-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن الفرقة الناجية

عن الفرقة الناجية

أتابع ما يكتبه الأستاذ سلطان بركاني في جريدة الشروق، وأقول له ما علق به الأستاذ الفضيل الورثلاني على ما كان يكتبه الشيخ أحمد سحنون في جريدة البصائر، وهو “طِرْ في هذه الأجواء”.

كتب الأستاذ سلطان بركاني في يوم الاثنين الماضي (10/1/2022) عن “عقيدة الفرقة الناجية”، اعتمادا على ما يُنسَب إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- من أن أمّته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي كما قال: “ما أنا عليه وأصحابي”.

أعلم من مطالعاتي أنّ هذا الحديث لم يسلم من تضعيف له سواء من حيث الرواية أو من حيث الدراية. ولا شأن لي بذلك، وهو لأهل الحديث النبوي الشريف.

زرتُ ذات يوم الأخ الدكتور محمد ناصر -شفاه الله- وهو من إخواننا الميزابيين الذين يتمذهبون بالمذهب الإباضي، الذي يتفق في كثير من القضايا مع الفقه المالكي. (أنظر كتاب الشيخ محمد الشيخ بلحاج: أصول الجمع وكليات الوفاق بين المذهبين الإباضي والمالكي).

بعد ما تجاذبنا أطراف الحديث في قضايانا الوطنية، وقضايا الأمة الإسلامية، قلت للأخ محمد: هناك مسألة تشغل بالي، ولم أجد لها جوابا، فقال: ما هي؟ قلت: إن صحّ “حديث” افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وأنا أعلم أن كل فرقة تدّعي أنها الفرقة الناجية، فمعنى ذلك أننا لن نلتقي في الآخرة، لا في الجنة ولا في النار -عياذا بالله منها – لأنه إن كانت فرقتُك هي الناجية فسأكون في صحبة أبي لهب وأبي جهل وذكرتُ بعض معاصرينا، وإن كانت فرقتي هي الناجية فستكون في صحبة من ذكرت ممن نعرف ونستيقن أنهم مع كبيرهم الذي أضلّهم عن سواء السبيل.

ارتشف الأخ محمد رشفة من الشاي، وتبسم كأنّ الأمر ليس جدّيا، وما عرفتُ الأخ محمدا إلا جادا في مثل هذه القضايا، ثم قال: سنكون معا في الجنة إن شاء الله بفضله تعالى ورحمته.. ولمّا لم ير اقتناعا في ملامح وجهي، أردف قائلا: “أرى أن الفرقة الناجية -إن شاء الله- هم الصالحون في كل مذهبٍ من مذاهب المسلمين”. وأحسستُ كأنّ جبلا حط عن كتفي.. ولم أسأل الأخ محمد إن كان هذا الجوابُ من مقروئه أو مسموعه أو من اجتهاده.

وبعد مدة التقيتُ الشيخ عبد الرحمان شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأخبرته بما قال الأخ محمد ناصر، فردّ الشيخ بقوله: إن هذا الجوابَ هو “فقهُ الفقهِ” الذي تحدَّث عنه الإمام محمد البشير الإبراهيمي.

وعندما تألمتُ كلام الأخ محمد، استعرضتُ نشأة “خير جمعية أخرجت للناس” ونشاطَها، وهي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فوجدتُ من أعيان مؤسسيها الإمام إبراهيم بيوض، والشيخ أبو اليقظان، وغيرهما وهم من أعلام الإباضية في التاريخ المعاصر. أمّا ما اختلفنا فيه فأمره إلى الله البر الرحيم، ويكفينا أن نتعايش بمودّةٍ وتعاون على الخير في هذه الجنّة الأرضية التي اسمها الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • قل الحق

    لن ادعي الظلوع في العلم الشرعي و حاشا ان اتطاول على المشايخ حفظهم الله، لكنني اجد فطرتي تخبرني ان الفرقة الناجية هي الصالح من عباده من اي جماعة كانوا و هو الوحيد عز و جل من يعلمهم، و ليس تماما كما يصور لنا اليوم فرقا معينة بذاتها تحت راية شيخ، لاننا نرى بام اعيننا ان الصلاح متفاوت بين افراد الجماعة الواحدة الى درجة انشقاقهم و نبز بعضهم البعض، و الله اعلم بعباده نساله المغفرة و الهداية الى كل ما يحبه و يرضاه.

  • يوسف الشاوي

    يا أستاذ أستغرب من كلامك هذا. أولا, الحديث ثابت وربنا يقول: فَإِنْ ءَامَنُواْ بِمِثْلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ ۖ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِى شِقَاقٍۢ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ من لم يؤمن بمثل ما آمن به الصحابة فليس بمهتد. ثانيا, الفرق الضالة لا تخلد في النار ما دامت مسلمة. وهذ معلوم. ثالثا, الإباضية فرقة ضالة من الخوارج وهذا ليس وليد اليوم.