-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

غزة لن تستسلم

حسين لقرع
  • 3463
  • 1
غزة لن تستسلم

تؤكد أرقام شرطة هندسة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية بغزة والمتعلقة بكمية المتفجرات التي ألقيت على رؤوس سكان القطاع، أن العدوّ لن يعدم أي وسيلة إلا واستعملها أملاً في تركيعهم وإجبارهم على الاستسلام، فقد بلغت كمية المتفجرات التي قصف بها جيش الاحتلال القطاع خلال 47 يوماً فقط من الحرب نحو ألفيْ طن، أي 2 مليون كيلوغرام، أو ما يعادل 6 قنابل نووية بحجم قنبلة هيروشيما.

لو ألقيت هذه الكمية الهائلة من المتفجرات على أيّ جيش في العالم لكانت كفيلة بإنزال الهزيمة به وربما لم تقم له بعدها قائمة، ومع ذلك لا تزال المقاومة صامدة وتطلق صواريخها على مستوطنات العدوّ ومدنه يومياً وتتحدّاه بحرب استنزاف طويلة، ولا يزال سكان القطاع بدورهم صامدين يطالبون المقاومة بالمزيد من التصدي للاحتلال إلى غاية إجباره على تحقيق مطالبها، وفي مقدمتها رفع الحصار نهائياً، وقد رأينا كيف خرج عشراتُ الآلاف من سكان القطاع في جنازة قادة القسام الثلاثة ورددوا مطولاً هتافات تدعو المقاومة إلى أن “تشتدّ” وتقصف تل الربيع وكل مدن العدو ومستوطناته، وكان ذلك دليلاً قاطعاً على مدى تمسّك الشعب الفلسطيني بمقاومته، كما اعترفت وزيرة القضاء تسيبي ليفني بنفسها.

نعم، العدوّ متفوّق في العدة والعدد ويملك آلة عسكرية جبارة ورابعَ جيش في العالم ويستطيع إمطار غزة بملايين الكيلوغرامات من المتفجّرات المدمِّرة، ولكنه لا يملك أهمّ ما تملكه المقاومة وهو الصبر والثبات والصمود في الحرب، وقد اتضحت هذه الحقيقة في الحرب البرية التي هرب منها جيشُ العدو تحت غطاء”الهدنة”، مكتفياً بقصف النساء والأطفال من بعيد بطيرانه ودباباته كما يفعل الجبناء، كما اتضحت من خلال اعترافات الكثير من أفراد عائلات الجنود والضباط العائدين من الحرب، والتي تؤكد أن أبناءهم قد أصيبوا بصدمات نفسية شديدة وبعضهم لم يعد ينام إلا بالمهدّئات وبعضهم الآخر لم يعد يسيطر على نفسه ويعيش في رعب دائم من فرط الأهوال التي رآها في غزة على يد صناديد المقاومة، وهم يعالجون في مراكز إعادة تأهيل نفسي واجتماعي منذ عودتهم من الحرب، ويؤكد الأطباء أن الذكريات المرعبة ستلازمهم مدة طويلة…

هو سيناريو الجنود الأمريكيين الذين انتحر الكثيرُ منهم للتخلص من الاضطرابات النفسية الشديدة التي أضحت تلازمهم منذ عودتهم من أهوال حرب العراق، يتكرر الآن مع الجبناء الصهاينة، ولذا لا خوفَ على غزة ولو تلقت آلاف الأطنان الإضافية من القنابل، والصواريخ الحارقة والقنابل المشبعة باليورانيوم وغيرها من الأسلحة الأمريكية الفتاكة، فهي حتماً ستنتصر وتفرض شروطها على العدوّ، اليوم أو غداً، ما دامت تملك مقاومة بهذا الصمود والثبات وشعباً يؤمن بأن الحل الوحيد للتحرر من الاحتلال والعيش بكرامة هو دفع التضحيات دون حساب والالتفاف حول مقاومته دون تردّد أو تقاعس، وحينما تقول حماة محمد الضيف إنها زوّجته ابنتها كنوع من المشاركة في المقاومة، ولو كانت لها 100 ابنة لزوجتهن له الواحدة تلو الأخرى، وهي تعلم أنها تسوقهن إلى الشهادة.. فإننا نؤمن بأن غزة لن تنكسر ولن تستسلم وأن نصر الله قريبٌ من هذا الشعب الصامد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جمال

    الكل يريد لغزه النصر ..والله يطالبنا(واعدوا لهم ما استطعتم من قوه)كم كنا نتمنى ان يكون لصواريخ غزه اثر تدمير لاسرائيل حيث انها وصلت الى اماكن مهمه داخل الكيان الصهيونى.ولكن اسرائيل اتخذتها مبرر لضرب الاطفال والمدنيين .