-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن مصطلح المغرب

عن مصطلح المغرب

كلمة المغرب هو اصطلاح جغرافي يدل على جهة، هي المكان الذي تغرب منه الشمس، ويقابله المشرق، أي المكان الذي تشرق منه الشمس، والجهتان الأخريان هما الشمال (بفتح الشمال) والجنوب.

أطلق العرب مصطلح المغرب على المنطقة الممتدة من غرب مصر إلى المحيط الأطلسي، فيكون من ضمنه ليبيا وتونس والجزائر ومراكش، ثم أضيفت في الحديث دولة موريتانيا.

إلى منتصف الخمسينيات، كان ما يسمى اليوم “المغرب” يسمى “مملكة مراكش”، وكان يطلق على حاكمها مصطلح “السلطان”، وفي عهد السلطان محمد الخامس والد الحسن الثاني المتهم بـ”قتل والده”، تقرر تسمية السلطان باسم “الملك” ومراكش تقرر اسمها باسم “المغرب”، الذي كان في بعض المراحل يضاف إليه كلمة “الأقصى” تمييزا له عن المغرب الأوسط، الذي هو الجزائر، والمغرب الأدنى الذي هو تونس.

فالمنطقة الممتدة من غرب مصر إلى المحيط الأطلسي تسمى “المغرب”، وجمعها “المغارب” ويطلق على سكانها مصطلح “المغاربة”، فإذا أطلق لفظ “المغربي” فقد يكون تونسيا أو جزائريا أو مراكشيا.. كما يطلق اسم “المشرق” على الدول العربية الواقعة من شرق ليبيا إلى العراق، وليس هناك دولة تسمى “المشرق”.. كما أن منطقة “الشام” تضم عدة دول.

منطقة المشرق والمغرب تشترك في تراث واحد، فليس هناك من دول المشرق من يزعم أن “العقال” الذي يوضع على الرأس “سعوديا” أو كويتيا” أو عراقيا، أو فلسطينيا.. وأن “العباءة” كذلك، فهي تراث مشترك بين “دول المشرق”، وكذلك بقية التراث الثقافي المأكل والملبس والمسكن مع بعض الفروق الجزئية.

ولكن “الشيطان” أوحى لبعض سفهاء مراكش أي يستغلوا ما يثيره مطلح “المغربي” الذي يطلقه المشارقة على كل ما هو غرب مصر، فيستحوذون عليه ومنه “باب المغاربة” في القدس، الذي أطلق عليه تخليدا لمشاركة أبناء المغرب العربي في الجهاد ضد الصليبيين.. وهناك العلامة “عبد القادر المغربي” وما هو إلا ليبيا، ويريد المراكشيون اليوم أن ينسبوا كل المظاهر الحضارية من مأكل ومشرب وملبس وغناء وزخرفة وخط إلى “المغرب” الذي احتكروه، والدليل هو أنهم يحتفظون بمصطلح maroc أو maroco في الهيئات الرسمية العالمية، ولا يستعملون كلمة “المغرب” لأنها ليست حكرا عليهم، فالجلابة لباس مشترك بين جميع سكان المغرب العربي، وكذلك الكسكسي، والقندورة، والبرنوس، والخط، وزخارف البناء.. مع بعض الفوارق المحلية.. وليقارن بين “قشابية” المجاهد محمد بن عبد الكريم المراكشي و”قشابية” المجاهد عميروش، وإذا كانت “جلابة” مراكش اليوم قد “زيّنت” فلأننا كنا منشغلين بـ”الجهاد” وكان الإخوة في مراكش منشغلين بتحسين الزخارف المعمارية واللباسية إلخ..

أقول هذا لأنني سمعت مراكشيين يحتجون على ما قامت به الجزائر بتقديم ملف في زخرفة الزليج إلى “اليونيسكو” لإدراجه في التراث الجزائري (الشروق 20/4/2024 ص:2). بقي على هؤلاء “المراكشيين” أن يزعموا أن الهواء “مغربي” بعدما زعموا أن الراي، والكسكسي، والزليج، والجلابة، تراث خاص بـ”المغرب” الذي كان يسمى “مراكش” وبعدما زعموا أن “باب المغاربة” في القدس الشريف سمي عليهم، فتحلّوا بشيء من العقل الذي يبدو أنه ضاع كما ضاعت ما تسمونه “الإمبراطورية المغربية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!