رياضة
سجل هدفين وقدّم تمريرة حاسمة في مباراتي زيمبابوي

غوارديولا مجبر على توظيف محرز يوم السبت أمام توتنهام

الشروق الرياضي
  • 4668
  • 2
ح.م

تأخذ قصة رياض محرز مع المنتخب الوطني شكلا جميلا وغريبا في نفس الوقت، حيث صرنا نشعر بأن اللاعب لا يجد نفسه إلا تحت ظلال الراية الوطنية، وبالرغم من التعب والألم الذي يعانيه إلا أنه لعب المباراتين كأساسي، وأبلى بلاء حسنا، وكنا نظن بأن جمال بلماضي سيضع محرز على التماس حتى لا يجهده ويعود إلى ناديه معافى حتى لا يضيّع المواعيد القادمة رفقة مانشستر سيتي، ولكن رياض شارك وبذل جهدا كبيرا توّجه بهدف لن ينساه الجزائريون في مرمى زيمبابوي عشية الإثنين كان لوحده تحفة كروية من الصعب أن تتكرر.

جاء رياض محرز إلى الجزائر بعد الطعنة الفنية التي وجهت له من طرف غوارديولا الذي رفض ضمه للتشكيلة التي واجهت ليفربول في لقاء الموسم، وفي المباراة الأولى بالعاصمة قدّم رياض بلمحة فنية كرة هدف سجله سفيان فيغولي برأسه، وفي الشوط الثاني أبدع على طريقته ورفع الكرة فوق الحارس، ليبصم على علو كعبه، وفي زيمبابوي، انتظر فرصته التي استغلها عبر كرة طويلة وصلته من سعيد بن رحمة، فانطلق بها بعد جرّ الكرة بالعقب، ثم اقتحم منطقة العمليات، حيث كان ثلاثة مدافعين أمام الحارس فتكفل أحدهم بمحاولة انتزاع الكرة من رياض ولكنه وجد نفسه في دوامة من المراوغات إلى أن سقط أرضا وسجل رياض هدفا بديعا يمكن القول بأنه أحد أجمل الأهداف في تاريخ المنتخب الجزائري، إن لم يكن أجملها على الإطلاق، فكانت النتيجة صناعة واحدة لهدف وتسجيل هدفين في ظرف مباراتين، لتكون مهمة رياض كاملة، شحن بها معنوياته، وعلم بأن له منتخب يمنحه حرية الإبداع بقيادة جمال بلماضي الرجل الذي يؤمن بمواهب رياض محرز أكثر من أي مدرب آخر.

القادم سيواجه مانشستر سيتي فريق توتنهام الذي يدربه مورينيو في لندن، وسيعرف الناس إن كان غوارديولا صادقا عندما قال بأن عملية التدوير هي سبب عدم استدعائه لرياض محرز أمام ليفربول، أم أن فيلسوف التدريب قد طمع فعلا في ضمّ ميسي في الميركاتو الشتوي فبدأ التحضير لتسريح رياض محرز، مع الاحتفاظ بالثنائي البرتغالي بيرناردو سيلفا والإنجليزي فودان لأنهما يلعبان أيضا في وسط الميدان.

تنتظر رياض محرز مع ناديه مانشستر سيتي أواخر نوفمبر ثلاث مباريات، الأولى عبر تنقل إلى لندن لمواجهة توتنهام، ثم يطير النادي إلى اليونان لمقابلة رفقاء هلال سوداني أولمبياكوس ضمن رابطة أبطال أوربا ثم يستقبل فريق بورنلي، وهو منعرج مهم للاعب الجزائري محرز لاسترجاع ثقة مدربه وثقته بنفسه، لأن تسجيل هدف واحد منذ بداية الموسم الكروي في إنجلترا هو أمر هيّن وضعيف للاعب بإمكانيات محرز، خاصة أنه لعب نحو 432 دقيقة في الدوري فقط.

الانتقادات طالت هذه المرة وبقوة غوارديولا، وإذا فشل أمام توتنهام الذي يحتل حاليا المركز الثاني، فسيتدحرج أكثر في الترتيب لأن المركز العاشر الذي يحتله حاليا مانشستر سيتي، يهدّد النادي بأن لا يجد نفسه الموسم القادم ضمن رباعي رابطة الأبطال.

صحيح أن مانشستر سيتي تنقصه مباراة متأخرة، قد تقفز به إلى المركز الخامس، إن فاز بها طبعا، لكن المشكلة أن الفريق بالكامل لا يدور، وهو ما جعل الفريق يبحث عن وجه جديد وقوي في صورة ميسي ليعيد به الفريق إلى السكة، وكلها أمور لا تصبّ في مصلحة غوارديولا الذي يمتلك إحدى أحسن التشكيلات في العالم، ومع ذلك عجز عن بلوغ الدور النهائي من رابطة أبطال أوربا، وإذا كان هدفه هو تدعيم الفريق بميسي من أجل انتزاع اللقب الأوروبي، فسيكون السؤال عن دور المدرب هنا.

ما يهم الجزائريين هو تألق رياض محرز مع المنتخب الوطني أولا، فرياض علامة ثابتة، وسيكون شعوره بالراحة والاستقرار مع ناديه في صالح الخضر، وحتى لا يغيّر الأجواء في الميركاتو الشتوي، فإن الوقت مازال سانحا لأجل أن يستعيد قوته المعنوية لأن المنتخب الوطني لن يعود للمنافسة الرسمية إلا في شهر مارس من السنة المقبلة 2021، ثم يباشر التحضير لتصفيات مونديال قطر 2022، وهي المحطة الأهم بالنسبة للمنتخب الوطني والحلم الأكبر الذي يعيش لأجله جمال بلماضي، وأيضا رياض محرز الذي يعلم بأن عدم تأهل الخضر لمونديال قطر يعني نهاية رياض محرز، الذي كان له ظهور واحد فقط أمام بلجيكا في مونديال البرازيل 2014.
ب.ع

مقالات ذات صلة