الجزائر
أنباء عن غرق عدد منهم أججت الاحتجاجات

غليان بعنابة وعائلات “الحرّاقة” تغلق مداخل المدينة

أحمد زقاري
  • 5153
  • 9
أرشيف

تعيش مدينة عنابة، منذ بداية الأسبوع، على وقع غليان غير مسبوق، واحتجاجات، لم تسجلّها الولاية في وقت سابق، حيث يتمّ خلالها غلق مداخل ومخارج المدينة بشكل كامل، ما يخلق شللا كبيرا على مستوى عدّة محاور رئيسيّة وفرعية، ويجبر الكثير من العائلات والموظفين ومستعملي السيّارات على المبيت خارج منازلهم.

 يتجمهر العشرات من أفراد عائلات الحراقة، ومعهم الكثير من الفضوليين، وينضمّ إليهم الكثيرون من الرّاغبين في إثارة الفوضى والبلبلة بالشارع العنابي، يتجمهرون على مستوى المخرج الرئيس بالطريق الوطني رقم 44 المؤدي نحو برحال وسكيكدة، وعدد من التجمعات السكانيّة، الواقعة بالمنطقة الغربية، كما يعمدون إلى غلق الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين عنابة وسوق أهراس، والطريق الوطني رقم 21 الرابط بين عنابة وقالمة، في وقت واحد، ما يتسببّ في حالة شلل كامل للحركة على مستوى مداخل ومخارج المدينة.

ويختار الغاضبون المحتجون، الفترة المسائية، التي يكون فيها الكثيرون يستعدون للعودة لمنازلهم، بحيث يقومون بغلق هذه المحاور باستعمال العجلات المطاطية، والقضبان الخشبية والحديدية، بدءا من زوال نهار كل يوم كما حدث أمس الأربعاء، رافعين جملة من المطالب على رأسها، توضيح الرؤية وكشف مصير أبنائهم الحراقة، الذين تلاعبت بهم الأمواج، منذ أيام في عرض البحر الأبيض المتوسط، وباتوا في عداد المفقودين.

وانطلقت شرارة هذه الاحتجاجات الغاضبة، من حيّ الماجستيك، بحيث خرج العشرات نهاية الأسبوع، في حركة احتجاجية عارمة، قاموا من خلالها بغلق الطريق المؤدي من وسط المدينة باتجاه أحياء ناحية شواطئ عنابة، مستعملين العجلات المطاطية والقضبان الحديدية، مطالبين بالكشف عن مصير أبنائهم الحراقة، وتدخلّ السلطات لإجلاء عشرات الشباب العالقين كما يقولون بكلّ من تونس، وسواحل جزيرتي صقلية وسردينيا، قبل أن تمتدّ هذه الاحتجاجات لتشمل مداخل ومخارج المدينة الرئيسية، إذ بات الكثير من أولياء الحراقة المفقودين يتجمعون مؤخرا، على مستوى هذه المحاور الرئيسية، للمطالبة بتدخلّ السلطات، وكذا مسؤولي وزارة الخارجية الجزائرية، والممثليات الديبلوماسية بكلّ من تونس وايطاليا، لإجلاء الحراقة، واسترجاع جثت المتوفين منهم.

وكانت عدّة مصادر، قد تحدثت عن اختفاء نحو 12 حراقا، أقلعوا من سواحل مدينة عنابة منهم ثلاثة من قسنطينة والبقية من عنابة، منذ أيام، بعرض مياه البحر الأبيض المتوسط، وفقدان الاتصال والتواصل معهم، لنحو خمسة أيام، قبل أن تظهر أنباء من الصحافة المحلية الايطالية، وجهاز “الكارابينييري” الأمني، على مستوى جزيرة صقلية، تتحدّث عن العثور على قارب حراقة بالسواحل الصخرية، يضمّ ستة شباب أحياء، وبعد التحقق معهم، تبين هلاك ستة من رفقائهم في عرض البحر، بعد أن فقدوا السيطرة على القارب إثر صعود أمواج البحر، وتدهور الأحوال الجوية.

بينما، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، رسائل تمّ تداولها في أوساط عائلات الحراقة وعلى مستوى الصفحات المحلية بعنابة، لعدد من الحراقة الذين كانوا في عداد المفقودين، ظهروا في مقاطع مسجلّة بتونس، يتحدثون عن تواجدهم هناك، بعد أن تلاعبت بهم الأمواج وقذفت بهم نحو سواحل الجارة تونس. ووفقا لكلّ هذه المعطيات، يدعو الغاضبون من عائلات ورفقاء وزملاء الحراقة المفقودين من قسنطينة وعنابة، سواء أولئك الذين ظهروا بسواحل إيطاليا، أو الذين يشتبه تواجدهم بالجارة تونس، السلطات للتحرك قصد إجلاء هؤلاء وإعادتهم للجزائر.

مقالات ذات صلة