،وتعددت وجوهه، كما تنوّعت وسائله وأدواته، مما لا ينكرُه إلا جاحد ذو ضغينة، وحقد وذو خلفية أيديولوجية كارهة للإسلام في حد ذاته.
إنها لمحطة حق تناغمت، فيها ألوان الحقّ والتاريخ والثقافة والفكر والدين، ممتزجة بدماء الشهداء والمجاهدين الذين نضج فكرهم واستقام، ووعت قلوبهم حقائق الأشياء فترجمت جهادا في وجه المحتل الغاضب الظالم الآثم.
تحية لمئات من شباب الباحثين والباحثات في جامعاتنا، وهم يؤدون واجب الشهود العلمي والبحثي نحو تاريخ بلادهم المجيد، ويعيدون، “الحقائق” إلى نصابها ومقامها الزكيّ العالي، كما يعيدون صياغة ملامح الوطن، الجميل الرائع الذي تمتزج فيها (ملامح ) الجغرافيا بالتاريخ، بالتراث، بالأصالة، بالصلابة، باليقين والحق المبين. والله تعالى نسأل أن يمنّ علينا بمن يحفظ تاريخ الوطن ويصون مبادئه وقيّمه، وينقل تجربة الكفاح الإنساني الاستنائي إلى الأجيال الصاعدة القادمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!