الرأي

عن (محمد) درويش!

قادة بن عمار
  • 1012
  • 3
ح.م

تابعت بالأمس، نشرة ثقافية عبر إحدى القنوات الوطنية، وهي قناة خاصة، تطرقت فيها الزميلة المذيعة لخبر احتفال الجزائر بالذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، لكن المذيعة لم تجد حرجا في قراءة الاسم (محمد) بدلا من محمود، بل وكررته أكثر من مرة لتؤكد بأنها لا تعرف أصلا اسم درويش ولا شعر درويش ولا نضال درويش!

مثل هذه الأخطاء في نشرات ثقافية (وحتى سياسية واقتصادية ورياضية) قد لا تتحملها الصحفية لوحدها بل يتحملها أيضا رئيس التحرير وفريق الإعداد (هذا إن وجد أصلا رئيس تحرير ومعه فريق إعداد!!) لكنها تطرح في الوقت ذاته إشكالية التكوين، وكيف أن عددا كبيرا من خريجي الجامعة الجزائرية (المنكوبة) يجهلون أصلا الكثير من المعلومات ويعزفون عن توسيع معارفهم بالشكل الكافي والمطلوب مهنيا، بل ويهتمون فقط بأشكالهم الخارجية و”بأطنان الماكياج على وجوههم”، أكثر من معرفتهم العلمية!

زيادة على أن القنوات عندنا باتت لا توظف الأحسن معرفة ولا الأكثر تأهيلا من الناحية العلمية بل بات التوظيف في معظمه مرتبطا بالعلاقات الخاصة والمحسوبية، لا فرق في ذلك بين قناة عمومية وقناة خاصة!

مثل هذه الأخطاء لا تقع فقط في قنواتنا الجزائرية الخاصة، بل شاهدت قبل أيام مذيعة أخرى في قناة عربية مشهورة وكبيرة جدا، وهي تخلط ما بين فيلم ومسلسل، وتقول لزميلها الذي جاء للحديث عن آخر أخبار الفن السابع إنها تابعت قبل أيام فيلما جميلا عنوانه (….) وذكرت اسم مسلسل أمريكي شهير!

وطبعا، فإن زميلها الذي صدم من المعلومة لم يجد غير إكمال فقرته مع التصحيح لها بشكل غير مباشر قبل أن تعيد الخطأ ذاته وكأنها تلح عليه!

لا يوجد أفضل من التكوين المستمر في مجال الصحافة، والمعارف لا تتوقف عند حدود الحصول على شهادة جامعية ثم الجلوس على مقعد المذيع أو المحرر، بل يجب تكريسها بمعلومات أكبر، وباجتهاد لا يتوقف فالصحافة تتيح لصاحبها التنويع في معارفه، والتعلم بشكل دائم!!

مقالات ذات صلة