-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أشواق رمضانية

غدا رمضان.. فهل ستبدأ حياتك الجديدة؟

سلطان بركاني
  • 6291
  • 0
غدا رمضان.. فهل ستبدأ حياتك الجديدة؟

ساعات معدودة، وتغرب شمس آخر يوم من شعبان، ويرفع أذان المغرب ليبشّر بحلول شهر رمضان.. ومع أولى ساعاته سينادي المنادي في أمّة الإسلام: “يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرّ أقصر”.. ليبعث برسالة عاجلة، إلى كلّ مذنب، وإلى كلّ مسرف على نفسه بالمعاصي والذّنوب. إلى كلّ من أثقل ظهره بالآثام. إلى كلّ غافل عن الله وعن الموت والحساب. إلى كلّ من طالت غربته عن الله. إلى كلّ من حُرم السّعادة والرّاحة. إلى كلّ من يصلّي وقلبه قاس من ذكر الله. إلى كلّ معرض عن القرآن وعن ذكر الله. إلى كلّ من يجد قسوة في قلبه وثقلا في روحه. إلى هؤلاء جميعا يبعث منادي رمضان برسالة عاجلة فيقول: “ها هو رمضان قد عاد، فهل أنتم عائدون؟ هل أنتم تائبون؟”.

أخي المؤمن، هل ستجيب نداء رمضان؟ لا شكّ في أنّك في ساعات هذا اليوم الأخير قبل رمضان تفكّر في التّوبة إلى الله، فانظر في حالك من أيّ شيء ستتوب، تذكّر نقائصك وعيوبك، وحاول إحصاءها. ثمّ حدّد كيف تتمنّى أن تكون في رمضان وبعده؟ تتمنّى أن تصبح محافظا على الصّلاة في بيت الله، على السّنن الرّواتب. محافظا على صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر. مواظبا على قراءة القرآن كلّ يوم. مواظبا على أذكار الصّباح والمساء واليوم والليلة، وعلى الدّعاء مع حضور القلب. محافظا على الصّدقة ولو مرّة كلّ شهر. تتمنّى أن يكون مالك الذي تكسبه حلالا زلالا لا شبهة فيه. تتمنّى أن تغضّ بصرك عن النّظر إلى ما حرّم الله. تتمنّى أن تكفّ أذنيك عن سماع ما لا يرضي الله. تتمنّى أن تمسك لسانك عن غيبة إخوانك المسلمين. تتمنّى أن يصبح قلبك سليما لعباد الله، لا تحقد على أحد ولا تبغض أحدا ولا تحسد أحدا ولا تعادي أحدا.

أخي المؤمن.. تستطيع بإذن الله أن تصل، فقط، اعقد العزم، وتوكّل على الله، صارح نفسك وخاطبها وقل لها: قد اشتقت إلى قرب ربّي وطالت غربتي عنه. إلى متى سأظلّ بعيدا عنه؟ إلى متى وهو يدعوني وأنا معرض عنه؟ إلى متى والدّنيا تملأ قلبي؟ إلى متى سأظلّ عبدا لها؟ يا نفس ويحك أجيبي: أين اللّذائذ والشّهوات؟ أين الأطعمة والملذّات؟ أين النّوم أين الرّاحات؟ ذهبت الشّهوات والملذّات والرّاحات وبقيت التّبعات والحسرات. ما زال القلب قاس كالحجر. ما زلت أشعر بالملل والضّجر. ما زلت أحسّ بضيق في صدري. أخاف الموت. لست مستعدّا للحساب.

أخي الكريم.. لا شكّ أنّك طالما فكّرت في استغلال رمضان في العودة إلى الله، ففطرة الخير تنتفض في نفس كلّ مؤمن في هذا الشّهر. لكن ما إن تمرّ أيّام قلائل حتّى تعود إلى كسلك وخمولك ولربّما استسلمت لدعوات الشّهوات.

أخي الحبيب.. استعن بالله وادعه أن يثبّتك. إنّ لك دعوة عند فطرك ما تردّ فلا تضيّعها. ادع الله وقل: اللهمّ إنّي أحبّك وأحبّ قربك فحبّب إليّ طاعتك وبلّغني رضاك واجعلني من عتقاء النّار في هذا الشّهر يا كريم يا رحيم. ادع الله كلّ يوم عند فطرك. ادعه قبيل السّحور في ثلث اللّيل الأخير. ادعه وألحّ عليه بالدّعاء أن ييسّر لك الصّالحات ويثبّتك على الطّاعات ويبعدك عن المحرّمات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!