-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
معطيات جديدة تؤثر على القضية بعد أزمة الجزائر وإسبانيا

غموض يلف جولة المبعوث الأممي للصحراء في المغرب

محمد مسلم
  • 3299
  • 0
غموض يلف جولة المبعوث الأممي للصحراء في المغرب
أرشيف

في خطوة لافتة، حل السبت المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، الدبلوماسي السويدي الإيطالي، ستافان دي ميستورا، بالمملكة المغربية في زيارة يلتقي خلالها بالمسؤولين المغربيين، وهي الخطوة التي جاءت في وقت عادت فيه القضية الصحراوية إلى الواجهة، بعد الأزمة التي فجرتها حكومة بيدرو سانشيز الإسبانية مع الجزائر، بسبب انقلاب موقفها من النقيض إلى النقيض بخصوص هذه القضية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة الجمعة، ستيفان دوجاريك، إن المبعوث الأممي سيزور المغرب وبعدها الصحراء الغربية، خلال هذه الرحلة، فيما لم يتحدث إن كانت هذه الجولة ستمتد إلى الجزائر وموريتانيا باعتبارهما دولتين مجاورتين للصحراء وسبق لهما أن لعبا دور الملاحظ في هذه الأزمة.

وأوضح المصدر ذاته أن ديميستورا وخلال الزيارة سيسترشد بما تحقق من جهود من طرف المبعوثين السابقين، ويتطلع إلى تعميق المشاورات التي بدأها شهر جانفي الماضي، مع جميع الأطراف المعنية حول آفاق التقدم البناء للعملية السياسية في الصحراء الغربية.

ولدى سؤاله عما إذا كان ينوي في هذا السياق، إعادة إطلاق طاولات مستديرة مماثلة لتلك التي نظمها المبعوث الألماني السابق هورست كولر عام 2019 قبل استقالته، لم يتجاوب مع ما طلب منه، واكتفى بالقول إن “ما يبحث عنه هو كيف يمكننا دفع الحوار قدما في سياق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

وخلف عدم إتيان المتحدث باسم الأمم المتحدة على ذكر كل من الجزائر وموريتانيا جملة من التساؤلات، ولم يجد ما يرد به على أسئلة الصحفيين بهذا الخصوص، سوى قوله إنه “سيعلن عن معلومات أخرى إذا توافرت مع تقدمه الرحلة”، ما يعني أن زيارة ديميستورا ستكون مشوبة بالحذر من أي خطوة قد يقدم عليها.

وكان ستيفان دي ميستورا قد قام بعد تعيينه في نوفمبر المنصرم، بأول جولة له في المنطقة في جانفي الأخير، قادته إلى المغرب وتندوف، حيث توجد الحكومة الصحراوية، قبل أن يزور موريتانيا ثم الجزائر في آخر الجولة.

وتواجه مهمة ديميستورا تحديا صعبا هذه المرة، تمثل في الموقف الجديد الذي بلورته الجزائر، والذي يقضي برفضها المشاركة في لقاءات “الموائد المستديرة” التي سبق للهيئة الأممية أن أشرفت على تنظيمها، كما طالبت (الجزائر) بمفاوضات مباشرة بين نظام المخزن المغربي وجبهة البوليساريو باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.

ويقوم الموقف الجزائري على مقاربة مفادها أن هذه “الموائد المستديرة لم تعتبر يوما صيغة نهائية لتسيير العملية السياسية في الصحراء الغربية، بل مجرد مرحلة انتقالية لمفاوضات بين مملكة المغرب وجبهة البوليساريو”، وقد أثبتت هذه الصيغة “عدم فعاليتها كما أنها غير مجدية بحكم استغلالها من طرف السلطات المغربية للتهرب من مسؤولياتها وتشويه واقع النزاع في الصحراء الغربية، كمسألة تصفية الاستعمار”، وفق الوثيقة التي وجهها الوفد الجزائري لرئيس مجلس الأمن الدولي.

وخلال الأشهر القليلة الأخيرة عادت القضية الصحراوية إلى الواجهة كسبب في توتير العلاقات بين الجزائر ومدريد، وهي المسألة التي كانت محل تناول لافت من قبل وسائل الإعلام العالمية، كما رافق هذا المعطى مجزرة راح ضحيتها المئات من المهاجرين الأفارقة بين قتيل وجريح، في مأساة كانت فيها القضية الصحراوية حاضرة بطريقة أو بأخرى، بسبب تأثيراتها على العلاقات بين الرباط ومدريد والجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!