عودة الأجواء المُنعشة ودرجات الحرارة الفصليّة

شهدت أغلب ولايات الوطن، أياما خانقة جاوزت فيها درجات الحرارة الـ40 درجة، مع تسجيل نسبة رطوبة عالية جدا، في انتظار عودة الأجواء الفصلية والموسمية انطلاقا من اليوم، حيث لمسنا دخولا تدريجيا لفصل الخريف المنعش.

عاش الجزائريون أجواء غير مسبوقة من ناحية ارتفاع درجات الحرارة، خلال صائفة 2023. فالحرارة التي سجلها شهر جويلية لم يشهدها آباؤنا منذ الاستقلال، إذ سجلت كثير من الولايات درجات حرارة تعدت الخمسين تحت الظل، والظاهرة كانت عالمية.

وانتظرنا بفارغ الصبر التمتع ببعض الانتعاش ولطافة الجو، وهو ما وفره لنا شهر أوت، الذي جاء وفي معادلة غريبة، أبرد شهر أوت تسجله الجزائر منذ سنوات. والأجواء المنعشة ستتوالى علينا بحول الله، بحسب تصريح مختصين في أحوال الطقس.

الحرارة بين 28 و30 درجة على السّواحل

أكّد المُختص في أحوال الطقس، الشيخ فرحات أن أغلب ولايات الوطن، شرق وغرب، شمال وجنوب، شهدت بداية الأسبوع الجاري، حرّارة تعدت الـ43 في بعض مناطق الوطن، زيادة على تطاير غبار ورمال، وهو ما أنتج جوا خانقا وثقيلا.

فرحات: موجات الحرّ القياسيّة ستتلاشى

كما تم تسجيل تساقط للأمطار خاصة بالحدود الغربية، ومنها مدينتا الغزوات ومغنية بولاية تلمسان وبولاية الشلف تراوحت كميتها بين 41 إلى 28 ملم.

ويتوقع خبير الأرصاد الجوية، عودة الأجواء المنعشة نهارا وليلا، والحرارة الفصلية ابتداء من يوم الثلاثاء، مشيرا بأن موجات الحرّ القياسية ستتلاشى مفسحة المجال للدخول التدريجي لفصل الخريف. وبحسبه لن تتعدى درجات الحرارة بين 28 و30 بالولايات الساحلية عبر الوطن. ولا تتعدى بين 20 و22 درجة ليلا.

ويكشف فرحات، أن أياما باردة وأخرى حارة ستتناوب على ما تبقى من أيام شهر سبتمبر، بينما تشهد الليالي المتبقية برودة ملحوظة.

شهر أوت 2023 كان الأبرد منذ سنوات

ومن جهته، كشف الباحث في شؤون الطقس والمناخ، زكي أرمادة، أن شهر أوت الذي ودّعنا مؤخرا، كان معتدلا من ناحية درجات الحرارة المسجلة فيه، “بل كان من أبرد أشهر أوت، التي عرفتها الجزائر خلال سنوات عديدة، التي سطرها التاريخ وسجلها الأرشيف” على حدّ قوله.

هنالك مناطق عبر الوطن لم تسجل حتى درجة 4 درجة ولو لمرة واحد فقط، خلال أوت 2023، والأكثر من ذلك أن العديد من ليالي أوت “كانت باردة عن معدلها الفصلي”.

جويلية 2023.. لن يُغادر مخيال الجزائريين

وقال المتحدث، بأن شهر جويلية 2023 سيبقى “ذكرى يحفظها التاريخ في سجلات أطول موجة حر سجلت في تاريخ الجزائر وبعض دول العالم، من حيث المدة ودرجة الحرارة التي كانت جدّ مرتفعة ليلا ونهارا”.

أرمادة: القبة الحراريّة غادرتنا.. والقادم انتعاش وبرودة

ليُوضح، أن هذا “الانتعاش في حالة الطقس” لا يعني انتهاء فصل الصيف والاستجمام لمحبي الاصطياف، قائلا: “يُرتقب بحول الله زوال القبة الحرارية الأخيرة التي زارتنا لمدة 48 ساعة فقط وخاصة شرقا، وتسجيل انخفاض محسوس لدرجات الحرارة بفارق 10 درجات كاملة في بعض المناطق، ونهاية درجة الأربعينيات شمالا، لتتناوب الثلاثينيات، ابتداء من يوم أمس، حيث لن تتعدى درجات الحرارة من الآن فصاعدا درجات الحرارة بين 27 إلى 35 كأقصى حدّ شمالا وبين 30 إلى 37 شمال الصحراء والجنوب الشرقي، هذا الأخير سيغدو ابتداء من يوم الخميس المقبل تحت رحمة درجات حرارة لا تتعدى الـ30.

بحر هادئ خلال سبتمبر

بينما تبقى درجات الحرارة مرتفعة وسط الصحراء والجنوب الغربي، ولكنها تخف قليلا لتكون بين 38 إلى 45 درجة، ثم تخف أكثر الأسبوع المقبل بحول الله، على حدّ قوله.

وبخصوص أحوال البحر والاصطياف، يشير أرمادة إلى أن الشواطئ ستحمل الرايتين بين الخضراء إلى البرتقالية بقية هذه الأيام، ثم تستحوذ الراية الخضراء تماما انطلاقا من يوم الجمعة المقبل، ليكون البحر هادئا تماما، بالعامية “طابْلة” طوال الأسبوع المقبل. مع تسجيل درجات حرارة ملائمة جدا، بحول الله. وعليه، فعلى محبي الاستجمام والعطلة والهدوء في شهر سبتمبر، الاستعداد لتمضية أيام منعشة، بعيدا عن الاختلاط والزحمة.